الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محترف المقام العراقي يحيى أدريس ..يشكو ظلم الرئاسات الثلاث ووزارة الثقافة!!

تاريخ النشر : 2020-02-29
محترف المقام العراقي يحيى أدريس ..يشكو ظلم الرئاسات الثلاث ووزارة الثقافة!!
محترف المقام العراقي يحيى أدريس ..يشكو ظلم الرئاسات الثلاث ووزارة الثقافة!!

حامد شهاب

يحيى أدريس ، يعد واحدا من محترفي فن الغناء العراقي ، وهو أحد قاماتها الشاهقة، ومن القلائل الذين حفظوا لنا أرث هذا الفن العراقي الأصيل (المقام العراقي) الذي يشكل أحد المعالم البارزة في تاريخ العراق ، وبقي مدرسة وأكاديمية  بل وموسوعة فنية ثرة، ينهل منها المهتمون بشؤون بهذا الفن الرفيع ، وهو قامة كبيرة لايمكن أن تعامل هكذا بالجحود والنكران!!

وبالرغم من أن أغلب مبدعي العراق في مختلف فنوع المعرفة والابداع يعانون الاهمال والنسيان ، ولا تذكر الدولة العراقية رجالاتها ومن أسهموا في علو شأنها ، الا ان إستشراء تلك الظاهرة ، وتناسي من يعانون ظروفا صعبة وبخاصة المرضى منهم، وعدم الاهتمام بهم ورعايتهم بما يستحقون ، أمر يدعو للرثاء والأسف ، لأن أحوال العراق وصلت الى تلك الحالة المزرية ، التي يعامل بها الصحفيون والنخب الثقافية والفنية، وكأن أنين تلك الرموز تنحصر بين جدران بيوتهم، ولم يؤدوا خدمة للعراق ، ولم يفنوا زهرة شبابهم من أجل أن يضيئوا سماء العراق، حتى ان دوائرهم وبخاصة وزارة الثقافة، تناست مكانتهم، وما تفتقت به عبقرية تلك الرموز الأصيلة، التي أعطت عصارة إبداعها وما انتجته عقولهم المتوقدة، واذا بها في أواخر العمر، وكانها ، شجرة يابسة مرمية على قارعة الطريق!!

ويا أسفاه ، أيها العراق العظيم، أن تتحول أماني الكثير من المبدعين الى مايشعرهم بالأسى والحزن واللوعة، لأن من أشادوا كل تلك الصروح العالية من الابداع، لايجدون من يلتفت اليهم، لا من وزارة الثقافة ولا من نقابة الفنانين، برغم ضالة مالديها من دعم وامكانات، ولا من الرئاسات الثلاث النائمة هي الاخرى والتي إنشغلت بصراعاتها الرهيبة طوال عهود ديمقراطيتها الكسيحة من السنين، وهم لايلتفتون الى القمم العالية والشواهق الغزيرة الابداع، لكي يمسحوا عن عيونها ألم الحسرات التي تتحول الى نيران محرقة، وهي ترى نفسها بين اربعة جدران، ولم تقدم لها حتى باقة ورد عرفانا بالجميل!!

يحيى إدريس مدرسة مقام عراقية أصيلة، لم تنحدر الى قاع الفن المبتذل الرخيص، بل سيطرت مع قمم المقام، وقام بمهمة تدريس هذا الفن الرفيع في أكاديميات العراق وفي معاهده الفنية، وكانت له في الكثير من الفضائيات العراقية برامج فنية كثيرة أثرت ساحة هذا الفن التراثي الأصيل ، الذي مازالت الذاكرة العراقية تفتخر بفنونه الابداعية، وهو أحد أسس ومرتكزات الثقافة العراقية وأحد معالمها الشاخصة، وورائها عدد من الرواد الذين وضعوا لها الأصول والمنابع والأشكال التي تعددت في هذا الفن الشعبي العراقي العربي الأصيل، حيث تختزن ذاكرة الاجيال العراقية بالدور الوطني والانساني الذي لعبه فن المقام العراقي في تأجيج الشعور الوطني والاحساس بالإصالة العراقية في أبهى صورها!!

النداء موجه الى الرئاسات الثلاث، إن كانت تسمع إستغاثات من يستحقون ان يجدوا الاهتمام والرعاية عندما تواجههم مصاعب الحياة وصراعات المرض، وهم تختلجهم العبرات عندما يواجهون بكل هذا الاهمام ولا احد يسأل عن أحوالهم ، عندما تمر عليهم نوائب الدهر، ووزارة الثقافة أحد تلك الوزارات المتعبة ، التي لايعنيها شؤون مثقفيها ومبدعيها الا للمقربين منها، ولم نجد منها دعما لتلك النخب الا ربما على عدد أصابع اليد الواحدة، وبجهود مناشدة وتوسل من أطراف وشخصيات ثقافية كبيرة، لكن الاهمال وتغافل ذكر المبدعين في مجالات النبوغ الثقافي والمعرفي والانساني، هو آخر اهتمامات وزارة الثقافة للأسف الشديد!!

الصحفي المخضرم والكاتب الكبير زيد الحلي، كان هو من أثار هذا الموضوع في مواقع التواصل الاجتماعي قبل يوم واحد من كتابة هذه السطور، وهو من أثار شجني للكتابة عن تلك المعاناة التي تصارع أقدار المثقفين العراقيين وهم في دوائر الاهمال والنسيان، وسأنشر هذا المقال في أكثر المواقع العراقية والعربية الاصيلة  لكي تصل الى أسماع الكثيرين، وعسى ان لايعامل مقالي هذا على شاكلة قول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا..!!

أخيرا..نناشد الرئاسات الثلاث للمرة الأخيرة، علهم يسمعون تلك الاستغاثة ، أما وزارة الثقافة فهي تغط في سبات ونوم عميق ، وهي كما يبدو ، مهتمة بشؤون الكهوف والمقابر، أكثر من إهتمامها بشؤون البشر!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف