الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زغودة 2 بقلم:شقيف الشقفاوي

تاريخ النشر : 2020-03-21
من روايتي الجديدة
زْغُودة (الحلقة 02)
سافر يحي إلى العاصمة مع المرحوم عمي الشينوة طاكسيور أزيار، الذي تركه في المحطة للمجهول ، فقد سبق له و أن غادر تالة لفدور مرة واحدة حين سافر إلى قسنطينة لإجراء الفحص الطبي للخدمة الوطنية ، و منذ ذلك اليوم لم يبرح وادي النفادرية ، و لم يغب عن قطيع المعز للحظة من تلك اللحظات التي عاشها حالما بلقاء زغودة ، تلفت صوب الميناء و لم يكن يعتقد أن الدنيا تتسع لهذا الكم الهائل من البشر و السيارات ، و هذه البنايات العملاقة المتراصة بانتظام ، تساءل في نفسه هل هي جزء من الحلم الذي طالم راوده ،
ثم قال : لا اعتقد أن غبة حين نصحني بالسفر إلى العاصمة كان ينوي إبعادي كي يخلو له المكان للإستلاء عليها ، ثم هو ساذج و جبان ولن تخطر على باله الفكرة ، فقد قال لي مسلخ رويسو يستحوذ عليه أبناء الميلية و في مقدورهم تشغيلك في غسل الأحشاء أو السلخ فأنت لا تتطلب تعلم حرفة أو تكون عبء على أحد ، أغلبهم من بني محبوب و لا اعتقد أنهم يتخلون عنك ، أما المبروك فقد سافر إلى الخارج لإتمام دراسته هناك ، وقد قال والده سيدرس القانون ليصبح وزيرا ، و لا أعتقده يفكر فيها إذا عاد و انخرط في السياسة ، سينسى الميلية وأهلها و جبالها ، سينسانا جميعا بما في ذلك زغودة و غبة ، ثم حمل كيس ملابسه و اتجه صوب حديقة بور سعيد و أكمل مساره عبر شارع زيغود يوسف المطل على الميناء ، و بين الحين و الحين تصادفه العابرات في الإتجاه المعاكس لمساره فيذبل عينيه نحو الفراغ ، بعدها شارع العقيد عميروش و حسيبة و لما تجاوز معبر ساحة أول ماي ، انهار على المقعد الاسمنتي من شدة العياء ، و بجانبه مقعد آخر يشغله شابان ملامحهما توحي له أنهما من الشرق ، و ربما من الميلية ، فقد انتابه الشك في لكنة لهجتهما المتميزة باختصار نطق اللام نونا ، وهي عادة من عادات اولاد عيدون و بالخصوص النفادرية و اولاد علي بالتحديد ،
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف