الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العقل العربي بين فيروس كورونا والقائمة المشتركة

تاريخ النشر : 2020-02-29
العقل العربي بين فيروس كورونا والقائمة المشتركة
العقل العربي بين فيروس كورونا والقائمة المشتركة

د. رياض عبدالكريم عواد

ما أن تم اكتشاف اول حالة لفيروس كورونا الجديد، كوفيد 19، في الصين حتى استنفرت الصين كل إمكانياتها وواجهت بسمفونية وتناغم مدهش، بين مختلف قطاعات وفئات المجتمع، هذا العدو الداهم الجديد، العلماء في مختبراتهم والأطباء والعاملين في مستشفياتهم، ورؤساء المصانع والخبراء الاقتصاديين يحاربون الركود ويضعون الحلول لمنع تفشي الأمراض بين العمال، والزوجة في بيتها وبين أسرتها، كل المجتمع أخذ على عاتقه أن يواجه بعقل وعلم والتزام هذا الوباء الجديد.

لم تلفت الصين لمقولات البعض أن هذا الفيروس مصنع في مختبرات الأمريكان في إطار الحرب/التنافس التجاري بينهما، ولا لتقولات بعض العرب والمسلمين، خاصة المتحزبين في حركات الإسلام السياسي أن الله سلط هذا الفيروس على الصين انتقاما منها لاضطهاد المسلمين هناك.

لم تلفت الصين لا لأصحاب نظرية المؤامرة ولا للعقل الحزبي العربي والإسلامي السلفي في أسباب وقوع هذا المرض وانتشار هذا الوباء.

رغم أن هناك من الإجراءات التي اتخذتها الدول في المنطقة ما هو إيجابي وصحيح من وقف العمرة إلى منع صلوات الجمعة إلى سحب السجاد والموكيت من المساجد الا ان المتابع لما يقوله كثير من خطباء المساجد ووزارات الأوقاف عن وصف هذا الفيروس بأنه جند من جنود الله، بلاء للكفار وابتلاء للمؤمنين، وأنه يصيب الناس بسبب فحشهم وانتشار الخبث بينهم وبعدهم عن دينهم، إضافة إلى الوصفات العجيبة من العلاج التي تتراوح بين الثوم والبصل واليانسون، رغم ما فيها من فوائد محدودة ومعروفة، وصولا إلى رسائل الأدعية التي يجب أن ترسلها إلى عشرة أشخاص حتى تصبح فعالة في الشفاء والوقاية من هذا الوباء.

التفكير السلفي هو احد وجهي العقل العربي الذي يتقاطع مع الوجه الآخر الذي يؤمن بالمؤامرة في تفسيره لانتشار هذا الوباء. ويعتمد في تفسيره على ما أنتجته هوليود من أفلام أو ما توقعه الأدباء من انتشار لمثل هذه الأمراض التي قد تبيد العالم، متناسين هؤلاء أن العلماء قد حذروا من ذلك قبل عشرات السنين بسبب عبث الإنسان وجشعه وتأثيره السلبي على البيئة.

لقد أضاف انتشار وباء الكورونا في إيران سببا جديدا لأصحاب نظرية المؤامرة ليكروروا مقولاتهم الممجوجة عن دور مختبرات السي آي أيه في نشر هذا الفيروس في الدول المعادية والمقاومة لامريكيا. اما خبر اقتراب توصل علماء من اسرائيل لانتاج لقاح ضد الفيروس فقد أضاف اليهم مبررا جديدا يجعلهم أكثر إيمانا بنظرية المؤامرة التي يؤمنون بها ويفسرون من خلالها أحداث التاريخ والعلم والعالم، متناسين أن علماء الصين وعلماء أمريكيا أيضا اعلنوا انه من المتوقع أن يعلنوا عن مثل هذا الاكتشاف في نهاية ابريل.

العلماء في كل أنحاء العالم يشحذون العقول والهمم ونحن فقط نقدم تفسيرات وتؤيلات تتلائم مع عقلنا السلفي وتفكيرنا البائد وإيمانا في المؤامرة؟!.

هذا العقل السلفي والتفكير غير الواقعي ونظرية المؤامرة هي التي تسيطر ايضا على عقل كثير من الفلسطينيين في تعاملهم مع الانتخابات الاسرائيلية وأهمية المشاركة فيها بكثافة وفاعلية، والتصويت للقائمة العربية المشتركة، التي تتكون من الأحزاب العربية الأربعة الأساسية ويشارك فيها كل من العرب واليهود من أجل الوقوف في وجه اليمين الإسرائيلي الفاشي بقيادة نتنياهو.

هذا النتنياهو الذي يعي خطورة القائمة المشتركة ولا ينفك من التحريض عليها ويعرف جيدا أهمية الصوت العربي ودوره المحتمل في إسقاط تحالفه اليميني مما دفعه الى أن يسافر إلى طمرة، القرية العربية، محاولا كسب الصوت العربي من خلال الكذب وتقديمه بعض الإغراءات والأموال التي يحتاجها هذا الوسط، ورغم الصفعة التي تلقاها نتنياهو من أهالي قرية طمرة، حيث لم يحضر لقائه أكثر من ثلاثين من السكان هناك. لكن نتنياهو لا يعدم ولا يمل من المحاولة من أجل اكتساب الصوت العربي من خلال الوعود التي يقدمها للعرب وإمكانية السفر للحج والعمرة الى المملكة السعودية مباشرة من مطار بن غوريون، حتى نتنياهو بارع في استخدام الدين في دغدغة عواطف الجماهير من أجل أهدافه الخبيثة.

رغم هذا الخبث والموقف الواضح من نتنياهو خرجت علينا الحركة الإسلامية في الشمال، فرع الإخوان المسلمين، بموقفها ضد المشاركة في الانتخابات والدعوة لمقاطعتها مستخدمة من أجل ذلك كل آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية ومنابر المساجد. كما تقاطع هذا الموقف المعادي للانتخابات مع موقف كثير من الثورجيين الفلسطينين الذي لا يؤمنون بالنضال البرلماني ولا النضال السلمي ولا يرون أهمية ذلك في صمود شعبنا وبقائه على أرض الاباء والأجداد.

اننا لا نعتقد ان دوافع الحركة الاسلامية في مقاطعتها للانتخابات الإسرائيلية بقيت كما كانت في الماضي دوافع عقائدية تعتبر المشاركة في الانتخابات خطيئة واعترافًا بشرعية الكيان، رغم أنهم يعيشون فيه كمواطنين اسرائيليين. أن موقف الإخوان المسلمين والدول الممولة لهم وتفضيلهم استمرار نتنياهو في الحكم لأهداف سياسية، لها علاقة بصفقة القرن ومشروع دولة غزة، هو الدافع الجديد الذي يحكم ويوجه مواقف هذه الحركة.

انه نفس العقل العربي السكوني الثابت والمنقسم دائما والذي ينتمي إلى الماضي ولا يؤمن بالعلم ولا بالمستقبل ولا يدرك المتغيرات والتحولات، ويقدس الشعارات والخطابات بعيدا عن الواقع والإمكانيات وما تتطلبه المرحلة من تكتيكات واستراتيجيات.

لن تقوم لهذه المنطقة قائمة الا بعد أن تستفز عقولها لكي تعمل وتجتهد وتنأى بخطابها وممارساتها عن الكلام الفائض عن الحاجة، والشعارات الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، وتتوجه إلى العمل المبدع والمعرفة المرتكزة على العقل والعلم والواقع والإيمان بالمستقبل المشترك للانسانية على هذا الكوكب، بعيدا عن الخوف وسطوة التراث والاسلاف.

مشاورنا مازال طويلا، لم نبدأ البعد الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، بيننا وبينها خرط القتاد؟!

نعم للمشاركة في الانتخابات
نعم للقائمة العربية المشتركة
#معا_ضد_كورونا
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف