الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المخيم في شعر محمود درويش بقلم:حمزة البشتاوي

تاريخ النشر : 2020-03-04
المخيم في شعر محمود درويش بقلم:حمزة البشتاوي
المخيم في شعر محمود درويش

يعد المكان في شعر محمود درويش من أكثر القضايا التي ارهقت الشاعر كونه عاش في المنفى أكثر مما عاش في الوطن وقد عكست قصائده علاقة وطيدة مع الامكنة منذ نزوح اسرته وهو تحت سن العاشرة من بلدة البروة في عكا إلى لبنان، والمخيم في شعر محمود درويش يظهر كقضية أكثر مما هو مكان، ولهذا يحتاج البحث في شعر محمود درويش الى فراسة متميزة للدخول الى عالمه الشعري الساحر وما يحمله من عنفوان وتجدد وانبثاق يرتكز على مخزون ثقافي وفكري في فهم الأبعاد والرموز والإشارات الكامنة في البعدين المعرفي والعاطفي.

ورغم رحيل الشاعر صيف عام 2008 إلا أن حضوره يزداد في أوساط أبناء المخيمات الفلسطينية في سوريا والأردن ولبنان ويحفظون قصائده المغناة ويزينون جدران المخيم بجمل من قصائده إضافة لإنتشار منتديات بإسمه في أكثر من مخيم داخل وخارج فلسطين.

ونتيجة لعلاقة محمود درويش المميزة مع بيروت الجمال والثقافة والحرب والحصار نراه أكثر حضوراً في المخيمات الفلسطينية في لبنان وخارجها حيث تراه حاضراً بالأوساط الثقافية ومن خلال جمل من قصائده مكتوبة على جدران الطريق الدولي من بيروت إلى الجنوب حيث تنتابك سعادة غريبة وأنت تقرأ إضافة لخربشات من حبيب إلى حبيبته أو عبارات اعتراضية على الشأن العام أن تقرأ أيضاً كلمات من قصائد محمود درويش مثل – يطير الحمام يحط الحمام- تنسى كأنك لم تكن- على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

وللمخيم في شعر محمود درويش دلالتين بارزتين وهما:

1- حياة البؤس القاسية التي رفض محمود درويش ربطها واستمرارها بالقضية الفلسطينية.

2- معاني الثورة والقوة رغم المؤتمرات والواقع المأساوي.

وفي موضوع الحياة البائسة والقاسية وما تعانيه المخيمات من حالة قهر وتهميش وحرمان قد رأى محمود درويش مبكراً ومنذ العام 1971 هذا والبؤس وقال: لست مرتاحاً للإستمرار في تصوير الشعب الفلسطيني كمجموعة من الناس تعيش في مخيمات بمعنى أنه ليس من الضروري أن يستمر الفلسطينيون في العيش بالمخيمات لتكون لهم قضية.

وقال عن المخيم أيضاً: إنه مكان ممتلء بالدم والطحين.

وقد حضرت مآسي المخيمات بشكل ملحمي في قصيدة أحمد العربي في تل الزعتر وفي مديح الظل العالي حين قال عن صبرا وشاتيلا.

صبرا- تغني نصفها المفقود بين البحر والحرب الأخيرة/ لم ترحلون/ وتتركون نساءكم في بطن ليل من حديد/ ثم ترحلون وتعلقون مساءكم فوق المخيم والنشيد.

- أما في معاني الثورة والقوة فنرى المخيم يحضر بإعتباره رمزاً للجوء وحق العودة والعمل الفدائي ويحضر ابن المخيم كبطل ملحمي خارق يمثل اسطورة في الصمود والمقاومة حيث يقول في قصيدة أحمد الزعتر: آه يا وحدي ؟ و أحمد كان اغتراب البحر بين رصاصتين مخيّما ينمو ، و ينجب زعترا و مقاتلين.

وإنطلاقاً من أن كل المخيمات منفى وكل فلسطين وطن وكل شيء تغير، رأى محمود درويش أرواح شهداء صبرا وشاتيلا شاركت أبطال مخيم جنين مقاومتهم ويقول أيضاً: إتصل مقاتل من مخيم جنين المحاصر بصاحبه خارج المخيم قائلاً أحك لي نكتة لأضحك قبل استشهادي قال صاحبه: كيف تضحك وأنت على حافة الموت، فقال: لأني أحب الحياة وأريد أن أودعها ضاحكاً.

ورغم ما يحمله المخيم من حكايات البطولة والمأساة فإن اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات ما زالوا يتطلعون إلى ديارهم وقراهم ومدنهم في فلسطين ولسان حالهم يقول كما قال الشاعر محمود درويش في رسالته إلى الشاعر سميح القاسم.

أريد مكان في مكان المكان لأعود إلى ذاتي لأضع الورق على خشب صلب، لأكتب رسالة أطول لأعلق لوحة على جدار لي، لأرتب ملابسي لأعطين عنواني لأربي نبتة منزلية لأزرع حوضاً من النعناع، لأنتظر المطر الأول. وهذا الإنتظار دونه الكثير من الخيبات والمرارات في النص الشعري والمخيم المحاط بوابل من الآمال والآلام.

حمزة البشتاوي
كاتب وإعلامي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف