الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحب في زمن الكورونا بقلم: م . نواف الحاج علي

تاريخ النشر : 2020-03-02
الحب في زمن الكورونا  بقلم: م . نواف الحاج علي
الحب في زمن " الكورونا "
( قصة قصيره )
شعرت بالاثارة والقلق حين استدعاني مدير المؤسسه التي اعمل بها الى مكتبه وقد ابلغني انهم بصدد ارسالي الى الصين لمدة مفتوحه كي افتح مكتبا للتصدير هناك ، ثم لكي اختار البضاعة من الاصناف الجيده لارسلها لهم ، فهو يثق بي ثقة كبيره ، و قد ايقن من امانتي وحسن تصرفي ؟؟
قلت : ولكني لا اعرف اللغة الصينيه مع اني احب المغامرات ؟ فرد المدير بانها ليست مغامره بقدر ما هي اكتساب خبرة ومعرفة وثقافة ، جهز نفسك خلال اسبوع وستجد كل مساعدة هناك ، وسوف تتحسن اوضاعك المالية ايضا ، فلا تقلق .
وصلت مطار بكين ، وقرات اسمي على يافطة مرفوعه امام باب الخروج من قبل من استقبلني بحفاوة ، اوصلني الى الفندق ، وابلغني بان اكون في انتظاره صبيحة اليوم التالي --- اقلني الى مكاتب الشركة الصينيه لصناعة الملابس والاثاث المنزلي ولعب الاطفال ، وعرفني على مساعدة مدير الانتاج ، وبعد ان جلسنا قليلا في مكتبها ذهبت بي في جولة طويله داخل اقسام المصنع الضخم .
كانت الفتاة في عمر الزهور ، وجه مستدير كالبدر ، وعينان سوداوان تشعان ذكاء ، وفوقهما حاجبان سوداوان رفيعان – - ثغر يشبه حبة الكرز الصغيره ، يفتر عن اسنان ناصعة البياض ، قوام رشيق وخصر نحيل لين مثل الحرير ، وهي تمشي بجانبي كالريم ، بشرة بيضاء ناصعة كالثلج ، وطول فارع معتدل .
قالت لي باللغة الانجليزيه التي تجيدها : غدا سنكمل مشوار الطواف على اقسام المصنع ، وقد كلفت بمصاحبتك ومساعدتك والرد على كل استفساراتك ، واليوم انت مدعو معي ومع مدير الشركة على طعام العشاء ؟؟ والان ربما اصبت بالارهاق للمشوار الطويل ، سوف اعيدك للفندق بسيارتي ، ثم ساحضر لاقلك معي لتناول العشاء وساعيدك بعدها للفندق على ان تنتظرني غدا الساعة الثامنة صباحا لنكمل المهمه ؟؟ تعارفنا بالاسماء مع مدير الشركه ، وكنا قبلها قد تعارفنا مع مرافقتنا ، وكان اسمها : ( سنا ) - واسمي : ( حسن ) .
قلت ولكن اريد ان اعرف اين اقيم بشكل نهائي ، واريد مكتبا اتابع فيه اعمالي ؟؟ قالت لا تقلق كل الامور مرتبه ولن تكون الا مرتاحا وسعيدا ..
بعد ان اكملنا مشوارنا في الطواف بالمصنع رافقتها الى احد المطاعم القريبه ، وقد تناولنا طعام الغداء معا ، واخذت تستفسر عن الدولة الخليجيه التي اتيت منها ، وعن اانطباعي الاول عن زيارتي للمصنع ؟؟ وبعد تناول الطعام اقلتني الى مبنى قريب ، مخصص للشقق السكينه ، وسلموني مفتاح غرفتي ، واخبروني ان الطعام متوفر في مطعم تابع للاسكان ، او في المطعم القريب الذي كنا فيه . واخبرتني انها سوف تسلمني مكتبا ضمن ادارة الشركة قريبا من مكتبها ، وابلغتني ان بامكاني الليله النوم في الفندق ، وسوف تاتي غدا صباحا لتقلني الى غرفتي بعد ان ارتب امتعتي .
حضرت في اليوم التالي ، وقد اقلتني الى سكني الجديد ، وبعد ان وضعت امتعتي قادتني الى المكتب الذي خصص لي وكان بجوار مكتبها ، واخذت ازاول عملي ، فقد اتصلت مع مؤسستي في الخليج العربي ، وطمأنتهم عن اوضاعي ، ثم سالتهم عن انواع البضائع التي يرغبون في استيراها ؟؟ ثم طلبت من " سنا " ان كان بالامكان ان تضع اعلانا لمن يريد ان اكون وسيطا له لتصدير البضائع لاية جهة كانت من العالم العربي ، وخاصه الى دول الخليج العربي .
بدأت اختار بعض اصناف الملابس والاثات وارسلها الى مؤسستنا ، وكانت " سنا " تزورني بين الحين والاخر ، وتسالني ان كنت بحاجة الى اية معلومات --- وحين سجلت الطلبيه من الملابس والتي سارسلها الى مؤسستنا في الخليج ، سألتني ان كنت اريد ان اكتب عليها صناعة ايطاليا ام فرنسا ؟؟ فاستغربت لسؤالها وقلت لها بحده : وهل تريدينني ان اخدع او اغش زبائننا ؟ فانا مسلم لا اقبل الخداع والغش ؟ فاحمر وجهها خجلا ثم قالت : اعتذر ، لكن كثير من الزبائن يطلبون ذلك ؟؟
تكررت مقابلتي مع " سو " ، وكنت كلما نظرت اليها اطرق راسي او ادير وجهي جانبا ؟؟ فسالتني لم افعل ذلك قائلة : وهل انا لست جميله ؟ فأجبتها بان ديننا الاسلام يحث على غض البصر ؟ وانت جميلة الجميلات !!؟ لعلها لم تفهم ما قلت ؟ ثم بعد ايام طرقت " سنا " باب المكتب بعد ان اديت صلاة العصر وسالتني : لقد رأيتك تقوم ببعض الحركات حين نظرت اليك من خلف زجاج المكتب ، فماذا كنت تفعل !!؟؟ فاجبتها بان هناك ممارسات تعبدية في ديننا نقوم بها نحن المسلمون ؟؟ ومنها الصلاة وهي من اهم اركان الاسلام عندنا ----
جاءتني في احدى المرات وجلست في المكتب وقد ظهر عليها التوتر قائله : اسمعني صديقي " حسن " !! لقد رأيت فيك مثال الشاب الملتزم بالمواعيد والمخلص في عملك ؟ رايت فيك الامانه والخلق الكريم حين رفضت ان ازيد في قيمة الفاتوره واعطيك الفرق ، ثم حين رفضت ان اغير مصدر المنشأ على البضاعه ---- انا بصراحه معجبة فيك ايما اعجاب ، ثم بصارحة انا معجبة بشخصيتك ، فانت جميل المنظر لبق في الكلام ، قريب الى النفس ، كل البنات تتمناك ؟؟ اريدك ان تعلمني عن دينكم الاسلام .
فوجئت حقيقة بطلبها ، ولكني شعرت بالفرح والسعادة في داخلي ، وبدأت اشرح لها مبادئ الاسلام كلما سمح الوقت والظروف ، بدءا من عقيدة التوحيد والشهادتين ، ثم عدل الاسلام وحقوق المرأه ومختلف القيم الاسلاميه ، وعن الواجبات المترتبه على المسلم وعن حقوقه في المجتمع المسلم -----
سررت حين رايتها بدأت ترتدي لباس الرأس والملابس المحتشمه ، وجاءتني بمفاجأه قائله : اريد ان اكون مسلمه ؟؟ فانا تعرفت على مبادئ الاسلام ومقتنعة بها ، ومعجبة بك ايما اعجاب ، بل صرت بصراحه احبك ؟؟ هل يزعجك ذلك ؟؟ قلت ابدا بل يسعدني ذلك ، واظن اني الان ايضا بدأت ابادلك الاعجاب والحب ؟؟ لكن كما ذكرت لك فان الاسلام يحرم العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج ؟؟ قالت اتفهم ، بل يسعدني ذلك ، لكن ذلك لا يمنعني من ان احبك ، فان قلبي لا حكم لي عليه ، والحب لا يمكن مصادرته او انكاره او قتله ؟؟ وقد نطقت بالشهادتين ، وصارت تصلي بعد ان علمتها الطهارة والوضوء ؟؟
جمعنا حب طاهر نقي ، اخذ يتطور الى العشق ، لكن ضمن الضوابط المعروفه ، وكنت سعيدا بهذه المعرفه ، واصبحت " سنا " تساعدني في كل اعمالي كلما دعت الضروره ، ثم دعتني مرة الى منزلهم وعرفتني على اهلها ؟؟ كنت ارى في نظرات اهلها الحيرة والغرابه ، ولكنهم لم يعترضوا على اعتناقها الاسلام -----
مرت الايام والشهور ونحن نتقابل ونتكلم وتزداد اسئلتها عن الاسلام وعن البيئة التي تربيت وعشت فيها ، ثم اخبرتني انها تحبني حبا يجعلها لا تستغني عني ، ولن تقبل بزوج غيري ، وسوف تكون سعيدة ايما سعادة لو قبلت بها زوجه ؟؟ قلت لها وانا معجب بك واحبك واقبل بك زوجه ، لكن وصلتني معلومات وقد مضى على وجودي هنا في بكين عام ونصف ان اعود الى الديار ، فقد طلبتني المؤسسه لاتسلم ادارتها بعد ان توفي صاحب المؤسسه ، وقد طلبني ابناؤه بسرعة ؟؟ وبعد ان ارتب اموري هناك ، سوف احضر في اجازة لنعلن زواجنا وتعودين معي في الوقت المناسب ----
عدت الى الديار ، وقد أصبحت مدير المؤسسة ، وظل التواصل بيني وبين " سنا " مستمرا شبه يومي ؟؟ وقد وعدتها بالقدوم الى الصين لنعلن زواجنا قريبا بعد ان انهي بعض المهمات الاداريه للمؤسسه ؟ الى ان سمعت ان فايروس " الكورونا " قد ظهر في الصين ، ويزداد تفشيه يوما بعد يوم ؟؟؟ وقد اخذت اعداد المصابين والموتى في ازدياد !! وقد انزعجت " سنا " ايما ازعاج واقسمت انها لن تتزوج غيري مهما حدث ، وسوف تصل الي في الخليج ولو سيرا على الاقدام في الجبال أوالبراري أو سباحة في البحار ؟؟؟
لقد تمت ترقيتها الى مديرة التصنيع في الشركة ، واخذت تفكر في الطريقة التي تصل بها الي ؟؟ عقدت اجتماعا سريا مع كبير المهندسين في قسم الاثاث ، وابلغته ان السلطات العليا في بكين طلبت منها القيام بصناعة تابوت بمواصفات خاصه تريد ان تنقل به احد الافراد الى مكان ما على متنن احدى الطائرات ، تنقله مع العفش وبالسرعة الممكنه ، قبل ان يتوقف الطيران بسبب انتشار الوباء ؟؟ والسرية المطلقه هي المطلوبه ، فان تفشى الخبر فسوف يتم اعدامنا جميعا ؟؟
عمل المهندس تصميما لتابوت مبطن بطبقة من البوليسترين المقوى والاسفنج من الداخل ، ومغلف بغلاف حديدي سميك ، وله فتحة للتنفس يصعب رؤيتها ، ويفتح من الداخل فقط بحركة خاصه ، ثم طلبت " سنا " اجازة من الشركة مدة شهر ؟؟ وفي اليوم المحدد لنقل التابوت او الصندوق ، اتفقت مع مدير الشحن على ان يحضر في السادسة صباحا لينقل الصندوق (التابوت ) الذي غلف بغلاف خشبي كما تغلف البضاعه لينقله الى المطار ( على انه بضاعة ) ؟ وقد اوعزت الى احد العمال ان يقفل عليها التابوت ويكتب عليه العاب اطفال ، وابلغته انه ان كشف السر فالاعدام مصيره ، تلك تعليمات القيادة العليا ؟؟ وان ينقلها مدير الشحن وهي داخل التابوت الى المطار على انه صندوق بضاعه ، فيه العاب اطفال ، ( دون ان يعلم حقيقة ما بداخله ) ، ويرسله الى الخليج العربي ، وقد كتب عليه عنوان المؤسسه التي يديرها " حسن " ؟؟ مع عمل فاتورة العاب اطفال ، واتمام كل اجراءات الشحن .
كانت اخر شحنة تخرج من الصين الى الخليج بعد ان انتشر وباء فايروس " الكورونا " --- وصل الطرد مع العفش الى المطار الخليجي ، وكسر رجال الجمارك الاطار الخشبي وازالوه عن عن الصندوق ، ثم حاولوا فتحه دون جدوى ؟؟ سمعت " سنا " الطرق على الصندوق الحديدي ، وكانت بداخله في غيبوبه ، فعاد اليها وعيها وفتحت الصندوق من الداخل ؟؟ وقد قفز العمال رعبا من حول الصندوق واصيب احدهم بالاغماء ، وهم يرون هذه ( الجنيه ) وهي تخرج من الصندوق !!! ؟؟؟؟؟
حاولوا استجوابها فرفضت ان تتكلم الا بحضور " حسن " ؟؟ - استدعوا مدير الجمارك وبدوره اتصل مع وزير التجارة والصناعه ، وبدوره اتصل مع حاكم الدولة ، فاخبره ان يضعوها في الحجر الصحي التحفظي مدة اسبوعين ، فان وجدوها سليمة لا تحمل فايروس " الكورونا " احضروها اليه ؟؟
تبين انها لا تحمل الفايروس ، فارسلوها الى الحاكم ، فشرحت له قصتها وحبها للسيد " حسن " بالتفصيل - فاستدعاه الحاكم ، ثم استدعى القاضي ليكتب كتاب " حسن " على " سنا " ، وكان هو ولي الزوجه في الزواج ، وقدم لهم سيارة مرسيدس هدية زواج – وعمل لهم حفلة في احدى صالات القصر ------
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف