الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد بقلم:نبيل عودة

تاريخ النشر : 2020-02-26
حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد بقلم:نبيل عودة
حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد
نبيل عودة

مرة أخرى اعود لموضوع النقد لأهميته الكبيرة ان يكون تيارا دافعا للتطور وليس للتقوقع.

ان ما يحدث في نقدنا المحلي، بما فيه من يدعون الاكاديمية في نقدهم، هو خلق نظام نقدي منغلق على ذاته، ومنغلق على القارئ المفترض ان يتواصل مع الابداع ومع النقد. ما يحدث ان الناقد يكتب رسالة شخصية لصاحب العمل موضوع النقد، وارضاؤه هي المهمة النقدية للناقد، وهي القيمة الكبرى للكتابة النقدية السائدة اليوم في ثقافتنا وباتت تشكل حالة ثقافية مزعجة وسلبية.

ان العملية النقدية تشترط ما هو أعظم وأكثر امتدادا من مجرد تكرار اصطلاحات، او استيرادها واقتباسها من ثقافات غربية، وأحيانا استهجن ان ما نقتبسه لا علاقة له بواقع ثقافتنا، بل مستورد من ثقافات قطعت مراحل عديدة في التقدم والتطور. ثقافات نشأت في إطار الحداثة التي لم نعرفها، وواقعنا الاجتماعي – الاقتصادي أصلا متخلف عن مفاهيم الحداثة الأوروبية مثلا، التي تتقدم الى مضامين ما بعد الحداثة، ونحن حتى اليوم لم نستوعب مفاهيم الحداثة بشموليتها الثقافية والاقتصادية والفكرية والفلسفية.

 ان الادعاء الذي يكرره البعض: "بأني اكتب واتعامل مع النصوص حسب معايير نقدية.. الخ " هو تهرب مثير للسخرية. وقد لاحظت ان أحد الأسماء الأكاديمية في النقد يعيد التعامل مع اعمال سبق وان عالجها قبل سنوات بعيدة جدا، وكأنه لا يوجد نصوص إبداعية جديدة، ارقى واجمل فكرة، صياغة وابداعا، ويعيد تدويرها في رؤية نقدية مستوردة لا أرى ان لها انعكاس في اعمالنا وخاصة تلك الأعمال القديمة التي لا تعبر عن تطور ابداعنا الأدبي والتطور الذي حدث في ابداعنا. فهل أصاب ابداعنا حالة من القحل بحيث يعيد الناقد تناول اعمال سبق وان كتب عنها وها هو يكرر الكتابة لكن بمضمون جديد لا علاقة لها بأدبنا، وخاصة بالكتابات التي أعاد تدويرها، رغم انها لا ترقى فنيا للمستوى المتوسط من الابداع؟  

الموضوع أكثر اتساعا من الخلاف الشخصي على رأي، لذلك أتجاهل النقاش المباشر. لكني أرى ان الفهم الضيق لما استورده الناقد من مضامين نقدية، وحاول تطبيقه على اعمال قديمة تفتقر معظمها لأي مضمون ابداعي يستحق الإشارة اليه هو نوع من الدجل ربما وراءه فوائد خاصة لا تهمني، لكن لا يمكن ان يحولها الى مبني نقدي مستغلا مكانته واسمه.

 الم يلاحظ سعادته ان الأعمال الإبداعية (لنقل القصة القصيرة) قد تجاوزت ما اعتمده الناقد ضمن رؤيته الجديدة المستحدثة لنفس الأعمال الركيكة التي عالجها سابقا رغم انها في وقته أيضا لم تكن من الكتابات التي تستحق جهد النقد؟

غير مفهوم اطلاقا إعادة استعمال نفس المواد القديمة وكأن ابداعنا القصصى فرغ من الاعمال الجديدة؟ هل لديه مشكلة في الاطلاع على ما هو جيد من النصوص القصصية الجديدة؟ ام اختار أسهل الطرق لإنجاز كتابه لأسباب لا أحب الخوض فيها؟

قد اعود لنفس الموضوع مستقبلا لأني أرى ان الصمت هو خيانة المثقف لثقافته.

من المهم ان يترسخ وعي اساسي بان الثقافة ليست للنخبة الاجتماعية او السياسية، وليست لنخبة يختارها حزب ما او دولة، او ناقد منتفع. مررنا على هذه التجربة، وما تركته لنا اليوم هو فقر فكري وثقافي لدى اوساط واسعة، بل والكثير من الدجل الثقافي خاصة في الجنار الشعري، وكتابات نقدية بدون فكر نقدي!!

كان النقد وقفا على نخبة، لا أنفي أهليتها له، ولكن ما التزموا به من انغلاق نقدي ثقافي على أسماء محددة، ترك ترسبات سلبية، وهي تجربة ذاتية عبرتها، دفعتني في لحظة غضب وتمرد الى الاهتمام (او التورّط) بالنقد، وكتابة المراجعات النقدية والثقافية، ومحاولة استجلاء العالم الفكري الواسع للثقافة، ليس بمضمونها الروحي فقط، كإبداع نثري او شعري، انما بمضمونها الفكري والفلسفي العام، ولولا رؤيتي الفلسفية واهتمامي الواسع بتراثنا النقدي، لما نجحت ان اواصل هذه المهمة التي لا احبها ولكني امارسها بصفتها شكل من اشكال الوعي الاجتماعي والفكري، ومحورا للنهضة الفكرية والثقافية العامة لمجتمعنا خاصة.

تساؤلات أخيرة لا بد منها:

لماذا يتلاشى دور المثقف العربي في حين يتعزّز دور المثقف في الغرب؟

هل من ضرورة لنثبت أن مساحة الحرية والتعددية الثقافية والفكرية وحرية النشر هي القاعدة التي جعلت ثقافة المهجر منارة ثقافية راسخة نحلم أن تنعكس بكل ثرائها في واقعنا الثقافي؟

ان وضع الحريات للمثقف العربي بتراجع منذ عهد الطهطاوي في منتصف القرن التاسع عشر... وما أحدثته الثورات العربية القومية، لا أجد له انعكاساً اليوم على الساحة الثقافية، بل يمكن القول بلا تردد انه حدث انتكاس ثقافي.

امنيتي ان ارى حركة ثقافية نشطة وغير متهادنة مع التهريج والفقر الثقافي، ولا تجفلوا من الألقاب الأكاديمية. لأن الفكر الفلسفي النقدي يتجاوز أصحاب تلك الألقاب. يجب ان يكون ضمن اهدافنا إعادة قيمة الابداع لحياتنا من دفع مجتمعنا نحو افاق انسانية جديدة، نحو تفكير عقلاني فكري سياسي واجتماعي، نحو التخلص من بؤر الانطواء والانعزال القومي والطائفي والثقافي.

وهذا يقتضي عدم المبالغات النقدية لأعمال الشباب، حتى لا يصابوا بغرور انهم وصلوا القمة من اول جولاتهم. الابداع لا ينتهي ولا يكتمل من اول نصوص، بل هي عملية تواصل وتعميق التجربة والوعي الشامل بكل مجالات الفكر الإنساني والثقافة. للأسف يبدو معظم النقد بانه رسالة شخصية من الناقد لصاحب العمل. وأكاد أقول ان معظم ما ينشر اليوم من نقد لا أرى به الا تناول سطحي للمضامين ولمستوى الابداع، والكثير من الابداعات يكفي ان ينشر عنها خبرا موسعا.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف