الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مثلث برمودا الجزء الثامن عشر بقلم:إبراهيم عطيان

تاريخ النشر : 2020-02-29
مثلث برمودا الجزء الثامن عشر بقلم:إبراهيم عطيان
في الصباح جاء تقرير اللجنة الطبية بخصوص مجموعة الدكتور ماجد إيجابيًا، حيث أكد التقرير على جاهزية الأفراد، واستعدادهم التام لتنفيذ العملية بعد أن تمكن حسن زيدان من زرع فكرة العودة والانتقام في نفوسهم، عندما كان يروي لهم ماحدث وهو يستشيط غضبًا.
ثم قال: أنا مش لازم أفضل هنا أكتر من كده..

هو احنا خلاص يا دكتور هنكمل حياتنا هنا؟..
كل يوم نصحى الصبح نلعب شوية رياضة وناكل ونشرب ونتعالج وبس؟
محنا ممكن نعمل كل ده في بيوتنا.... 
أنا حاسس إننا ملناش لازمة، قاعدين بس للأكل والشرب والعلاج، ولو تعبنا نفسنا شوية بنلعب رياضة..
حلو المكان بصراحة... فندق خمس نجوم ...  
بس أنا بصراحة مش عاجبني الإقامة فيه.... 
ولا الوضع ده يعجبني... 
احنا لا نسوان عشان نقعد في البيت، ولا خرفان هتدبحوها في العيد ...
أنا لازم أجيب حقي من اللي عملوا فينا كده، وانتو كمان لازم تبقوا معايا يمكن ترجعوا للماضي، مهو اللي ملوش ماضي مش ممكن يبقاله مستقبل.

ولا أنت رأيك إيه يا دكتور؟

صاحب الفكرة الدكتور ماجد أبدى تأييده لهذا الرأي قائلا:

هذا ما أراه ولكني لا أستطيع ان أخبركم بذلك فهذا ليس من اختصاصي، ثم ينصرف الدكتور ماجد تاركًا المجموعة بصحبة حسن الذي يقول: إن لم تعودوا للقضاء عليهم سأعود بمفردي، فتسود حالة من الصمت وتبادل النظرات بين أفراد المجموعة،

ثم يقوم حمزة أحد أفراد المجموعة بكسر حالة الصمت، حين وجه حديثه إلى حسن: كيف ستعود وحدك؟ 

وهل ستتمكن وحدك من فعل شيء!

الأمر يحتاج إلى المزيد من التريث والهدوء.

ولكن أخبرني أولًا: كيف ستعود للانتقام؟

حسن: علمت أن القيادة تدرس الموقف وتعد خطة للانتقام من أعوانهم في سيناء وهذه فرصتي الوحيدة للثأر منهم، وبتر أذرعهم الممتدة في سيناء، وسوف أطلب من القيادة الانضمام للمجموعة التي ستنفذ مهمة تطهير سيناء.
فيرد حمزة المعروف حاليًا بينهم بالضابط أيمن أبو النصر: إن حدث ذلك فهي بالطبع فرصتنا للإنتقام والعودة إلى أنفسنا، لذلك سوف أكون أول من يحمل السلاح حتى نتمكن من الانتقام. 
لقد اشتقت كثيرًا إلى نفسي...
كم هي صعبة تلك الحياة إذا كانت بلا ذكرى..

ثم تنحى عنهم قليلًا وقال: أنا تعبت ونفسي أرجع لذاتي وافتكر حياتي قبل الحادثة" حينها تحول الاجتماع إلى تظاهرة كبيرة رفعت شعار "نكون أو لا نكون "

وبدأ من هنا تدريب حسن وأفراد المجموعة بشكل مستمر استعدادًا للعودة وتنفيذ المهمة حتى أمر اللواء سليم باستدعاء حسن ذات يوم؛ للتعرف على مدى استعداده وباقي الأفراد لتنفيذ العملية اعتمادًا على المعلومات الهامة التي حصلوا عليها من آدم برمودا.

وبعد التأكد من جاهزية المجموعة للقيام بالعملية ينصرف حسن
بأمر من اللواء سليم ليقوم بالترتيب والإعداد لاجتماع في المساء حيث سيقوم اللواء سليم بزيارة المجموعة والاطمئنان على أفرادها.

وبينما يتحدث حسن مع أفراد المجموعة يأتي الدكتور ماجد ليخبرهم بوصول اللواء سليم، ثم يصحبهم جميعًا لملاقاة القائد في غرفة الاجتماعات.

وفي أثناء الاجتماع يأتي أحد الضباط ليهمس في أذن اللواء سليم، فيقول اللواء: بسرعة افتح التليفزيون خلينا نشوف بيقولوا ايه.

- كانت قنوات الأخبار تتحدث عن تصدي قوات حرس الحدود لمجموعة إرهابية وقتل عدد كبير منهم، بينما تمكن ثلاثة أفراد على الأقل من الفرار في الصحراء وجاري تمشيط المنطقة بحثًا عنهم.

فينتهي الاجتماع قبل أن يبدأ حيث انصرف اللواء سليم سريعًا.

فتدب حالة من الاستنفار والإصرار في نفوس المجموعة بعد تلقي الخبر، مرددين عبارات انتقامية وفي تلك الأثناء يتابع الدكتور ماجد ما يجري في الغرفة المغلقة التي تعالت بها أصوات وطنية تردد شعارات عدائية ضد الإرهاب.

التظاهرة الوطنية داخل غرفة الاجتماعات المغلقة

أثلجت صدر الطبيب الذي تأكد من نجاح تجربته العلمية

التي استطاع من خلالها تحويل المسار الفكري والعقيدة المتطرفة لأفراد تعمقوا في التطرف ومحاربة البلاد حتى تحولوا إلى قوة معادية للوطن لا تترد في النيل منه أينما أتيحت لهم الفرصة، يتربصون به أملًا في اسقاطه والانقضاض عليه كضباع جائعة.

- لم يكن وجود الطبيب وسط القاعة في هذا التوقيت مجرد صدفة، بل كان مقصودًا حتى يكون شاهدًا ردة فعلهم بعد تلقي أخبار الهجوم الإرهابي، وكيف ستكون طريقتهم في التعبير حتى يتمكن من تقييم ما قام به ووضع النتائج المترتبة على ذلك.

لكن ردة الفعل الإيجابية من أفراد المجموعة بعد تلقي خبر الهجوم لم تكن نجاحًا علميًا لتجربة الطبيب ماجد فقط.

بل كانت نجاحًا لخطة اللواء سليم الذي قام من مجلسه سعيدًا ليحتضن معاونيه ممن يتابعون خلف الكاميرات احتفالًا بنجاح مرحلة التأهيل؛ فهو لم يغادر المكان كما نظن!

لكنه تواجد في غرفة مجاورة لمشاهدة ما سيحدث عبر الكاميرات، بعد إذاعة الخبر فهو لا يستطيع أن يغامر بإطلاق سراح مثل هؤلاء الخونة قبل أن يتأكد من استعدادهم النفسي ومدى تأثير الخطة التأهيلية الموضوعة بدقة من قبل ماجد.

هذا بالضبط ما وعد به معاونه ياسين من قبل حال اختلافه مع ماجد فيقوم ياسين مصفقًا لرئيسه اللواء سليم في هذه اللحظة قائلًا: الأن قد فهمت حديثك السابق بأنك لن تسمح بعودتهم ما لم تضمن ولاءهم. 

فيبتسم اللواء ثم يقول: أنت تعلم أن ما نقوم به لا يحتمل أخطاء، لذلك كان من الضروري أن أتأكد بنفسي قبل تجهيزهم للعملية، والأن أستطيع أن أطلب منكم مواصلة الخطة والاستعداد للمراحل القادمة وبنفس الحرص

فما تحقق إلى الأن ما هو إلا صفحة واحدة في كتاب النجاح

فلا يجب أن ندع التفاؤل يخرجنا عن دائرة الحذر والحيطة.

فمن الضروري أن نوازن جيدًا بين نشوة النجاح والرغبة في استكماله

حتى يكتب الله لنا النصر ونحقق ما نتطلع إليه.
ثم يغادر اللواء المكان متوجهًا إلى مكتبه لمتابعة ردود الأفعال
الدولية وتعليقات وكالات الأنباء حول الحادث الإرهابي.
بينما كانت تقضي أميرة بعض الوقت مع إحدى صديقاتها في مقهى بأحد المولات التجارية فيتسلل إلى مسامعها صوت نادل المقهى يردد من بعيد عبارات استهجان لما يحدث:

" لا حول ولا قوة إلا بالله..... 
نفسي أعرف الناس اللي بتموت دي ذنبها إيه...... 
ربنا يرحمنا برحمته ويخلصنا منهم " 
فتلتفت أميرة بلهفة وتمد رقبتها عاليًا وهي ترمق بعينها رامي نادل المقهى وهو يتحدث لأحد الزبائن، فتسألها صديقتها:
في إيه يا أميرة؟.... 
بتبصي على إيه؟..... 
أميرة : استني استني يا شهد، ثم تنادي : رامي .... يا رامي 
هو في إيه عندك؟.... 
يخطو رامي خطوات نحوها وهو يمط شفتيه للأمام، ويرفع كتفيه متعجبًا، ثم يهز رأسه يمينًا ويسارًا مستنكرًا ما يحدث ثم يقول: هيكون في إيه بس غير الإرهاب يا أستاذة أميرة؟...

كل يوم على دا الحال..... انفجارات ، وضرب نار ، وناس تموت"
هي البلد ناقصة الإرهاب هو كمان!! 
وتداوله عبر الشاشات، فتبدو مضطربة بعض الشيء، خوفًا على ماجد فبادرت بإخراج الهاتف من حقيبة يدها كي تطمئن عليه، لكن هاتفه المشغول دائمًا رغم محاولاتها المتكررة أفقدها التركيز وزاد من خوفها، وتسربت إليها وساوس خبيثة، وذكَّرَها الحادث الإرهابي بما حدث لوالدها منذ زمن في هجوم غادر كالذي وقع اليوم، وظلت تفكر في صمت وشرود واضح أبعدها كثيرًا عن الشعور بمن حولها، وما يجري بالجوار، واكتفت شهد بوضع يدها أسفل ذقنها والتأمل في أميرة التي ظلت تحدق النظر أمامها في المقهى المكتظ بالناس، ولكنها لا ترى من ذلك شيئًا غير صورة مؤلمة من الماضي، 

تلك الصورة قد شاهدتها من قبل عندما خرجت أمها من الغرفة تجفف دموعها دون أن تدري بوجود أميرة في ردهة المنزل، فسألتها أميرة عن سبب الدموع " مالك يا ماما ؟... بتعيطي ليه؟
لكن الأم كعادتها أنكرت الدموع وقالت: مش بعيط ولا حاجة... دي مسكرة الرموش طرفت عيني بس واديني ورايحة أغسلها ...

أنتي رجعتي إمته أصلًا ؟.... 
ودخلتي إزاي يا أميرة ؟....
وأنا إزاي مسمعتش الباب وهو بيتفتح!!
تعجبت أميرة بسبب الدموع التي تسيل على وجنتي والدتها رغم محاولات الأم إخفائها، والحالة الغريبة التي تبدو عليها الأم، رغم تظاهرها بأن ما تراه أميرة لا يتعدى كونه أمرًا طبيعيًا
فدخلت أميرة غرفة أمها، ودفعتها الصدفة لا أكثر نحو خزانة أمها التي تركتها هذه مفتوحة على غير المعتاد، لتشاهد ملابس عسكرية ملطخة بالدماء، بها ثقوب متعددة في منطقة الصدر والبطن، أخفتها الأم عن ابنتها منذ زمن بعيد. 
استفاقت أميرة وعادت للشعور بمن حولها عندما دق هاتفها على الطاولة، فالتقطت على الفور حقيبة يدها وأخذت تعبث بمحتوياتها دون تركيز!!! 

أغلقت شهد جزءًا من عينيها والتقى الحاجبان ببعضهما دهشة وهي تنظر نحو صديقتها، وتتعجب مما تشاهده ثم قالت: 

مالك يا أميرة ؟....
التليفون قدامك أهو على التربيزة.... 
فالتقطت أميرة الهاتف بسرعة وقالت: أنت فين يا ماجد؟ 
قلقت عليك لما سمعت الأخبار من التليفزيون.....
وطلبتك كتير وكل مرة ألاقي تليفونك مشغول ....
ممكن تفهمني كنت مشغول مع مين؟
فتهب غاضبة عندما يضحك ماجد وتقول: أنت كمان بتضحك؟ 
فيجيبها: طبعًا بضحك، هو أنا لو مش بخير تليفوني كان يبقى مشغول؟
وبعدين يا ستي أنا مش خلاص طمنتك...... 
ممكن تسيبيني أشوف شغلي بأه عندي شغل كتير عايز أخلصه؟.
أميرة: يا سلام .... 
أنت مش ملاحظ إني معرفتش سبب اتصالك لحد دلوقتي ؟... 
ولا انت عايز تفهمني إنك كنت بتطمني عليك.... 
ماجد: معاكي حق لازم يكون عندي سبب طبعًا عشان أكلمك.... 
أميرة وهي تبتسم : مش هتخلص بأه وتقول كنت عايز إيه؟..
ماجد: عشان أعزم نفسي عندكم على العشا النهارده. 
أميرة في سعادة: طيب خلاص روح خلص شغلك عشان متعملش حجتي .... سـلام.
شهد التي ظلت تتأمل السعادة على وجه أميرة تقول: أنتي شايفاني يا ست جوليت؟.. 
ولا أنا مش باينة خالص؟...
أميرة : مالك يا شهد، عايزه إيه؟... 
شهد: يا سلام يا اختي!...
أنتي مش ملاحظة إنك من أول مجينا هنا وقعدنا وانتي سرحانة، ومش معايا خالص ولا إيه؟!..
وبكلمك مبترديش كأنك في دنيا تانية لحد لما سي روميو اتصل 
لقيتك فوقتي من الغيبوبة فجأة، وشديتي الشنطة وعمالة بتدوري فيها على التليفون مع انه قدامك على التربيزة !
ممكن أفهم إيه الحكاية بالظبط؟ 
ولا نقوم نمشي أحسن؟...
أميرة وهي تلملم أشيائها: أنتي معاكي حق يلا نمشي.
لكن شهد تجذبها من يدها: تعالي هنا... 
احنا حتى مشربناش حاجة!
أميرة: يا بنتي ماجد جاي النهارده على العشا ولازم أرجع البيت دلوقتي حالًا...يلا قومي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف