الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إن لم تكن إنساناً، فمن حقك أن تكون حيواناً بقلم:د. نزيه بريك

تاريخ النشر : 2020-02-27
إن لم تكن إنساناً، فمن حقك أن تكون حيواناً

د. نزيه بريك الجولان المحتل

الديمقراطية التي تتفاخر بها في الفضاء الدولي، تنص بالحرف الواحد على حقك اليهودي بالتعبير عن رأيك وعن رغبتكَ دون حدود، لأن دولتك الديمقراطية لا تعترف بشيء اسمه حدود، لا جغرافيا، ولا سياسيا ولا أخلاقيا.

من حقك أن تستعمل الآلات في خدمة حياتك اليومية، فالآلات ليس لديها إحساس، وحين تكون الخدمة المنشودة هي الإمساك بجثة كي لا يهرب صاحبها، فإن الآلة هي الأفضل، حيث أنها تُعفيكَ من وخز الجريمة في جلدك، وربما تحميك من عوارضها الجانبية، كالكوابيس في الليل، مما قد يؤثر سلبا على جهوزيتك القتالية، هذا إن توفرت لديك أدنى مستويات الإنسانية.

من حقك أن تشعر يوما بالانتصار، خاصة إن كنت مهزوما من الداخل، فالاستعمار يعطيك كما أعطى السابقين الحق بالقتل والعبث بحياة الآخر كما وكيفما تشاء.

من حقك وأنت تشعر بالنشوة أن ترفع إشارة النصر، وتلتقط صورة "سيلفي" مع الضحية، وتُرسلها لزوجتك وأولادك، أو لأمك التي اعتنت بتربيتك على فنون القتل والكراهية، وزرعت في رأسك خرافة "وعد الله" ولم تُخبرك في عيد ميلادك أنكَ من مواليد برج "بلفور".

من حقك حسب قانون إعلام شبكات التواصل الاجتماعي أن تُنزل صور بطولاتك على صفحتك في "الفيسبوك" أو في "تويتر" وتحصد آلاف "اللايكات" التي لها مفعول "الفياغرا" في تقوية ورفع شأن الذات في شخصيتك المهزومة من الداخل.

من حقك أن تذهب مع أصدقائك إلى البار لاحتساء الخمرة، بعدما يمنحك قائد الوحدة عطلة لبضعة أيام كمكافئة لبطولتك.

من حقك أن تتأثر بأفلام الكابوي، بلونها الأبيض والأحمر، وبحروب فيتنام، بلونها الأبيض والأصفر،

ومن حقك أن تجذبك الحرب العالمية الثانية بلونها البني والأزرق، وبحرب العراق، بلونها الأبيض والأسمر.

من حقك أن تتبادل الخبرات مع كل الحكام في محيطك القريب والبعيد، وتبيعهم أسلحة وقطع غيار مع كفالة لمدة طويلة، لأنها مُجربَة على الشعب الفلسطيني، وتحمل ختم ال ISO.

من حقك أن تسجن طفلا لا يعرف كيف يحتفل بعيد ميلاده، الذي يصادف يوم استشهاد والده على الحاجز.

من حقك أن تقتل طفلا في طريقه إلى المدرسة، كي لا يكبر ويحمل معه المعرفة والذاكرة الجماعية التي تشكل خطر على الغنيمة.

من حقك أن تقيم مقابرا وتستبدل الأسماء والشواهد بالأرقام، فقدراتك التكنولوجية تمنحك الإمكانية بحفظ إحداثياتها في رأس كمبيوتر مخصص لكل ما هو غير يهودي "غوييم" ومُلقى في زاوية المخزن المزود بوسائل منع رائحة الجريمة.

من حقك ألا تنظر بالمرآة، خوفا من أن ترى الدماء على يديك، ولكن حتى لو نظرت، فلن يتغيّر شيء، لأنها لا تعرفك إلا بهذا الوجه.

من حقك ألا تخضع لجهاز الكذب، لكن حتى لو خضعت، فلن يتغيّر شيء، فأنت ابن الكذبة، وُلِدتَ من رحمها وما زال حبل السرة يلتف حول لسانك.

من حقك أن ترفض الخضوع لفحص DNA، لكن الشمس لا تكذب، حتى لو جلست كل يوم على الشاطئ لتُغير لونك، أو زرت كل أسبوع ستوديوهات "التسمير"، لأن نتائج الفحص ستُعريك حتى من ورقة التوت.

من حقك أن تلجأ إلى علم النفس، وتقوم بتُغيير أسماء المدن، والجبال والسهول والأنهر وكل الأماكن، لأنك قلِقٌ، فقد يسبب لفظ الأسماء العربية اضطرابات في حالتك النفسية، وقد تطارد لعنة الأسماء أحفادك في قبورهم.

لكَ الحق أن تمنع الآذان من منابر المساجد، كي لا تنهار أسوار الدولة اليهودية، ويُبوّل الصدى على قانون القومية.

من حقك أن تمنع قطف الزعتر، والعكوب والشومر، كونها ليست من مكونات ثقافتك الغذائية التي جاءت من كل قطر طبخة، لكن على ما يبدو أنك لم تتمكن من مقاومة رائحة الفلافل ومذاق الحمص المضرج بزيت الزيتون، فكتبتها بحروف لغتك، كي لا يسري عليها قانون "معاداة السامية".

من حقك أن تبني الجدران على طول حدودك -المؤقتة حتى إشعار آخر-، لتكون "حاجزا بين البربرية والحضارة"، ولتحجب عين السائح الأبيض وجوه الهنود الحمر.

من حقك أن تبحث عن وجه يُشبهك في علم الأثار، لتغطي وجهك الحقيقي الذي لا يشبه الشرق.

من حقك أن تطفئ عين طفل برصاصة، كي لا يرى طريق المدرسة، ولا يرى بالأبعاد الثلاثة جريمتك التي دخلت قاموس "جينس" للحقارة.

من حقك أن تُحَصّن البنية التحتية، وتتبنى فلسفة "غوبلتز" في الإعلام، فهو سلاح ناعم لا يجرح الضمير.

من حقك أن تستعمل الرصاص المعدني المُغلف بالمطاط، كي لا تكتشف الأقمار الصناعية أنه رصاص حي، وأنت البارع في صناعة التغليف والتزوير. 

من حقك أن ترى دم الفلسطيني حليبا ولحمه أقراصَ عسل، كي لا يخيب ظن التوراة بالله.

من حقك أن ترفس قرارات الأمم المتحدة بحوافرك لأنها لم تعطيك الغنيمة من البحر إلى النهر.

إن لم تستحي، فافعل ما تشاء، وأطلق العنان لساديتك كيفما تشاء، فأنت من أبناء "شعب الله المختار"

أنت المؤمن القادم من وراء البحار بمهمة ربانية، وكل ما أنت فيه هو من إرادة الله الذي يُمهل ولا يُهمل.  

هنا كل شيء من حقك، لأنك صاحب القوة، وفي غياب العدالة القسري تصبح القوة مصدرا "للحق" وإن كان مفعوله كالخمرة، سيدوم فقط لفترة ثم يزول.

لكن وفقط من باب التاريخ القديم والحديث، ومن باب الجغرافية الثابتة، تَذكر أن الآخر، الذي لا تراه أنتَ إلا من فوهة البندقية، من خرطوم الدبابة، ومن شاشة حاسوب الطائرة، لن يموت، ولن يموت.

من حقك كل شيء، فهذا زمن الجريمة ومرتع النذالة. فقط شيء واحد ليس من حقك:

أن تكون من بني البشر.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف