الأخبار
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أين العصا؟!بقلم: حامد أبوعمرة

تاريخ النشر : 2020-03-01
أين العصا؟!بقلم: حامد أبوعمرة
صباحيات كاتب ..!
أين العصا..؟!
بقلمي/ حامد أبوعمرة
رجعت منهكة لشقتها التي تسكنها وحدها بعد سفر، وإن لم تتجاوز مسافة ذاك السفر سوى عدة كيلو مترات من منطقتها ،ورغم انها لم تطل الغياب ، إلا أنها قد أحست وكأنها قد بعدت الآف الأميال ،و قد غابت منذ زمن ، راحت تتفحص بكل شوق ولهفة كل ركن من اركان الشقة ،انتابتها حالة من الحنين وتمنت لو طوقت بذراعيها كل شيء حولها الجدران والنوافذ ..جلست على فراشها ، ووضعت رأسها على مخدتها بكل رفق لتستريح تلك المخدة التي كم بللتها الدموع الممزوجة مابين لحظات الفرح ومرارة الذكريات ،وقبل أن تستغرق في النوم تذكرت أنها سوف تستضيف أولادها وأحفادها مثل كل مرة ، فأخذت تفكر ماذا ستعد لهم من طعام وشراب وأصناف الحلوى التي يحبونها ، فهي حنونة طيبة رقيقة بطبعها محبة للحياة تسعد من حولها ،ولو أن مثل تلك التجهيزات تكلفها طاقة هائلة ومجهودا كبيرا إلا أنها تشعر بنشوة عارمة تعتريها عندما تعطي وبلا حدود ذاك العطاء المتجدد الذي لا ينضب ولا يجف كما الشمس ونسمات الزهور ولأن قلبها صافي كمياه النهر ، لذلك من يراها يعطيها عمرا أصغر بكثير من عمرها ..! هي حالة من السعادة والراحة والطمأنينة تغمرها دوما ، فتزداد قوة وإرادة لكن الغريب أنها في مثل تلك الأجواء تتحرك بكل خفة ورشاقة؛ ويبقى التساؤل الذي يحيرها.. هو ترى أين تختفي تلك العصا التي ترافقها وتمسك بها عندما تسير بأرجاء الشقة وكأنها قد سحرت ..! ترى أهي بركة تحل بها عند كل لقاء .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف