الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2020-03-05
الحب في ديوان مناجاة حلم سوسن حمزة داوودي بقلم: رائد الحواري
الحب في
ديوان مناجاة حلم
سوسن حمزة داوودي
قليلة هي الأصوات النسائية التي تحدثت عن الحب، عن الحبيب، و"سوسن داوودي" من تلك الأصوات التي تمردت على (التابو) الاجتماعي وتحدث عن مشاعرها بلغة شعرية أنثوية متألقة، لهذا نجد في الديوان ميزتان، التمرد، واللغة الجميلة والممتعة، فالديوان قدم بطريقة ناعمة وسلسة، من هنا يُحدث المتعة للقارئ، الذي يعيد قراءة القصيدة أكثر من مرة، وكأنه أمام أغنية كلما سمعها تماهى معها أكثر.
تقول في قصيدة "أيها الحلم"
قبلته فتوردت وجناته كزنبق قد ضوعت بعطوري
ودنوت منه كنسمة في خاطري هزت مشاعره فزاد حبوري
يا من تحن زهورنا لزهوره ويحن ثغر قد هواه مروري" ص23،
الجميل في هذه المقاطع حضور الطبيعية، وهي أحدة المخففات، عناصر الفرح التي يلجأ إليها الشاعر/ة أضافة إلى المرأة/الرجل، والكتابة، والتمرد/الثورة، فنجدها حاضرة في "فتوردت، كزنبق، بعطوري، كنمسة، زهورنا" وتوحدها مع الحبيب: "قبلة، وجناته، مشاعره، حبوري" وللافت وجود صيغة المؤنث والمذكر: "وجناته/بعطوري، دنوت/هزت مشاعره، زهورنا/لزهوره" وهذا يؤكد على العلاقة الحميمة بين الحبيبة والحبيب، وإذا ما توقفنا عند الأفعال نجدها أفعال متتابعة ومتواصلة: "فتوردت، ودنوت، فزاد، ويحن" فالفاء والواو تشير إلى الرغبة الجامحة عند الشاعرة وتعلقها بالحبيب.
وتضيف الشاعرة إلى الثنائية السابقة "الطبيعية والحبيب" الكتابة، تقول في قصيدة "احتضار":

"ورويت باسمك كل وردي الأحمر فشذا بعطرك بعد طول تصبر
مالت كؤوس نحوه وتبسمت قدري بأن الزهر بعض تستري
يا من غرقت بحبه وأقام بي حلما جميلا صغته في دفتري
مثل الوليد أقام بين جوانحي تسعا كعمر النبض بين الأسطور
ولمست كفي هامسا إني أحبك ملء ما وسع المدى فتصوري
واليوم أذكر غيبة قد غبتها ورحلت مثل شواطئ عن أبحري
وتركتي رهن العواصف ارتجي رجعا ولم شتائي المتبعثر
يا قاتلي عش ما بدا لك ناسيا ألمي ولا تأبه بطول تأثري
فغدا ستعلم حين يلفظك الهوى أن يوم قتلي قد دفنت بمقبري"" ص38 -40، فالطبيعة حاضرة في: "ورودي، فشذا، الزهر، شواطئ، أبحري، والحبيب في: "باسمك، بعطرك، نحوه، بحبنه، وأقام، ولمست، هامسا، تركتني، يا قاتلي"، والكتابة في "دفتري، الأسطور" فهنا تجتمع عناصر التخفيف، الفرح معا، ولكن هذه العناصر لم تجعل القصيدة مطلقة البياض، تجتمع الفكرة البيضاء مع اللفظ الأبيض، فهناك مجموعة ألفاظ قاسية: "مالت، غرقت، غيبة، غبتها، العواصف، شتاتي، تبعثري، قاتلي، ألمي، يلفظك، قالتي، دفنت، بمقبري" وهذا يجعلنا نتساءل، لماذا لم تأتي القصيدة مطلقة البياض، بما أن عناصر التخفيف/الفرح شبه مكتملة؟، اعتقد أن هذا ناتج عن أثر/واقع الطبيعة نفسها، فهي تخضر وتصفر، وتجذب وتمطر، فالقصيدة متماثله بألفاظها وفكرتها مع فعل الطبيعة، كما أن الجانب (بشري/إنساني) غير مستقر/ثابت على حال بعينه، فالإنسان متقلب ومتغير، لهذا وجدنا الألفاظ القاسية والفكرة القاسية حاضرة في القصيدة.
