إن الهوس الديني الزائف المنتشر هذه الأيام عند كثير من الناس مظهر من مظاهر الهستيريا الشعبية التي تصيب الشعوب في بعض القرارات من تاريخ حياتها "
كتاب كافكا عربياً هو دراسة بحثية لفهم السياقات الثقافية و التاريخية في القرن العشرين من خلال التحليل الدقيق لكيفية اشتباك المثقفين العرب مع كافكا و أعماله الأدبية ، و لعلّ أهم ما يميز هذه الدراسة سرد الباحث و توثيقه لكل نقطة وردت عن كافكا باللغة العربية و فتح أبواب مفصلية داخل هذه المساحات للفهم أكثر فأكثر ، ومن تلك الأبواب : تاريخ النهضة العربية ، سيرة طه حسين و جورج حنين ، الجماعة السوريالية ، وغيرهم .
حيث أدرج الباحث عاطف العطار بأول فصوله عن تجربة طه حسين مع كافكا كوّنه من السباقين بتبني كافكا عربياً ، حيث كان مقال حسين الأول عن كافكا هو " الأدب المظلم " وذلك رداً على مهاجمة المثقفون الشيوعيون بوصف أدبه بالأدب المتردي و الهدّام ، فكانت مقالته ذريعة لاستعادة رموز التشاؤم في الأدب العربي القديم و الانطلاق منها في قراءة تتلامس هذا المسعى ، فكان في مقدمة الأدباء المتشائمين أبي العلاء المعري الذي قد قدم حسين مقاربة بينه و بين كافكا رغم المساحة بينهما في الزمان و المكان ولعل مقاربته بكوّن كلاهما كانا لهما موقفاً من دينهم و الذي كان بدوره له التأثير في الإبداع الأدبي لكليهما .
وأيضاً لا يغفل العطار عن إسهامات جورج حنين في التلقي العربي لكافكا ، حيث نشر بالاشتراك مع مفكرين مصريين و أوروبيين كتاب " تلميحات عن كافكا " ، الذي احتوى على آراء نقدية باللغات العربية و الإنجليزية و الفرنسية على حد سواء ، ونشر أيضاً الكتاب الذي يعتبر أول كتاب نقدي لمفكر عربي يتفاعل مع نصوص كافكا الأدبية ألا وهو " فرانتس كافكا ، القصر " ، و الذي ناهض في إطاره الفاشية و النازية ، ناهيك عن تحليلاته لرواياته من ضمنها القضية و القصر - التي أيضاً تم سردها في هذا الكتاب - .
ولعلّ جورج حنين هو أول من فهم العلاقة بين الافتنان العربي بكافكا و أزمة المثقف العربي في الستينات ، لكوّن تاريخ حنين يمثل هذه الأزمة فهو المثقف المناهض للفاشية و النظم الرجعية الملكية و الإقطاعية .. ، ومن هنا يعد حنين أدب كافكا هو عالم تخترقه رياح الحداثة المحملة بالكوارث الإنسانية و يشير إلى حتمية حدوثها و الذي فعلياً تحقق مع هيروشيما و المحرقة .
رأيي :
لا يقتصر الكتاب على ما سردته فقط ، بل إن سردي لن ينتهي وذلك لكمية المعلومات و التحليلات التي بداخله ، والتي كانت لها الدور في المساهمة في تعزيز اندهاشي بكافكا بشكل خاص و الأدب العالمي بشكل عام .
كم أنا مُمتنة لقراءة هذه الدراسة و توسيع مداركي الفكرية و الأدبية على حد سواء .
أودّ أن أنهي هنا بالاقتباس الذي لفتني في هذه الدراسة : " إن كان في تحرير العقول من الخرافات و الأساطير الرجعية إفساد و إن كان في تحرير الناس من الرّق و العبودية إفساد فنحن نعلن من هنا بأن لنا رسالة في هذه الحياة : هي إفساد عقول الناس " .
كتاب كافكا عربياً هو دراسة بحثية لفهم السياقات الثقافية و التاريخية في القرن العشرين من خلال التحليل الدقيق لكيفية اشتباك المثقفين العرب مع كافكا و أعماله الأدبية ، و لعلّ أهم ما يميز هذه الدراسة سرد الباحث و توثيقه لكل نقطة وردت عن كافكا باللغة العربية و فتح أبواب مفصلية داخل هذه المساحات للفهم أكثر فأكثر ، ومن تلك الأبواب : تاريخ النهضة العربية ، سيرة طه حسين و جورج حنين ، الجماعة السوريالية ، وغيرهم .
حيث أدرج الباحث عاطف العطار بأول فصوله عن تجربة طه حسين مع كافكا كوّنه من السباقين بتبني كافكا عربياً ، حيث كان مقال حسين الأول عن كافكا هو " الأدب المظلم " وذلك رداً على مهاجمة المثقفون الشيوعيون بوصف أدبه بالأدب المتردي و الهدّام ، فكانت مقالته ذريعة لاستعادة رموز التشاؤم في الأدب العربي القديم و الانطلاق منها في قراءة تتلامس هذا المسعى ، فكان في مقدمة الأدباء المتشائمين أبي العلاء المعري الذي قد قدم حسين مقاربة بينه و بين كافكا رغم المساحة بينهما في الزمان و المكان ولعل مقاربته بكوّن كلاهما كانا لهما موقفاً من دينهم و الذي كان بدوره له التأثير في الإبداع الأدبي لكليهما .
وأيضاً لا يغفل العطار عن إسهامات جورج حنين في التلقي العربي لكافكا ، حيث نشر بالاشتراك مع مفكرين مصريين و أوروبيين كتاب " تلميحات عن كافكا " ، الذي احتوى على آراء نقدية باللغات العربية و الإنجليزية و الفرنسية على حد سواء ، ونشر أيضاً الكتاب الذي يعتبر أول كتاب نقدي لمفكر عربي يتفاعل مع نصوص كافكا الأدبية ألا وهو " فرانتس كافكا ، القصر " ، و الذي ناهض في إطاره الفاشية و النازية ، ناهيك عن تحليلاته لرواياته من ضمنها القضية و القصر - التي أيضاً تم سردها في هذا الكتاب - .
ولعلّ جورج حنين هو أول من فهم العلاقة بين الافتنان العربي بكافكا و أزمة المثقف العربي في الستينات ، لكوّن تاريخ حنين يمثل هذه الأزمة فهو المثقف المناهض للفاشية و النظم الرجعية الملكية و الإقطاعية .. ، ومن هنا يعد حنين أدب كافكا هو عالم تخترقه رياح الحداثة المحملة بالكوارث الإنسانية و يشير إلى حتمية حدوثها و الذي فعلياً تحقق مع هيروشيما و المحرقة .
رأيي :
لا يقتصر الكتاب على ما سردته فقط ، بل إن سردي لن ينتهي وذلك لكمية المعلومات و التحليلات التي بداخله ، والتي كانت لها الدور في المساهمة في تعزيز اندهاشي بكافكا بشكل خاص و الأدب العالمي بشكل عام .
كم أنا مُمتنة لقراءة هذه الدراسة و توسيع مداركي الفكرية و الأدبية على حد سواء .
أودّ أن أنهي هنا بالاقتباس الذي لفتني في هذه الدراسة : " إن كان في تحرير العقول من الخرافات و الأساطير الرجعية إفساد و إن كان في تحرير الناس من الرّق و العبودية إفساد فنحن نعلن من هنا بأن لنا رسالة في هذه الحياة : هي إفساد عقول الناس " .