الأخبار
الأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويا
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العمل العسكري أداة للمناكفة بقلم:د. رياض عبدالكريم عواد

تاريخ النشر : 2020-02-27
العمل العسكري أداة للمناكفة بقلم:د. رياض عبدالكريم عواد
العمل العسكري اداة للمناكفة
د. رياض عبدالكريم عواد

ما أن يسقط شهيد الا ونشطاء التواصل الاجتماعي يسنون كلماتهم ويعلنون النفير العام

هذا يريد الثأر للشهيد

وآخر ينتقد التأخير في الرد

وثالث ينتقد عدم مشاركة هذا التنظيم أو ذاك في الرد

وأبناء التنظيم يصرخون يا وحدنا

وحتى الذين لا يؤيدون العمل العسكري يصبحون فجأة وبقدرة قادر من أنصار المقاومة، طبعا مداقرة!!

صور انقسام الشعب واستخدام كل القضايا والمقدسات في المناكفة كثيرة وتترسخ وتتعمق أكثر كل يوم

لا يسلم منها لا الأحياء ولا الاموات، ولا السياسة ولا التاريخ، ولا حتى الجنة ولا النار.......
مشهد استخدام العمل العسكري في المناكفة يظهر عند سقوط كل شهيد وقد ظهر جليا عندما سقوط الشهيد محمد الناعم، المسيح الفلسطيني الجديد

فدعاة الضرب بالكورنيت برزوا إلى الساحة

ودعاة القنص أدلوا بدلوهم

والمتفقهون في العمل العسكري انتقدوا الفصيل الذي أرسل الشهيد دون توفير الحماية الخلفية له، والمدافعون عن الفصيل برروا ذلك بأن هذا عمل فردي، لا علاقة للفصيل به والواقع قال أن الفصيل أسرع وتبنى الشهيد ونشر صوره باللباس العسكري وآخرون انتقدوا عدم تدخل قوات القبة الحديدية، كما يسميهم البعض، أو حماة الثغور كما يسميهم اخرون، انتقدوا عدم ردهم بل اتهموهم بالتمتع بمراقبة المشهد عن بعد باستخدام المناظير

وهناك من انتقد الغرفة المشتركة وغياب دورها المنشود بوحدة العمل والرد كما تدعي، مفتاح الغرفة ضاع؟!

وهناك من اتهم حمHس بأنها تركت الجhهاد وحيدا يقاتل في الساحة

وهناك من رد أن هذا تكتيك بين الفصيلين من تحت الطاولة، ولا بأس من تدخل الصحافة الاسرائيلية لتنفخ في هذا الفصيل تارة وتفضحه تارة اخرى؟! ونحن نصفق مرة ونغضب مرة؟!

وهناك من اتهم الجhهاد بانه سبب تخريب التفاهمات وهو من يغامر ويعرض الشعب لمواجهات لا قبل لنا بها بل قد تتطور وتؤدي إلى حرب تتعارض مع ما تقتضيه السياسة

وهناك ايضا من اتهمه بانه يهدف إلى تخريب انخراط البعض في الحلول السياسية لان هذا يتناقض مع الأجندة الإيرانية

لم يسلم شيء من الانتقاد، معركة حامية الوطيس تدار على شاشات الاجهزة المحوسبة ووسائل التواصل الاجتماعي من داخل غرف النوم ومن الصالونات، مع توفر المشاريب الساخنة و الباردة والبزر والقضامة، كل يفتي، وكل يدلي بدلوه، اللي بيعرف واللي بيعرفش؟

لكننا جميعا نسينا الشهيد وغاب عن أعيننا منظر الجرافة، آلة القتل الفاشية الجديدة

هل تصرف سائق الجرافة بمفرده وبناء على أوامر قائده العسكري فقط أم أن هناك توجيهات سياسية مسبقة للجيش بأن يتمادى في الاعتداء على الفلسطينيين بطريقة تذلهم في لحظة انشغالهم في استقبال العمادي وحقائبه، وفرحهم بسمك العصافير الذي يملأ الأسواق بأسعار رخيصة، ودخول الأسمنت بعيدا عن نظام السيستم، والغبطة بدخول الكاوتشوك لأول مرة، بعد أن كان وسيلة قتالية في مسيرات السلك والبتر والقتل؟!