ولكن قسوة الألفاظ تم إزالتها، أو التخفيف من وقعها على المتلقي، من خلال الصور الشعرية التي جاءت في القصيدة، فخاتمتها كانت مذهلة رغم أنها الأكثر قسوة في الألفاظ: "قاتلي، ألمي، يلفظك، قتلي، دفنت، بمقبري" وكأن العقل الباطن للشاعرة أعطاها اشارة إلى أن هناك (عدد كبير) من الألفاظ القاسية، فكان لا بد من استخدام اسلوب/طريقة ما تخفف من شدتها على القارئ، فكانت الصورة الشعرية التي هي الوسيلة لهذا الخفيف.
وقبل أن نغادر القصيدة ننوه إلى صوت الأنثى المطلق الذي جاء في:
" مثل الوليد أقام بين جوانحي تسعا كعمر النبض بين الأسطور"
اللافت حضور ألفاظ المذكر في المقطع، والذي يتماثل مع صيغة المذكر (الحنين): "وليد، كعمر، النبض، الاسطر" حتى الفعل "أقام" يشير إلى الأمومة احتضنته "بين جوانحي"، فالبيت يؤكد على أن الشاعرة تكتب كأنثى مطلقة، تكتب من داخلها، من حالة الوعي واللاوعي، لهذا نجدها تستخدم صور تشير إلى طبيعتها الأنثوية.
ونجد العقل الباطن للأنثى الشاعرة في قصيدة "رفيق الشوق" والتي جاء فيها:
"وانك في شروق الفجر شمس وتزهر بالمحاسن والكامل
ليسكب في حنايا عطرا ويخصب كل سهل من دلالي
فيشدو في رياض العشق طير كما يشدو على شفتي سؤالي
أعقد الماس قد لامست صدري فهل لا مست في القلب اشتغالي" ص92و93، فالطبيعة حاضرة، لكنها طبيعة مطلقة البياض، فلا نجد أي لفظ قاسي، وهذا يعود إلى التكامل والتواصل بين الألفاظ من جهة وبين الأبيات من جهة أخرى، فنجد "الشروق – الفجر – شمس- المحاسن – الكامل" والتكامل بين: "ليسكب – عطرا – ويخصب – سهل" والتواصل بين "فيشدو – رياض – طير – يشدو" فهناك كان البياض مطلق، تجتمع الفكرة واللفظ في خدمة المعنى.
يستوقفنا حرف الشين في البيت الثالث، والذي استخدم في كلمات: "فيشدو، العشق، يشدو، شفتي" وهذا يعود إلى تماهي الشاعرة مع القصيدة ومع الألفاظ التي تستخدمها، فكانت متوحد معها، حتى أنها (لم تستطع) التخلي عن الحروف، فبدت وكأنها (أسرة) لحروف بعينها.
ونجد أيضا صوت الأنثى من خلال " ليسكب، ويخصب" فالأنثى حاضرة في البيت الثاني كأني كاملة، وهي صفتان تتماثل بها "الطبيعة والمرأة" اللتان بعد أن يسكب فيهما الماء تخصيب، فتكون هناك حياة جديدة في أحشائهما.

هناك ملاحظة على الديوان، تتمثل بوجود قصيدتين قبل المقدمة التي كتبها "سليم أحمد حسن الموسى" اعتقد، كان من الأفضل أن تكون المقدمة في بداية الديوان. واعتقد أن قصيدة "لعز حبك" كان القافية تحول دون حرية الشاعرة، فجعلتها القافية (اسرة) لكلمات بعينها "غش" التي تكررت، ولكلمة "وحش"، وكان يفضل ان تكون هذه القصيدة ليس في بداية الديوان.
الديوان من منشورات دار البيروني للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2020.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف