الأخبار
38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطيني
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ثم إلى الواقع بقلم: مروان صباح

تاريخ النشر : 2020-02-28
العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ثم إلى الواقع بقلم: مروان صباح
العقيدة الإغتيالية في رسم بياني / من الواقع إلى الخيال ومن ثم إلى الواقع ...

مروان صباح / كما يقول المنطق السليم البسيط ، لا دخان بلا نار ( No Somk without fire ) ، إذن تستحق لعبة عقيدة الإغتيال والتى أنتجتها شركة يوبي سوفت التمعن أكثر لما هو وراء نبش التاريخ ، وإن تكون احتمالاً هذه فرصة للِتعرّف كيف الإمبراطوريات تقود بتفكيرها تفكير العالم ، ولأن صانعون هذه الألعاب الفيديوية ليسوا منعزلين عن العالم ، فصحيح أنهم يأتون بهذه الحكايات من الجنوب أو الشمال ظناً بأنها ستمرّ دون إخضاعها للمراقبة لكن هيهات أن تمرّ دون التفتيش والتمحيص ، ونظراً لشيوع الاغتيالات في فترة من الفترات السابقة وتحديداً في القرن الحادي عشر ميلادي ، قامت الشركة الفرنسية التى تعد من أكبر شركات العالمية بنشر الألعاب الفيديوية كلعبة ( الطائر بن عمر ) أهم عنصر من عناصر طائفة الحشاشين إياها والشخصية الرئيسية في سلسلة اساسنز كريد ، ولأن الطائفة كان لها الباع والأسبقية في الاغتيالات الإحترافية ، ظهر جلياً الحشاش الطائر في لعبة العقيدة كمصدر خصباً لمن يقومون بتصميم كهذه الألعاب والذي تجاوز عدد موظفي الشركة ( 5000) وتعدّ إراداتها المالية سنوياً خيالية ، قاربت النصف مليار دولار .

وقبل كل شيء ، قد يتساءل القارئ كما هو حال المراقب ، كيف جاءت الشركة بالفكرة وهنا لأن الإنتاج فرنسي ، أرجح شخصياً ولا أظن أبداً، بأن الفرنسيين اقتبسوا الفكرة من رواية سمرقند للبناني الفرنسي ، الكاتب أمين معلوف ، لأنه في ذات الرواية أشار حول العلاقة التى قامت بين حسن الصباح ( مؤسسي الطائفة ) والشاعر عمر الخيام وبالطبع ، الهدف من ذلك الكشف عن مدى الثقافة التى كان يتمتع بها الصباح وحجم القراءات التى كان قد قرأها وهو متحصن بقلعته ، أسس حسن الصباح الإسماعيلي فرقة الحشاشين في القرن الحادي عشر وظل يقارع الدولة الإسلامية 35 عام ، بالفعل أشتهرت طائفته بقيادة أهم وأمهر الاغتيالات آنذاك ، كانت موجة الاغتيالات جديدة على الحياة الإنسانية التى أحدثت حالة من الرعب بين الناس ، قبل ذلك أكتسب علمه وأسلوبه وعقيدته في مصر وعلى الأخص بين علماء المذهب الإسماعيلي وبالتالي تأثر به وعمل جاهداً على نشره بعد وصوله إلى مدينة أصفهان الفارسية جنوب إيران وقد اختارتها اليونسكو مدينة من تراث الإنساني ويلقبها الإيرانيون بأصفهان جهان ، أي نصف العالم ، وبالتالي ايضاً تحتل الوجه الآخر في التاريخ ، تعتبر معقل الفرق الباطنية ، في الحقيقة لم تعتمد طائفة الحشاشين ابداً على المواجهة المباشرة مع اعدائها لعلمها المسبق بجميع الحركات التى تم إخمادها في التاريخ الإسلامي ، بل اخذت فرقة الحشاشين طريقة الاغتيالات والمباغتات للشخصيات النافذة في شؤون الدول ، لهذا عرف عنها بالباطنية في التعامل مع الأخر والتنكر والخداع من أجل الوصول لهدفها ، وفي زمن قد يكون دفن في أعماق الرمال ، لكنه محفوظ في ذاكرة المؤرخين ، لقد حاولوا قتل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس أكثر من مرة وبالتالي تعتبر المحاولتين نهج متواصل منذ سلسلة اغتيالات شهدتها الدولة الإسلامية منذ اغتيال عثمان وعلي والحسن والحسين رضى الله عنهم جميعاً .

كانت الولايات المتحدة الأمريكية ، أصدرت موسوعة تتكون من خمسمائة إثنية في العالم ، نصفها في القارة الأسيوية ، وبالطبع الشرق الأوسط يتصدر القائمة ، وبالتالي النظام الإيراني لا يستوعب أنه عملياً لا يمتلك الموارد التى تحقق أطماعه التمددية في المنطقة ، لكنه يستطيع أن يكون أداء كما كانوا الحشاشين وقبلهم الخوارج والقائمة طويلة ، فالأمريكان حسب التجارب السابقة ، استطاعوا تدمير البلدان التى شنوا عليها حروبهم ، لكنهم فشلوا في اعادة بناءها ، وهذا حصل تماماً في العراق وأفغانستان وجميعها كان النظام الايراني لديه اليد الأطول بالمساهمة في تحقيق المراد الامريكي ، وبالتالي نظام ولاية الفقية يسدد خدمات للدول الكبرى مدفوعة من الموارد الوطنية الإيرانية ، لهذا يواجه موجات متقطعة من الانتفاضات الداخلية ، لأن باختصار الشعب الايراني اليوم يتمتع بوعي ثقافي وسياسي كافي لدحر أسطورة النظام المكرورة والمشبعة بالفشل ، وايضاً لأن النظام منذ ولدته قدم نفسه على أنه يسعي ليكون قوة حقيقية في المنطقة ، لكن الوقائع بينت بعدم قدرته صنع ذلك بل غير قادر على وضع إستراتيجيات لانتشال وضعه المزري اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، وهذا يعود بالطبع لحقيقة الإنكار التى يعيشها ، ولأن النظام الإيراني تعود على تصدير أزماته للخارج ، وبالتالي اليوم بات عاجز عن تصدير أي أزمة وفي نفس الوقت ، يرفض الإستماع لصوت الشعب ، وهذا من طباع الدول التى يحكمها الاستبداد ، فهي باختصار عاجزة عن فعل إستقرار في داخلها .

لا يمكن إحداث تغير في الشرق الأوسط ما دامت العقلية النظامية التقليدية تقود البلدان بالطريقة القديمة ، وبالتالي هذه الأنظمة اعتادت الاتكاء على الغرب والنفط ، وهاهو الغرب يقرر في لحظة غير متوقعة بوقف تصدير النفط الايراني ، وبالتالي انعكس ذلك على الشعب الإيراني وليس النظام فالشعب هو لا سواه الذي يعاني من فرعونانين ، الأول النظام ولاية الفقيه والاخر الغرب اللذين لا يكترثين لمعاناة الشعب طالما الجهاتين يقومان بدورهما في لعبة العقيدة ، غير إن ما ينتج من لعب على البلاي ستيشن أكثر واقعياً مما ينشر بعضه ضمن عقيدة الاغتيالات السلطوية ، فالمنشور يعتبر قليل لأن الذي يحفظ طي الكتمان أعظم ، وعلى سبيل المثال لقد شهد لبنان سلسلة اغتيالات ، ابتداءً من فؤاد جنبلاط الاب وكمال الابن ورياض الصلح ومعروف سعد وطوني فرنجية وسليم اللوزي ورياض طه وبشير الجميل والشيخ احمد عساف وراغب حرب وصبحي صالح ومحمد شقير والمفتي حسن خالد و ناظم القادري ورنيه معوض وداني شمعون وعباس الموسوي وإيلي حبيقة ورمزي عيراني ورفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد وعماد مغنية وصالح العويضي ووسام الحسن وحسام اللقيس ، وليس انتهاءً بمحمد شطح .

إذن تناوب نظام الأسد وايضاً نظام الإيراني وحلفائه والإسرائيلي على دور الرئيسي لشخص ( الطائر بن ) في لعبة العقيدة الإغتيالية ، واستطاعوا تحويل البلاي ستيشن من عالم خيالي إلى واقعي بإمتياز ليكتشف المرء ، بأنهم ليسوا سوى سُلالة لفكر حسن الصباح وعلى هذا الفكر إجتمعوا . والسلام
كاتب عربي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف