الفلسطيني أهلا للحق
ماذا يمكن القول والحديث في قضية الاعتداء على السائحة البولندية ومرافقها من قبل خمسة ذئاب بشرية؟ إن الجريمة البشعة التي حصلت لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بأن تتدخل العشائر من أجل الجناة، فأقل ما يمكن أن يفعله المخاتير ورجال الاصلاح هو الابتعاد عن هذه القضية وترك القانون يأخذ مجراه. وبالرغم من أن الشرطة ألقت القبض على تلك الذئاب إلا أن هناك بعض الذئاب المنفلتة أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي كتبوا ما يندى له الجبين، فكيف يتجرأ هؤلاء على كتابة تعليقات مؤيدة للجريمة؟!، بل ومنهم من اعتبر السائحة سبية، وهناك من قال أنها جارية.
هل هناك شرع أو قانون يبيح لهؤلاء الذئاب التي تسرح وتمرح بهذا الفكر المنحط القذر؟ لماذا عندما تكون الضحية امرأة يحصل كل هذا ويتم التعامل عشائرياً وعرفياً ويضيع حق المرأة كإنسان وهبها الله الحياة مكلفة كالذكر في شتى أمور الدين والدنيا. إلا عند حقوقها وحريتها وحياتها فالكل يحاول امتهانها بأي شكل. وإن خسرت حياتها هناك ألف مبرر ومبرر لتخليص المجرم من جريمته. أفيقوا واقرعوا الجرس فهناك لا زال بيننا من يعتبر المرأة سبية وجارية فهل تعاليم الأديان تصب في هذه الخانة؟ وهل المرأة حقاً ضلع أعوج؟ وهل المرأة مجرد وعاء؟ إنها أسئلة مشروعة إذ كيف يمكن التعاطي مع المطلب الذي مفاده أن تحل المشكلة عشائرياً مع مرافق السائحة فقط وكأن السائحة الإنسانة التي تتبع لدين سماوي لا حق لها عند الفلسطينيين! لا وألف لا فالفلسطيني يستطيع أن يميز بين الحق والباطل و بين المساواة والظلم ولا يمكن أن يقبل بقوانين دخيلة لأن الفلسطيني أهلا للحق.
كاتم الصوت: الدين تعاليم في صلب الإنسانية والأخلاق و الممارسات المثالية التي لا تتعلق بالقوانين الدخيلة على أصول الدنيا والآخرة.
كلام في سرك: ليست تلك الحادثة الأولى في المجتمع الفلسطيني!