الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وباء العقل أم الجسد بقلم:محمود الجاف

تاريخ النشر : 2020-02-27
وباء العقل أم الجسد بقلم:محمود الجاف
بسم الله الرحمن الرحيم
وباء العقل ام الجسد
محمود الجاف
قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) الاعراف

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ : لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ...

بات انتشار الأوبئة والكوارث أمراً لا مفر منه وظهرت أمراض حذَّر منها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال أن لها مواسم تنتشر فيها وعلمنا طرق الوقاية . قال صلى الله عليه وسلم ( غطوا الإناء وأوكئوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء ) وتبين أن الأمراض المعدية تسري في مواسم مُعينة في نظام دقيق لا يُعرفُ تعليلهُ حتى الآن . فالحصبة وشلل الأطفال تكثر في سبتمبر وأكتوبر والتيفوئيد في الصيف والكوليرا كل سبع سنوات والجدري كل ثلاثة . وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الذر . اي الغبار . فإن فيه النسمة ) واتضحَ أن بعض الأمراض المُعدية تنتقل عن طريق الجو المُحمَّل بالغُبار المُشار إليه في الحديث بالذر .

والمنطق يفرض أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهُروب من الأمراض المُعدية ولكنهُ أمر بالبقاء في المكان الذي يظهر فيه . وتخصيص يد للأكل والاخرى لمباشرة الأذى والخلاء . عن عائشة رضي الله عنها قالت ( كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى للطهور وطعامه واليسرى لخلائه وما كان من أذى ) وقد أكد العلماء أن نفخ الرذاذ وزفرهُ يُؤدي إلى انتقال الكثير من الأمـراض المُعدية . عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ) وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو ثوبه وغض بها صوته . وقد تنتقل عن طريق الحيوانات لذلك حرم الله لحوم الميتة والدم ولحم الخنزير والسباع والطيور الجارحة او التي تتغذى على القاذورات لانها تُشكل بُؤرا لتجمعات هائلة وخطيرة من الكائنات الدقيقة الفتاكة . علما ان فيروس كورونا الذي يُهدد العالم الان ينتقل بين الحيوانات والبشر . وتتخذ الأعراض النمطية للإصابة شكل الحمى والسعال وضيق التنفس . واحيانا الالتهاب الرئوي وأعراض معوية تشمل الإسهال . ويبدو أنه يُصيب المُسنين والأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف والمصابين بأمراض مُزمنة مثل السرطان وأمراض الرئة وداء السكري . وأن منشأه في الخفافيش ...

نحن نقرأ القرآن والسنّة فإذا المُؤمنون هُم المُنتصرون وهُم الذين لهُم العاقبة ونتلفت حولنا فلا نرى أثراً من هذا ولانصراً او تفوقاً او نجاح . فما بالهُم يُغلَبون وهُم مليار ومـائتي مليون ؟ اذن ما الذي يجري ؟ ... عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيأتي على الناس سنوات خدّاعات يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق ويُؤتمَن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة) قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة . ؟ والرويبضة : هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها والغالب أنه قيل للتافه من الناس لُربُوضِه في بيته وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة . ومما يزيد المُشكلة عُمقاً ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الجماهير فيُساهم في تضليل الرأي العام وتوجيه الناس إلى مستوى طرحه كتافه متقاعس أو على ضعفهم فوُسِّد أمرهم لرويبضة . وتخيلوا ان مقتدى الصدر الان يتحكم في مصير شعب العراق . هذا البلد المليء بالعلماء والقادة الابطال والفقهاء .

هل نحن الان في زمن الرويبضة ..؟

يَبدو أن الدُنيا أحيانا تأخذ شَكلَ الغِربال . من اجل تنقية البَشَر الذينَ يَصطَفيهِم الله لكَبائرِ الأمور فَقدوتنا صلى الله عليه وسلم أقامَ في مكَة ثَلاث عَشرة عاما وَبِالمَدينة عَشرَ سِنين يَخوضُ غمارَ الحَياة مَعَ الرَعيلِ الأول مِنَ الصِحابَة كَابي بَكر وَعُمَر وَعُثمان وَعَلي وَخَديجَة وَرفيدة وأسماء وَغَيرهُم . تَعَرضوا لِلحِصار وَالتَعذيب وَالقَتل وَهُجِروا وَهاجَروا وَصودِرَت أموالهُم وَمَساكنهُم لانَ الله أرادَ يُخرجَ الصَفوَة مِن ذلكَ الجيل الذينَ حَمَلوا عَلى أكتافِهِم عمادَ الدَولَة التي قادَت الدُنيا إلى التَوحيد وَالعَدل وَالإنسانيَة وَالنَجاح . فَلا تَحزَنوا لأنَنا نَتعَرض لنَفس الظُروف . قالَ تَعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2 ) العنكبوت

هبَّت علينا رياحُ الهُموم وحاصرَتنا الأحزان . ولكن إذا أغلق الشتاء أبواب قلبك وحاصرتك تلال الجليد فانتظر قُدوم الربيع وسترى أسراب الطُيور قد عادت تُغني . والشَمس تلقي بخُيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر . لتصنع لك حُلُماً جديد . وتعيدُ لأيامك البهجة والسُرور وتذكروا دوما إن القائد الناجح : هو الذي يُحول الفشل إلى نجاح والدموع إلى ابتسامة والضعف إلى قوة …

فلا تَحزَنوا لِتَجمُع أحزاب هذا الزَمان عَلينا واغتنموها فُرصَة لِدفق الأمَل في قُلوبٍ أحبَطَها اليأس وَابشِروا وأمِّلوا ما يَسُرُكُم . في الغار ورَسولُ الله صَلَ الله عَليهِ وَسَلَم يَنظُر إلى أقدامِ المُشرِكين قالَ ( لا تَحزَن إنَ اللهَ مَعَنا ) وَكانَ مُطارَداً وَيُبشِرُ سُراقَة بِأنَهُ يَلبَس سِوارَي كِسرى . وَفي الخَندَق كان يضرب الصخرة ويقول : الله أكبر أعطيتُ مَفاتيحَ الشام والله إني لأبصِرُ قُصورَها الحَمراء الساعَة . ثُمَ ضَربَها الثانية وَقال : الله أكبر أُعطيتُ مَفاتيح فارس والله إني لأبصِر قَصر المَدائِن الأبيض . ثُم الثالثة وَقالَ : الله أكبر أعطيتُ مَفاتيحَ اليَمَن وَالله إني لأبصِرُ أبوابَ صَنعاء مِن مَكاني هذهِ الساعَة فَتَكسَرَت ... وهكَذا الإعتِصام بِالله فَقَد كانَ إذا أصابَهُ غَم لَجأ إلى الصَلاة يَشكو إلى رَبَهُ وَيُناجيهِ فَهُوَ يَهوي إلى رُكن شَديد .

فَيا مَن وَقَعتَ في شِدَة إرفَع يَدَيكَ إلى السَماء وَادعو وَالله يَعصِمُكَ مِنَ الناس .

أليسَ اللهُ بِكاف عَبدَه ؟

تُشركونَ به وتَعتبرونَ عُقولكُم القاصرَة هي الافضَل والاعلَم للقيادَة والحُكُم في الدُنيا ( كورونا ) فايروس لايُرى بالعَين المُجردة . أرَّقكُم وجَعل ليلكُم ونهاركُم سَواء . ولاتعرفونَ ما تفعلون وهذا اصغَر مَخلوقاته ...

كم نحنُ ضُعفاء ؟

اللهمَ أحيينا ما عَلِمتَ الحَياة خيرًا لنا وتَوفنا ما عَلمتَ الوَفاةَ خيرًا لنا وإذا أردتَ فتنَة قَوم فاقبِضنا إليكَ غَير مَفتونين ولا مُبَدلين وَلا مُغيرين ياربَ العالمين .

قال تعالى ( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) يوسف
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف