نزهة أبو غوش:
كنان يزور المدينة، رواية لليافعين
للكاتب المقدسي جميل السلحوت
صدرت رواية "كنان يتعرّف على مدينته" للكاتب جميل السلحوت بداية العام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصر الله.
استخدم الكاتب معظم شخصيّاته؛ من أجل التّفاعل الكيميائي؛ لربط الأحداث أو من أجل اتمامها، فهي شخصيّات مؤثّرة، لكنّها غير مصيريّة، أي أنّها تحرّف من مسار الرّواية، لكنّها لا تندمج مع الأحداث، وهي شخصيّات ثابتة لم تتغيّر منذ بداية الرّواية حتّى نهايتها، بعكس الشّخصيّات الكرويّة الّتي تتغيّر وتأخذ أكثر من شكل واحد ضمن أحداث الرّواية. فمن الممكن أن تكون مثلا شخصيّة مسالمة، ويتّضح في النّهاية بأنّها شخصيّة مختلفة تماما.
كنان، بطل الرّواية، إِذا حاولنا أن نحلّل هذه الشّخصيّة من النّاحية الاجتماعيّة، والنّفسيّة، سنجد بأنّ شخصيّة كنان شخصّية فتى نشيط جسميّا، ويحمل صفة الذّكاء، حيث عمد إِلى إلقاء الأسئلة على معلّماته اللواتي رافقهنّ الرّحلة داخل مدينة القدس القديمة وداخل المسجد الأقصى، والأماكن المتعدّة الأُخرى حيث تحرّكت الرّواية باتّجاه الشّرح بالأسلوب التّعليمي التّقريري، ولم تدع إِلى دمج الشّخصيّة بالأحداث والبيئة إِلا في مواقع قليلة، حيث تدخّل كنان في ردع الفتاتين والشاب بعمر العشرين من تخريب جدار الأقصى بواسطة مسمار، كانوا يحفرون به أسماءهم. إِنّ تدخّل شخصيّة كنان هنا بيّن المستوى الانفعالي للشّخصيّة، فظلّت الشّخصيّة ثابتة حتّى نهاية الرّواية، ما عدا هذا الحدث .
البعد التّكويني لشخصيّة كنان والشخصيّات الأُخرى، المعلّمات والشّيوخ والطّلاب؛ كان شبه مظلّل من حيث الشّكل: القامة، النّحافة، الجمال، الطّول، اللّفظ، اللباس...أمّا البعد الأخلاقي فقد بدا أكثر وضوحا في شخصيّة كنان من حيث المعاملة والأخلاق وعلاقته بالآخرين كالمعلّمات والجدّ والأصدقاء من النّاحية الاجتماعيّة، وقد ظهرت الشّخصيّة بشكل أوضح من خلال البيئة الّتي ظهرت بها الجوانب الثّقافيّة في المدينة، حيث تجوّل بها وتفاعل مع أفراد الرّحلة في المسجد والكنيسة والمعالم التّاريخيّة والسّوق وبلدة عين كارم وأماكن أُخرى.
يعمد الكاتب عادة لخلق شخصيّاته الرّوائيّة؛ كي يحرّك بها الأحداث المتشابكة، ويسير بها من حدث إِلى آخر، ويربط بين شخصيّاته بعلاقة يطوّر بها الأحداث ويصل إِلى العقدة أو الذروة.
خلت الرّواية من أحداث اختلقها الكاتب من خياله، أو من تجربته الحياتيّة لخلق خط درامي؛ وبناء عليه لم يصل بروايته إِلى الذروة أو الحبكة. بل وضع معلومات تاريخيّة مكثّفة عن القدس وتاريخها بكّل تفاصيلها؛ لذلك فقدت الشّخصيّات وظائفها في مسيرة الرواية، وتخصّصت فقط كوسيلة للانتقال من موضوع تاريخي، ثقافي إِلى آخر، نحو شخصيّات المعلّمات، سميرة وديمة وزينب.
أمّا شخصيّة الشّيخ فقد استخدمها الكاتب كمرشد في المسجد الأقصى، كذلك الشّيخ ابراهيم الّذي شرح عن هدم البيوت قرب الأقصى، والرّاهب الّذي شرح عن كنيسة القيامة.
أمّا شخصيّة جدّ كنان وجدّته ووالديه والشّيخ في عين كارم؛ فكان لهم وظيفة لإِعطاء المعلومات، أمّا جدّ كنان المريض في مستشفى هداسا فكانت شخصيّته وسيلة لوصول الكاتب إِلى المكان، بلدة عين كارم.
نلحظ بأنّ عنصر العاطفة بدا ضعيفا يتناسب مع وظيفة الشّخصيّات الّتي حدّدها الكاتب.
كنان يزور المدينة، رواية لليافعين
للكاتب المقدسي جميل السلحوت
صدرت رواية "كنان يتعرّف على مدينته" للكاتب جميل السلحوت بداية العام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصر الله.
استخدم الكاتب معظم شخصيّاته؛ من أجل التّفاعل الكيميائي؛ لربط الأحداث أو من أجل اتمامها، فهي شخصيّات مؤثّرة، لكنّها غير مصيريّة، أي أنّها تحرّف من مسار الرّواية، لكنّها لا تندمج مع الأحداث، وهي شخصيّات ثابتة لم تتغيّر منذ بداية الرّواية حتّى نهايتها، بعكس الشّخصيّات الكرويّة الّتي تتغيّر وتأخذ أكثر من شكل واحد ضمن أحداث الرّواية. فمن الممكن أن تكون مثلا شخصيّة مسالمة، ويتّضح في النّهاية بأنّها شخصيّة مختلفة تماما.
كنان، بطل الرّواية، إِذا حاولنا أن نحلّل هذه الشّخصيّة من النّاحية الاجتماعيّة، والنّفسيّة، سنجد بأنّ شخصيّة كنان شخصّية فتى نشيط جسميّا، ويحمل صفة الذّكاء، حيث عمد إِلى إلقاء الأسئلة على معلّماته اللواتي رافقهنّ الرّحلة داخل مدينة القدس القديمة وداخل المسجد الأقصى، والأماكن المتعدّة الأُخرى حيث تحرّكت الرّواية باتّجاه الشّرح بالأسلوب التّعليمي التّقريري، ولم تدع إِلى دمج الشّخصيّة بالأحداث والبيئة إِلا في مواقع قليلة، حيث تدخّل كنان في ردع الفتاتين والشاب بعمر العشرين من تخريب جدار الأقصى بواسطة مسمار، كانوا يحفرون به أسماءهم. إِنّ تدخّل شخصيّة كنان هنا بيّن المستوى الانفعالي للشّخصيّة، فظلّت الشّخصيّة ثابتة حتّى نهاية الرّواية، ما عدا هذا الحدث .
البعد التّكويني لشخصيّة كنان والشخصيّات الأُخرى، المعلّمات والشّيوخ والطّلاب؛ كان شبه مظلّل من حيث الشّكل: القامة، النّحافة، الجمال، الطّول، اللّفظ، اللباس...أمّا البعد الأخلاقي فقد بدا أكثر وضوحا في شخصيّة كنان من حيث المعاملة والأخلاق وعلاقته بالآخرين كالمعلّمات والجدّ والأصدقاء من النّاحية الاجتماعيّة، وقد ظهرت الشّخصيّة بشكل أوضح من خلال البيئة الّتي ظهرت بها الجوانب الثّقافيّة في المدينة، حيث تجوّل بها وتفاعل مع أفراد الرّحلة في المسجد والكنيسة والمعالم التّاريخيّة والسّوق وبلدة عين كارم وأماكن أُخرى.
يعمد الكاتب عادة لخلق شخصيّاته الرّوائيّة؛ كي يحرّك بها الأحداث المتشابكة، ويسير بها من حدث إِلى آخر، ويربط بين شخصيّاته بعلاقة يطوّر بها الأحداث ويصل إِلى العقدة أو الذروة.
خلت الرّواية من أحداث اختلقها الكاتب من خياله، أو من تجربته الحياتيّة لخلق خط درامي؛ وبناء عليه لم يصل بروايته إِلى الذروة أو الحبكة. بل وضع معلومات تاريخيّة مكثّفة عن القدس وتاريخها بكّل تفاصيلها؛ لذلك فقدت الشّخصيّات وظائفها في مسيرة الرواية، وتخصّصت فقط كوسيلة للانتقال من موضوع تاريخي، ثقافي إِلى آخر، نحو شخصيّات المعلّمات، سميرة وديمة وزينب.
أمّا شخصيّة الشّيخ فقد استخدمها الكاتب كمرشد في المسجد الأقصى، كذلك الشّيخ ابراهيم الّذي شرح عن هدم البيوت قرب الأقصى، والرّاهب الّذي شرح عن كنيسة القيامة.
أمّا شخصيّة جدّ كنان وجدّته ووالديه والشّيخ في عين كارم؛ فكان لهم وظيفة لإِعطاء المعلومات، أمّا جدّ كنان المريض في مستشفى هداسا فكانت شخصيّته وسيلة لوصول الكاتب إِلى المكان، بلدة عين كارم.
نلحظ بأنّ عنصر العاطفة بدا ضعيفا يتناسب مع وظيفة الشّخصيّات الّتي حدّدها الكاتب.
صور
صور
