الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-03-17
الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية أمين دراوشة بقلم: رائد الحواري
الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية
أمين دراوشة

من مهام النقد تحفيز القارئ على التقدم من الأعمال الأدبية، من خلال إظهار الجوانب الفنية أو من خلال الأفكار التي يحملها، كلنا يعلم أن هناك العديد من المناهج والأشكال النقدية المستخدمة، ومنها من يتناول مجموعة أعمال تتحدث عن فكرة معينة أو تلك التي استخدمت شكل أدبي معين، بحيث يقدم الناقد شذرات لمجموعة من الأدباء ليدعم فكرته، رؤيته، لكني شخصيا أميل إلى النقد الذي يتناول عمل الأدبي واحد وبشكل كاملا، بحيث يبقى مستقل عن الأعمال الأخرى، لكي يأخذ حقه من التحليل، لأن (الجمع) في ظلم لأديب وللأدب، أول كتاب نقدي قرأته "الأدب من الداخل" لجورج طرابيشي" ورغم مرور أكثر من خمسة وثلاثين عاما على قراءته ما زال عالقا في ذهني، خاصة تناوله لرواية "حين تركنا الجسر لعبد الرحمن منيف" والتي فصل فيها شخصية "زكي النداوي"، الناقد "أمين دروشة" في كتابه "الأنا والآخر في الرواية الفلسطينية" تناول خمس روايات تتحدث عن الأنا والآخر، وقد اختارها بعناية بحيث تمثل شرائح متباينة من الروائيين، فبدأ ب"جبرا إبراهيم جبر" ورواته "البحث عن وليد مسعود"، والتي تمثل نموذج بداية للرواية (الكلاسيكية) الفلسطينية، محللا وقع أثر اختفاء وليد مسعود على شخصيات الرواية، وكل من يقرأ طريقة تحليل الرواية ينشد لها ويتقدم منها لمعرفة المزيد عنها، والناقد يركز على الشخصية الفلسطينية المطلقة في الرواية، حتى أنه يجعل من حدث (اختفاء) "وليد مسعود" كصلب/كصعود السيد المسيح للسماء، فكلاهما ترك أثرا وتساؤلات حفزت الآخرين على اتباعا نهجهما، كما أن اصرار "وليد مسعود" على المقاومة: "إذا كان لي الحق أن أحب فتاة كوصال وأنا في الخمسين، ألا يكون لي الحق أن أقاتل من أجل فلسطين حتى لو باغت التسعين" ص40، جعله يتماثل مع تعاليم المسيح، التي ما زالت نبراسا لاتباعه بعد صلبه/صعوده للسماء، هنا نقول أن "أمين دراوشة" استطاع أن يعطي القارئ الحافز والمنشط لمعرفة ماهي الرواية وطبيعة "وليد مسعود" الذي ترك كل هذا الأثر على الآخرين.
والرواية الثانية "الوجوه" للروائي "وليد أبو بكر، والذي يعد من الروائيين المخضرمين، يتناول الناقد الرواية مفككا شخصية "شريف الزوري" والذي يمثل السلبية المطلقة، إن كان في تعامله مع أسراته ابنته "نبيلة" أو زوجته "بنت المختار"، ونجد هذه السلبية حتى في نظرته لأمه، التي يقول عنها: "...حولتني إلى أنثى مثل شقيقتي حورية" ص54، أما في وظيفته (رجل أمن) فقد استغله بطريقة حقيرة وكان يحمي المومسات مقابل أن يمنحنه المتعة، وتعامل مع المعارضين للنظام قبل احتلال "رام الله/الضفة الغربية" بشكل سادي، وبعد الاحتلال عام 67 يتحول ليكون يد للاحتلال يبطش بها الفدائيين، واعتقد أن الناقد استطاع أن يفكك شخصية بطلها السلبي بمهنية عالية، بحيث تجعل المتلقي يشعر بضرورة التعرف أكثر عليها وعلى سلوكها.
بعد أن قدم لنا نماذج من الروايات الكلاسيكية يتقدم من الجيل الجديد ويتناول رواية "أكرم مسلم" سيرة العقرب الذي يتصبب عرقا، ورغم أن الرواية عدد صفحاتها قليل نسبيا ، 140 صفحة إلا أنه كتب عنها تسع عشرة صفحة، من هنا أدخلنا الناقد إلى تفاصيل التفاصيل في الرواية، وقدم العديد من شواهد والاقتباسات منها.
والرواية الثالثة التي تناولها الناقد هي "مرايا إبليس" وهي روائية نسائية ل"منى الشرافي تيم" تعد من الروايات المعاصرة، وقد كشف بعض الرمز فيها، مبين طبيعة ومعنى الاسماء: "شهرزاد، كانت سلبية سواء بطريقة زواجها أو في الحياة البائسة" ص108 و109، "فأنا إبليس نجحت في السيطرة على جنودي من البشر" ص110، "جونز سيد القصر الأبيض" ص111، "أما شايلوك فليس مستعدا في مخططاته الجهنمية أن يخسر شخصا واحا من قومه الشالوميين" ص111، بهذا الشكل يقدمنا الناقد من الرواية لنتعرف عليها أكثر، ولنتعرف على تفاصيل هذا التحالف بين الأشرار.
والرواية الخامسة أيضا نسائية، للروائية "إسراء عيسى" "حياة مملكة" ويكشف الناقد طبيعية الفلسطيني الذي يتعرض للقسوة، يقدم لنا حوار بين "زياد الغزاوي" و "ونرجس": "وعندما تسأله هل هو لاجئ أم في زيارة، تهاجمه الذكريات، ويخاطب نفسه: كذا تريد هذه الزهرة؟ أرضي قاحلة فابحثي لك عن أرض أخرى تغرسين فيها جذورك... هل كنت مصابا.. ماذا دهاها؟ تتلذذ بالتنقيب في القبور" ص131و132.
إذن هناك نماذج متباينة من الروائيين، منهم القديم ومنهم الحديث، منهم العلم ومنهم في بداية الطريقة، منهم الرجل ومنهم المرأة، وبهذا يكون الناقد قد فتح الأبواب أمام القارئ ليتعرف على نماذج من الروائيين جدد، لم يتم تناولهم في كتب خاصة إلا نادرا، وهنا تكمن أهمية الناقد: تقديم أدباء جدد وتعريف القارئ عليهم وعلى أدبهم.
الكتاب من منشورات وزارة الثقافية الفلسطينية، البيرة، فلسطين، الطبعة الأولى 2016.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف