الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قبل أن يرفع ستار مونودراما "ارجموا مريم"

تاريخ النشر : 2020-02-29
قبل أن يرفع ستار مونودراما "ارجموا مريم"
قبل أن يرفع ستار مونودراما "ارجموا مريم"
كتب شفيق التلولي

صرخة مدوية انفجرت من حنجرة مصلوبة على مذبح الجاهلية الأولى وميراثها الذكوري وما تلاها منذ التكوين ونشأة الخليقة وجدلية الخير والشر في سيّر الأولين وواقعة قابيل وهابيل حتى التشكيك بالعذراء وتأليب الكهنة وسدنة المعبد على رجم مريم البتول وما تبعها من عذراوات سُحقن ظلما بأيدي ذوي القربى دونما رفقا بالقوارير.
"ارجموا مربم" مونودراما تحاكم المجتمع الذي يتنكر للمرأة بحسب عقيدة ظالمة مفادها أنها كائن حي جاء من ضلع أعوج ووعاء لتفريغ الرغبة الشهوانية الحيوانية، وإن اختارت وجهتها؛ اتهمت بالعار وأقيم عليها الحد ورجمت وجنينها حتى الموت دون وجه حق يقوم على العدل ونصابه المزعوم من عادات وتقاليد وأعراف خاطئة وقاتلة.
لقد جسد الكاتب والمخرج المسرحي "مصطفى النبيه" الواقع المؤلم الذي تعاني منه المرأة جراء تعنيفها واضطهادها وصولا لجرائم القتل التي باتت تتهدد النساء واحدة تلو الأخرى دون اكتراث وبلا خشية من سلطة القانون التي يساء استخدامها من قبل الجاني، وتكون المرأة فيه الضحية تحت حجج مختلفة وعالج هذه القضية بأسلوب مسرحي فريد من خلال ما قدمه من نص وإخراج لهذا العمل.
الشابة الصاعدة والواعدة "لينا العاوور" اعتلت خشبة المسرح خلال عرض "بروفا" مونودراما "إرجموا مريم" وتنقلت ببراعة بين مختلف الشخصيات التي اجتمعت في النص المسرحي وبخفة ومهارة أخذت المشاهد الذي ظل يطاردها بعينيه طيلة فترة العرض الممتدة لساعة ويزيد ترجمت خلالها دوال المجسمات التصويرية وفككت رموز النص الدسم بمفارقات محبوكة بعناية والمترع بأفكار تتصارع بين الخير والشر، العلم والجهل، العدل والظلم.
أدوار وأصوات عدة تقافزت على إيقاعها بين الصليب والقفص وكرسي السلطان وعكاز العجوز الحاكمة بأمرها وقهقهات الزوج "أبو الرجال" وغير ذلك من الشخصيات التي يكتظ به هذا العمل المسرحي الهادف من خلال محاكاة محمولة على نصين موازيين نص مباشر ونص خفي، الأول يحمل الفكرة الثيمة الأساسية والثاني يحمل المرافعة التي أدتها المسرحية الواعدة الشابة "لينا العاوور".
خلف كل ذلك وقفت الموسيقى التصويرية والأصوات الجمعية التي تحاكي العرض المسرحي لتترجم لوحات العرض المتوالية دون انقطاع والمحمولة على تقنيات مسرحية فيها الحداثة والتجريب الذي ميز النص حيث اجتمع فيه التقليد والتجديد لينتج عنه هذا العمل المركب الذي يسعى إلى أنسنة المجتمعات التي ترزح تحت نير ظلم الإنسان للإنسان.
انتهى عرض "البروفا" ولم ينته العمل بعد ليخرج لنا "مصطفى النبيه" في النهاية مؤلف ومخرج "ارجموا مريم" وقد حبكت كل عراها وشدت أزرارها بما انتابها من سقطات خلال مجمل "البروفات" التي أشرف عليها "النبيه" وأدتها بجهد كبير ورائع "العاوور" وهذا لا يعني الانتقاص من العمل فلا تميمة لأي عمل إلا بفعل الوقوف عند كل ثغرة قد تضعف العمل ولا نقيصة أمام كل ما يقال من أجل تجويد العمل وإخراجه بالصورة التي تليق به خاصة وأننا نقف أمام عمل مسرحي باعتقادي أنه تجاوز حدود المكان والزمان ومن المؤكد أنه سيحلق في فضاءات متعددة محليا وخارجيا إذا ما أحسن حياكته وبذلك نكون أمام مسرح جريء ومشتبك مع قضايا الأمة والإنسانية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف