الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المواجهة والعقاب بقلم: عادل بن مليح الأنصاري

تاريخ النشر : 2020-03-15
المواجهة والعقاب  بقلم: عادل بن مليح الأنصاري
المواجهة والعقاب ( عادل بن مليح الأنصاري )

لن يكون غريبا أبدا أن تنكشف هذه الغمة التي حلت على الكرة الأرضية قاطبة على مؤامرة بيولوجية انطلقت من هنا أو هناك ولأسباب مختلفة , ربما تتشكل علامات استفهام كبيرة حول طبيعة هذا الانتشار , فكما قلنا في مقال سابق أن انتشار الأوبئة عبر التاريخ كان مناطقيا أو على أقل تقدير لم يبسط ظلاله على البسيطة كافة كما فعل هذا الوباء , وبهذه الطريقة من الانتشار الغير عادية , فالأخبار الواردة تتحدث عن تضاعف غير مسبوق في انتشاره بين الدول , وقد طُرحت التوقعات سابقا حول بعض الأوبئة التي ضربت بعض الدول سابقا , ولكن اليوم الوضع بلغ مبلغه من بث الرعب وقوة الانتشار وسرعة العدوى , وحتى الدول التي واجهت الأمر ابتداء بنوع من الثقة وبث الطمأنينة في قلوب مواطنيها , عادت لتركع خوفا أمام هذا الغازي المخيف , وربما على رأسها شرطي العالم ذاته أمريكا , والمتابع لسرعة انتشاره وتزايد عدد ضحاياه يحق له أن يصاب بالرعب وكأن يوم القيامة سيحل قريبا علينا .

ودون الخوض في مدى انتشاره وعدد ضحاياه وبسط جناحه على كافة دول العالم , أو التوقعات المرعبة لكبار السياسيين والأطباء وخبراء الصحة العالمية , هل يحق لنا تجاهل البحث عن حقيقة ولادته ؟
وهل يمكن أن نراقب الوضع دون محاولة البحث عن المسبب ؟
من الأولويات اليوم تكريس الجهود للتصدي لانتشاره والحد من خطره على الصحة العامة , ووضع الخطط الدولية وتبادل الخبرات وحث العلماء على توحيد الجهود لمقاومته والتخفيف من أثره ثم القضاء عليه , لاشك هي حرب كونية بين الإنسان وبين هذا الفيروس سواء أكان من نتاج الطبيعة والقدرة الربانية وحدها أم من نتاج المعامل وعبث بعض عديمي الإنسانية والضمير الذين يجود علينا الزمان بهم في كل عصر وزمان ومكان , تلك الفئة التي تضع حياة الملايين في كفة , وتحصيل مكاسب سياسية أو اقتصادية أو حتى انتقامية في كفة , فكل تلك الصور المأساوية من سقوط ومعاناة الضحايا وفقد أحبائهم وأولادهم وزوجاتهم وآبائهم وأمهاتهم لا تعني شيئا بالنسبة لهم , وربما وجدوا مبررات يقبلون بها لإلحاق المآسي بالبشر وينامون مرتاحي الضمير لها , إنهم الإرهابيون الحقيقيون الذين يقتلون مئات الألوف وربما الملايين بأسلحتهم الخفية التي اتخذت من العلم والمختبرات حاضنة لهذا الإرهاب المتحضر .
هذا المنطق لم يخرج من فراغ أو هو اجتهاد عابر ولا يستند على حقيقة , فتلك الاتهامات قد بدأت بالفعل خاصة بين الصين منشأ العدوى وبين أمريكا العدو الناعم الأكبر للصين , وتلك الاتهامات بدأت تتعالى أصواتها عبر وسائل الإعلام والتواصل بمختلف أنواعها , ربما ستنقشع سحب هذا البلاء لنتأكد أنه عبث بشري , وليس مهما من هو صاحب اللعبة , أو أهدافه الخفية , وربما يكون الأمر محض قدر .
وبدعة الحرب البيولوجية ليست جديدة بين أبناء البشر , فالمحاربون القدماء قاموا من ضمن خططهم الحربية باعتماد ذلك النوع من الحروب البيولوجية , فتسميم الآبار والمأكولات ووضع السم في طعام وشراب الأعداء تعج به قصص التاريخ , وكذلك رمي جثث موبوءة بأمراض فتاكة بين معسكرات العدو , ولا يخفى علينا أن البريطانيين والأمريكيين أنفسهم استخدموها في جنوب شرق أسيا لتدمير المحاصيل والغابات لتوفير الأماكن والمساحات التي يختبئون فيها , وكانت من أهم الطرق لنقل العدوى هي : اللمس , والطعام أو الشراب , ثم انتقالها في الهواء , وكانت طريقة بث العدوى بالهواء أنجح السبل حيث تقوم القوات باستخدام الطائرات والسفن والقنابل أو المدافع لنشر تلك العدوى .
ولذلك برزت الحاجة لوضع بروتوكولات تحد من استخدام الحروب البيولوجية , فهي خطيرة على كلا الطرفين أحيانا , فيصعب تحديد وحصر أماكن تأثيرها وتكون قابلة للتمدد بعيدا عن مناطقها , وقد تعتبر الحروب البيولوجية أخطر من الحروب الكيماوية أو حتى أسلحة الدمار الشامل , فهذه الفيروسات لا ترى بالعين المجردة , ويصعب تتبع أثرها وكيفية انتشارها أو الكشف المبكر عنها , (وهذا ما يحدث اليوم تماما مع كرونا) .
فوقعت دول العالم اتفاقية جنيف في العام 1925 "اتفاقية جنيف" التي تحرم اللجوء للأسلحة البيولوجية , والغريب أن الولايات المتحدة وإسرائيل كانت من أبرز الممتنعين عن التوقيع عليها , وتقول بعض الدراسات أن الولايات المتحدة قد دخلت في تطوير تلك الحرب عن طريق استخدام فيروسات مركبة جينيا في مختبراتهم العسكرية لزرع الهلع في دول العالم وكذلك للحد من النمو السكاني في دول العالم الثالث , " أليس غريبا أن يبدأ وباء كرونا من الصين أكثر دول العالم تعدادا للسكان ؟" .
ومن ضمن أهداف تلك الحرب السيطرة الاقتصادية , ونلاحظ هنا أيضا غرابة أن يضرب فيروس كرونا مدينة صينية هي من أهم المدن الصينية صناعيا !!
وهي ذات الأهداف التي تسعى إليها الصهيونية في الحد أو إضعاف القوة العربية .
وفي مقال "كابوس مروع" وهو من أسرار منظمة الصحة العالمية نشر في 10 أغسطس 2009 , واشترك في كتابته "سارة ستون" و "جيم ستون" و" روس كلارك" , جاء فيه أن اللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير الذي أنتجته شركة"باكستر" , وللمعلومية هذه الشركة ملك ل"ديك تشيني" , وهوأن فيروس انفلونزا الطيور من الفيروسات المركبة جينيا , وأنه أطلق إجباريا لتبرير التطعيم ضد انفلونزا الخنازير والذي هو أيضا مصنع جينيا .
ومن المدهش أن صحيفة الغارديان اللندنية في 6 أكتوبر 2005 ذكرت أن العلماء الأمريكيين الذين يعملون في مراكز التحكم في الأمراض والوقاية منها , قد تسببوا في إحياء الإنفلونزا الأسبانية التي قضت على 50 مليون شخص بعد أن وجدوا جثة امرأة مدفونة تحت الجليد في ألاسكا ماتت بهذا المرض وأخذوه من ألياف رئتها , فعاد الفيروس بعد اختفائه بنحو 87سنة .
ويقال أن فيروسات إيبولا والجمرة الخبيثة و الجدري هي موجودة في تلك المختبرات .
يقول بعض المهتمين أن الولايات المتحدة تنشر الفيروسات في بعض مناطق العالم لأسباب اقتصادية وسياسية ودينية تتعلق بصدام الحضارات , وفي هذا الصدد نشير إلى أن مؤسس "الإتلاف المسيحي" "بات روبرتسون " , توقع أن تحدث الكثير من الكوارث الطبيعية وتفشي الأوبئة والثورات في العالم تمهيدا لنزول المسيح .

وعلى الجهة المقابلة , يتوقع البعض أن الفيروس صناعة صينية ككل شيء في هذا العالم , وحجتهم في ذلك على قدر من القبول , فيقال أن المصانع الصينية الكبيرة تعود ملكية أسهمها للكثير من رجال المال في أوربا وأمريكا , فاصطنعت الصين هذا الفيروس لتتسبب في اقفال تلك المصانع , ولا مانع من موت بضع مئات من الصينيين مقابل المكاسب الاقتصادية التي قد تصل للمليارات , وبهذا زرعت الصين الرعب والخوف في قلوب أولئك المستثمرين والخوف على استثماراتهم في الصين , خاصة بعد قفل تلك المصانع ووضع العاملين فيها في الحجر المنزلي , وتضخيم الصورة المرعبة في الإعلام , وبث صور المدن الصينية والمصانع وهي خالية , وبعض الصور للموتى في الشوارع والهلع عبر المدن والبيوت الصينية , حتى يلجأ ويسرع رجال الاستثمار الأوربيين والأمريكيين في بيع أسهمهم في تلك المصانع , فيقوم الصينيين بشرائها بأبخس الأثمان في ظل هذه الظروف المرعبة .

لا شك أن الأيام كفيلة بالكشف عن حقيقة هذه الكارثة ومصدرها , ولكن كالعادة بعد أن تبرد نار الكارثة ويتضاءل حزن المفجوعين , ويجني المجرمون ثمار جرائمهم "كالعادة" , فإن كانت هجمة فيروسية من صنع القدر فلا يملك البشر لها مرد , وإن كانت من صنع شياطين البشر , كذلك ليس لهم منها مفر أو الأخذ بالعدالة والعقاب , ولكن المؤكد أن الخصوم يفكرون ألف مرة بالرد , وبنفس القوة بل أقوى وأعتى , فالتجارب القاسية تراكمية , وسيأخذ المستقبل من الماضي أسوأ ما فيه ويزيد , ولن يدفع الثمن إلا البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا دفن أحبائهم والبكاء طويلا على ذكرياتهم .

ولكن هل يكتفي البشر بخلق تلك الحروب البيولوجية التي أذاقونا البلاء من كأسها أم ننتظر الحروب البيئية من زلازل وبراكين وتسونامي وغيرها حتى يفنى أخر بشري على وجه الأرض ؟
ولا نملك كبسطاء , ضعفاء , مهزومين , إلا الدعاء على أولئك الجبابرة أن يذوقوا يوما من نفس الكأس المسمومة التي سقوها لبقية البشر .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف