الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حلم البطولة بقلم: د.ميسون حنا

تاريخ النشر : 2020-03-04
حلم البطولة بقلم: د.ميسون حنا
حلم البطولة

بقلم د ميسون حنا/الأردن

قال البطل الأسطوري بعد أن قفز من بين السطور التي ضمت رواية تمجده : أنا الذي أشعل ثورة العبيد ، أنا نصير الضعفاء، وملجأ المساكين ، شحنت عواطف الناس فتألبوا حولي ، وقدت ثورتي على الظلم وأسست حركات معادية للاستعمار ، وطردت المستعمرين ، وحررت بلادي . قال هذا وابتسم بغرور يوازي إنجازاته الورقية ، بينما نظر إليه الرجل البسيط باستهزاء وسخرية وقال: أنت مجرد وهم ، صنعك خيال أديب حالم ، أمّا أنا فواقع وحقيقة .

قال البطل الأسطوري : ولكني تحولت إلى حقيقة في ضمائركم ، أنا الآن أكثر واقعية منك .

قال الرجل البسيط: أنت قدت ثورتك وحررت بلادك دون إراقة قطرة دم واحدة ، ودون تعب .احتج البطل الأسطوري وصرخ : كيف ؟ عُلقت أعواد المشانق واحتدم القتال عنيفا حتى تحقق النصر ، وأصبحت بلادي حرة .

قال الرجل البسيط: هذا كله من نسيج خيال من كتبك ، ما أنت إلاّ حروف جامدة على ورق .

قال البطل الأسطوري: ولكنها أذكت خيالكم فأحببتموني .

قال الرجل البسيط: الخيال جميل ومحبوب ، ولكن نحن الذين نجوع، ويضنينا ضنك العيش ، ونكافح لتحقيق ما يسد رمق عائلاتنا من العوز ، نحن أكثر بطولة من رجالك الذين أشعلوا ثورتك الوهمية ، نحن الأبطال الحقيقيون . أنت تستمد طاقتك من معاناة وإرهاصات فكر أديب رسمك كما يشتهي فغدوت عبده ، وعشقت عبوديتك واستحليتها ، أما نحن فأحرار ، نعيش بإرادتنا في زمن قل فيه الرجال الحقيقيون ، نعيش في زمن يعج بالفساد   ، ومن يملكون رقاب العباد يتحكمون بمصائرنا ، ولكننا لن نستسلم ما دام لنا قلب ينبض .

ضحك البطل الأسطوري وقال : أنت بدأت تحلم .

قال الرجل البسيط: نعم أحلم ، لكن الفرق بين حلمينا أني أسعى لتحقيق حلمي بصبر وثبات وإرادة، أما أنت فيحركك لاعب ماهر ، وأنت تستجيب له بآلية لا تشتعل إلا بين السطور وعلى الورق .

قال البطل الأسطوري: ولكني جميل ومُبهر ، حتى أن نجمة عشقتني وتخلت عن مكانها في كبد السماء    ، ونزلت إلى واحتي .
ابتسم الرجل البسيط وقال: نعم ، أنت جميل ومحبوب يا صديقي ، وهز رأسه برضى وأغمض عينيه وتمتم .... جميل ... جميل .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف