الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على سحر يسرا الخطيب في شعر الهايكو بقلم: أ. روان أحمد شقورة

تاريخ النشر : 2020-03-04
" على سحر يسرا الخطيب في شعر الهايكو" بقلم أ. روان أحمد شقورة.
الأدب كالكائن الحي يتغير بتغير الزمان والحياة، فقدبما ذهلوا بشعر بالمعلقات ثم باللزوميات ثم بالموشخات ثم الرومانسي ثم النثري ثم الهايكو...
ولكل نوع بيئة ولد وترعىع على أحضانها، وجسد أبجدية فاتنة في روح شعر خالدة...
وفي هذه اللحظة من الزمان، اقتبست بعض أسطر مرهفة الحس من نصوص كتاب- الكائن بيقيني-، فعند الوقوف على عتبة العنوان، يراود الخاطر تساؤلات جمة: من هو ذلك الكائن ؟ أكان كائن ملائكي أم بشري أم شيطاني؟ أكان كائن حي أم ميت؟ أكان كائن خيالي أم حقيقي؟ أكان كائن غرامي أم عدواني؟ أكان كائن أرضي أم سماوي؟
فهنا يبرز معلم الفلسفة الوجودية، التي تثير ذهن وعقل القارئ في فكرة الطرح الحسية العقلية...
وجاءت الدلالات الجزئية في سياق الجملة الإسمية؛لإثبات وجود ذلك الكائن في أعماق النفس البشرية، فاامبتدأ-الكائن-معرف بال؛ للعموم والشمول، واحتضن المبتدأ خبره شبه جملة بالجار والمجرور-بيقيني-؛لتأكيد ذلك الإيمان والاعتقاد بالكائن المجهول المغروس في الذات بيفين، فالباء؛ للاستعانة، وكررت حروف المد- الألف والياء-؛ للانطلاق بعنفوان من قيود الجيد الصارمة، التي ترفض وجود كائنات حسية بباطنها، وجاءت القفلة للعنوان بياء المتكلم؛ لإحياء نبض الفكرة من الكاتبة إلى المتلقي...
وفي هذه النصوص تظهر خصائص شعر الهايكو الإنساني العربي الفلسطيني، ذات المواضيع الاجتماعية نتاج واقع سياسي مرير، متدفق برهافة الشعور، متحرر من الوزن والقافية؛ رغبة في التحرير من قيود واقعي سياسي مهمش، والتحليق في عنان الحرية السجينة، فاقرأ هذه المقطوعة:
أمعاؤنا خاوية
وأيديهم المأجورة
تغربل قمحنا للغريب
فيتجلي الصراع الطبقي البرجوازي الظالم، حين تم الرمز والدلالة للفقر والمنع والحاجو بالجملة الإسمية- أمعاؤنا خاوية-، ويبرز تهميش طبقة بأكملها بجمع اامبتدأ- أمعاؤنا- على وزن أفعال، وأكدت ذلك السحق الاجتماعي بضمير المضاف إليه- نا-، وما زال ثبوت الحرمان بالخبر الوصفي- خاوية-، ثم عطف بجملة إسمية - أيديهم المأجورة؛ لإبراز الطبقة المهمشة للفئة المسحوقة، حيث أن الطبقة الحاكمة وصاحبة السيادة تؤجر؛ لتغربل خيرات بلادهم للغريب، وأكدت الفقر والتأجير بالجمل الاسمية الثبوتية، وجددت فعل الطاعة والخنوع بالفعل المضارع التجديدي- تغربل-، وهنا اعتمدت على المحسنات البلاغية البديعية بالمجاز المرسل- أمعاؤنا- علاقته جزئية؛ حيث ذكرت الجزء- معدة- وأرادت الكل- الأنسان الفقير المعدم-، وفي كلمة- أيديهم-علاقته سببية؛ حيث ذكر السبب- اليد- وقصد المسبب الرزق- التأجير والخنوع- ، وناسبت في المحور العمودي السياقي- أمعاؤنا ، أيديهم-
فالمعدة مصدر الجوع والإشباع، واليد مصدر الرزق والعطاء، فقد تهمشوا على جانب الإنسانية الخاوية؛ لخنوع وخضوع أيديهم لقاتلهم...
واقرأ أيضا: لا شئ يطفئ عتمتها
في غيابه القسري
أم الأسير
فقد جاء المقطه محدود العدد والأسطر كنفس الشهيق والزفير، يعبر عن فكرة حياتية مستمرة في لحظة وجع ألم صمت الغياب القسري، ذلك الغياب الذي فرض على ذلك الكائن المغروس في نبض يقين أم مولعة مشتاقة، وهنا يبرز الجانب الإنساني، حين شعرت وتقلصت شعور أم الأسير الذي يقطر الفؤاد له دما بالفراق الفاصل للروح عن الجسد...
وعجت نصوص الهايكو في وصف الطبيعة وخطابها، فاقرأ :
الأشجار الخضراء
تسبح للتراب
لأنها تعتنق التراب
وهنا يبرز الانعتاق الصارم من الواقع إلى العالم الحالم الحاني، عالم الطبيعة، فتمتزج به وتخاطبه بعمق الإحساس- طبيعة فنية- فالعلاقة متشابكة بين الشجر والتراب والجذور، فمن الجذور نما الشجر، وقام التراب بالوصال بينهما بعناق أزلي أبدي...
كما جاء الحياد الواقعي بالوصف للحظة الحاضرة فاقرأ: تلوث زرقة السماء
بغبار أسود
طائرة (f16)
فقد صورت زرقة السماء الصافية في لحظة تهتكها بغبار غاشم من عدو قاهر، وجاء الفعل الماضي صياغة حاضر في المعني-تلوث-؛ لحتمية وقوع الفعل الغاشم للبشرية، واتشحت الأسطر بالألوان البلاغية البديعية- زرقة-؛لدلالة على صفاء ذلك الكائن الإنساني في الموطن، و- أسود-؛لدلالة على بشاعة وظلم ذلك الكائن المعتدي، ثم سطر مصدر التلوث بطائرة قاتلة، وهنا تظهر خاصية من خصائص شعر الهايكو ألا وهو الوقوف على بوابة وصف الحاضر دون البكاء على الماضي أو التفكير فيما هو آتي...
كما تم نقل الفكر بطريقة مرهفة نابضة مؤلمة، وهذا يعكس مرارة الواقع في ذلك الموطن، فاقرأ:
الكلام العالق بالصمت
خذلان أرعن
للعبة الحب
فقد جاءت الصور داخل تركيب سردي موجز مكثف يحس ولا يرى، فقد صورت الصمت أثناء لحظة الغرام؛ لوجفة أم حياء أم كبرياء، ما هو إلا خذلان للعبة الحب، نهايتها خسارة وتحطيم قلب كسر وجرح من كلئن هائم عالق لصمت أرعن...
وفي نهاية المقال، ما زلت أتساءل عن ذلك الكائن المغروس في جنبات وثنايا كل إنسان وجودي في الحياة...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف