تجذبني رائحة الورق ، ويروق لي ارتشاف
القهوة في منتصف الليل الحالك ، اتعايش تفاصيل أحلامي واخوض معارك الحزن الأزلية
وتتشابك في الأثناء سيوف الذاكرة ، وتنهار دموع القلب الندية
... هكذا أنا أنثى متغطرسة قوية وفي داخلي طفلة بريئة يتيمة ، مقطعة الأصابع
بلا دموع ، فدموعي جفت قبل ولادتي
هكذا طفلة بلا ألوان
تعيش على كفة الظلام ،،
ألجأ لقلمي لأنه الوحيد الذي يحتمل وجعي ، ويسمعي لانيني ولا يقاطعني ... يسمعني حتى النهاية
يحمل ألمي المهترئ ويحتمل قسوة أصابعي عليه
... يتحملُ ميزاجيتي ومنطقي وطريقة تفكيري
....
فالكتابة بالنسبة لي هي المصل المضاد ضد كل
الأمراض التي تصيب جسدي الضعيف
«من مرض الغياب ، ومرض الحرمان ، ومرض اللوعة ، ومرض العجز ، ومرض الإهتمام وغيره من الأمراض» والقلم هو المخدر الذي به تهدأ هيجان عاصفة الجزع ، وتستقر نبضات القلب المتسارعة
أدمنت الكتابة لأنني أجد نفسي بها ، أجد حريتي الكاملة المتكسرة المنهارة
فحينما اكتب ، اكتب دون مبالاة ، ودون حساب ، ودون وعي ؛ لأن سكرة الكتابة تغلب على عقلي فيذهب عقلي وتذهب معه كل المبادئ والابجديات ... فعندم تخوض الحروف معارك الارتباط ، وتتضارب الصور والأفكار تشتدد الحرب احتكاكا ؛ لأن ثورة الكلام أقسى وأشد من ثورة البشر ...لذلك أرفع القبعة لقلمي المناضل دائما ...
وبالمناسبة لا يحلو لقاء القلم والورقة الا في منتصف الليل ، عندما تنجلي أنفاس البشر الجهنمية ولا يبقى سوى أنفاس الجن والعفاريت وقمراً يغازلُ جواريه من النجوم ...وثمة غريق لا ينام "لأن السهر مسكن العاشقين" أو "زاهداً عاكفاً لربه يناجيه في الخفية"
بيمنا أمسك قلمي القريب لذاتي ، فهو قريني الوفي . . . فأصاب بالحيرة حينئذٍ فعقلي يحتمل الكثير من الأفكار الجِسام ، والأحداث المتراكة ، وقصص من وحي الخيال ، أقصها بقالبٍ مروع نهايته فاجعة مأساوية ، فأحدق في ذاتي ، وارمقها بعمق فأعلم إني كتمت مالا يكتم
وكان علي الصراخ حينما وجب علي التعبير ، البكاء ، الغضب ...
ثورة من الكلام قمعتها أيدي الغاصبين
... كف قلم الخجول عن النشر عندما استوقفته بعض من مواقفي الجريئة ، فقرر العزلة والبقاء مع الورق ، فثرثرة القلم للورق افضل من ثرثرته لبشر تحمل في صدورهم غُلاً وحقداً ... فعِناق أوجاعي للورق أفضل من عِناقه لأجساد البشر المائلة .. الهزيلة
#مقتبس «رواية فوضى الذاكرة»
#بقلم الكاتبة: رزان البستنجي
القهوة في منتصف الليل الحالك ، اتعايش تفاصيل أحلامي واخوض معارك الحزن الأزلية
وتتشابك في الأثناء سيوف الذاكرة ، وتنهار دموع القلب الندية
... هكذا أنا أنثى متغطرسة قوية وفي داخلي طفلة بريئة يتيمة ، مقطعة الأصابع
بلا دموع ، فدموعي جفت قبل ولادتي
هكذا طفلة بلا ألوان
تعيش على كفة الظلام ،،
ألجأ لقلمي لأنه الوحيد الذي يحتمل وجعي ، ويسمعي لانيني ولا يقاطعني ... يسمعني حتى النهاية
يحمل ألمي المهترئ ويحتمل قسوة أصابعي عليه
... يتحملُ ميزاجيتي ومنطقي وطريقة تفكيري
....
فالكتابة بالنسبة لي هي المصل المضاد ضد كل
الأمراض التي تصيب جسدي الضعيف
«من مرض الغياب ، ومرض الحرمان ، ومرض اللوعة ، ومرض العجز ، ومرض الإهتمام وغيره من الأمراض» والقلم هو المخدر الذي به تهدأ هيجان عاصفة الجزع ، وتستقر نبضات القلب المتسارعة
أدمنت الكتابة لأنني أجد نفسي بها ، أجد حريتي الكاملة المتكسرة المنهارة
فحينما اكتب ، اكتب دون مبالاة ، ودون حساب ، ودون وعي ؛ لأن سكرة الكتابة تغلب على عقلي فيذهب عقلي وتذهب معه كل المبادئ والابجديات ... فعندم تخوض الحروف معارك الارتباط ، وتتضارب الصور والأفكار تشتدد الحرب احتكاكا ؛ لأن ثورة الكلام أقسى وأشد من ثورة البشر ...لذلك أرفع القبعة لقلمي المناضل دائما ...
وبالمناسبة لا يحلو لقاء القلم والورقة الا في منتصف الليل ، عندما تنجلي أنفاس البشر الجهنمية ولا يبقى سوى أنفاس الجن والعفاريت وقمراً يغازلُ جواريه من النجوم ...وثمة غريق لا ينام "لأن السهر مسكن العاشقين" أو "زاهداً عاكفاً لربه يناجيه في الخفية"
بيمنا أمسك قلمي القريب لذاتي ، فهو قريني الوفي . . . فأصاب بالحيرة حينئذٍ فعقلي يحتمل الكثير من الأفكار الجِسام ، والأحداث المتراكة ، وقصص من وحي الخيال ، أقصها بقالبٍ مروع نهايته فاجعة مأساوية ، فأحدق في ذاتي ، وارمقها بعمق فأعلم إني كتمت مالا يكتم
وكان علي الصراخ حينما وجب علي التعبير ، البكاء ، الغضب ...
ثورة من الكلام قمعتها أيدي الغاصبين
... كف قلم الخجول عن النشر عندما استوقفته بعض من مواقفي الجريئة ، فقرر العزلة والبقاء مع الورق ، فثرثرة القلم للورق افضل من ثرثرته لبشر تحمل في صدورهم غُلاً وحقداً ... فعِناق أوجاعي للورق أفضل من عِناقه لأجساد البشر المائلة .. الهزيلة
#مقتبس «رواية فوضى الذاكرة»
#بقلم الكاتبة: رزان البستنجي