لم نعطي أنفسنا وقتا لنفكر بهدف العدو، أو على الأصح لم نفكر بانه يجب علينا أن نفكر قبل الرد واتخاذ الموقف

يالله يا رجال، عليهم، طوشة وقايمة ......

بدأت القذائف والمواسير التي تسمى صواريخ تتقاذف وتنطلق من هنا وهناك

فرصة لإذاعات الهمبكة والأخبار العاجلة لان تعمل وتطلق التصريحات والاناشيد الثورية

والفرصة سنحت بعد طول اشتياق للصحفيين الذين يتابعون الصحافة الاسرائيلية، هؤلاء لا يعملون الا في الحروب وفي زمن الموت، لذلك هؤلاء أكثر من يؤيدون الحروب ويعادون الهدوء، نص الشعب بتابع صفحاتهم ويعلق ويفتي دون مرعاة لأي شعور أو قيم

ثم ينطلق المحللون الاستراتيجيون، فرصة ولاحت للتحليل السياسي في بلد المليون محلل سياسي، ليس غريبا أن تسمع التحليل وعكسه من نفس المحلل السياسي ولكن وفقا لاختلاف القناة والعملة التي تدفع بها الدولة الراعية للقناة؟!

فجأة يتحول سماء غزة إلى ساحة تحرثها الطائرات ذهابا وايابا، الطائرات بكل انواع الطائرات تحوم في أجواء غزة، هدير جعير عواء زن، كل أنواع الأصوات، الضوضاء تسد أفق الحياة

الأعصاب مشدودة والخوف هو سيد الموقف عند الكثيرين

لا أحد يهتم بهؤلاء الغلابة، يرصدون الخوف والهلع بين المستوطنين في غلاف غزة، وينسون بل ينكرون خوف أهل غزة، وكان اعصابهم قدت من حديد؟! يا الله من للغلابة في غزة؟!

هنا تعود المناكفة من جديد، ذبحتونا، دمرتونا، قتلتوا ابناءنا، هدمتم بيوتنا، التي هي كل ما خرجنا به من الدنيا بعد سنوات طويلة من الشقاء والتحويش، الله وكيلك حرمنا نفسنا من كل بهجة وحوشناهم قرش على قرش، وتأتي الطائرة وفي لحظة واحدة تحول كل تحويشة العمر إلى رماد

كثيرون مما كانوا يطالبون بالرد والقصف والقنص يصرخون الآن ضد الطائرات وضد من ورطنا في هذه المعركة، أوقفوا الحرب، أوقفوا العدوان، وين السلطة، وين المخابرات المصرية، وينك ياعمادي؟!

الشيء الغريب، في بلد المليون غريب، أن يتعامل كثير من الشباب مع المعركة كأنهم يلعبون الببجي، انهم يتسلون في زمن الحرب، تنتعش حياتهم الميتة، هناك شيء جديد يستحق المتابعة والتنكيت، انهم يقتلون الموت المقيم بالموت الجديد، فلا خيار عندهم الا الموت، اذن الموت في الحرب أفضل من الموت منتحرا، وافضل من الموت مفلسا، وافضل من الموت مهاجرا في البحار، وافضل من الموت......

على الاقل هنا يسمون الميت شهيد، تصبح شهيدا، يتجلل والديك بالغار، وزغردي يا أم الشهيد، ويتغير اسم أبيك إلى اسم جديد ابو الشهيد، يتقدم في المناسبات العامة بهذا الاسم، وإن كان فصيحا يصبح خطيبا في المناسبات الثورية.

تتنافس الفصائل علي تبنيك وتوعد ذويك بالكثير، تقام لك مراسم الشهادة وتنصب المعرشات وتنطلق الميكروفونات والاناشيد والخطب الثورية والمواعظ الدينية، والقهوة والتمور والرز واللحمة ثلاثة ايام بلياليها، نوع اللحمة والرز والتمور تتناسب مع قيمة الشهيد وموقعه الحزبي وحجم العائلة والقبيلة، ويمكن يطلع كمان قرشين للعائلة، وان كنت محظوظ تقبض الاسرة مرتب شهيد.... وعود كثيرة وكذب أكثر والحسرة تبقى مقيمة في البيت مع الأيتام والأرامل والثكلى؟!

الموت في مواجهة العدو أسهل وأنفع في الدنيا والآخرة، انه الشهيد الذي يشفع لسبعين من عائلته وتسقط سيئاته قبل ان يجف دمه، أما الحور العين وجمالهن وعددهن وطريقة استقبالهن للشهيد، من عند السلك لعند ما يصل للجنة وهن ملتفات حواليه يعبطن ويبوسن فيه، فحدث ولا حرج، نعيم مقيم....

هكذا تغلغ حب الشهادة الى قلوب ابنائنا، هكذا حشونا كل هذه القيم في عقولهم، لذلك لا تستغرب ان تصبح هذه هي امنية ودافع الكثيرين مما يموتون على السلك في كل الأوقات والظروف، الهروب من واقعهم البائس ومن حياتهم التي هي بدون حياة إلى حياة ونعيم الأخرة؟!

هذا المشهد من المناكفة دفع احد رسامي الكاركتير أن يشخص بطريقة دقيقة وضع الناس الذين لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط، بدكم حرب ولا سلام، بدكم مقاومة ولا تفاهمات، محدش عارف.... لم يختلف أحد مع رسام الكاركتير في تشخيصه لهذا المشهد ولكننا اختلفنا معه في توصيته بتحويل هذا الشعب إلى حشوات إلى مواسير الصواريخ ليتخلص من كل معارض أو مناكف؟! من اين لك الحق في ذلك؟!

مات الناعم ولم نرد بعد على موته
مات الناعم ولم نفكر كيف نرد على موته
مات الناعم ولم نعطي أنفسنا وقتا لنفكر ماذا يريد الاحتلال من هذه الطريقة الفاشية المذلة التي تعامل فيها مع جثمان الشهيد،

لماذا بالغ الإسرائيلي في اذلالنا وعلى الهواء مباشر،

كيف علمت قناة الحدث بالحدث وكانت كميراتها ومراسيليها في الميدان، سبق صحفي خطير، وجه البعض اللوم للمراسل على سرعة النشر؟!

لو فكرنا قليلا لكانت معركة الناعم معركة هامة داخل اسرائيل وخارجها البلدوزر الإسرائيلي أداة القتل التاريخية ضد الشعب والارض الفلسطينية تعود من جديد الكتربلر الإسرائيلية المصنوعة امريكيا تكشر عن انيابها وتعلن باسم نتنياهو صلب المسيح الفلسطيني مرة ثانية بعد الفي عام على الصلب الأول

لماذا لا نفكر، لماذا نفكر، ما فائدة التفكير، هل هناك داع للتفكير؟!
لماذا لا نستخدم عقولنا لمرة واحدة، هل لنا عقول؟!
لماذا حولنا العمل العسكري إلى أداة للمناكفة؟
لماذا تحولت حياتنا إلى مجموعة من المناكفات البائسة؟
بصراحة نحن اصغر من قضيتنا!
نحن، جميعا، اصغر من أن نسترد حقا أو أن نصنع نصرا
نحن مناكفون من الطراز الأول
فلتحيا المناكفة ولتستمر؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف