الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حبيبتي السلحفاة محمود عيسى موسى القسم الثالث

تاريخ النشر : 2020-02-26
بقلم رائد الحواري
المكان
الفلسطيني يتعامل مع المكان بطريقة خاصة، وهذا يعود إلى عدة اسباب، منها: ان الصراع مع الاحتلال صراع على الأرض، فهو يسعى إلى السيطرة عليها وتغريبها/تهويدها، بحيث يمحو معالمها وحتى تغيير/تغريب اسمها، من هنا نجد الفلسطيني يتعامل مع المكان كجزء حيوي وأساسي من كيانه ومن وجوده، فهو والمكان كالجسد والروح، يكمل أحدهما الأخر: "...تمغنطني، تبحر، تأخذني حول العالم، ترتحل عبر المحيط الأطلسي وتعود بي مرة أخرى إلى موقعي الجيني الجغرافي بالتحديد، تعود بي إلى (إجزم) معتمدة في دروبها عبر المياه على المجال المغناطيسي للأرض، وعلى نظامها الملاحي الفينيقي الكنعاني المساوي للنظام العالمي في تحديد المواقع والوطن (جي، بي إس)" ص24، وهناك سبب آخر يكمن في حرمان الفلسطيني من الوطن، فهناك جوع وحرمان من المكان، من هنا يتم التعبير عنه أدبيا، فحضور المكان جزء من كيانية الفلسطيني، وهذا ما عبر عنه السارد حينما ربط اسم الأب "الجزماوي" نسبة إلى "إجزم" البلدة التي هُجر منها قصرا وغصبا.
من هنا نجد حضور المكان في أكثر من موضع في الرواية، وهو حضور إيجابي، وهو إيجابي بالمطلق، بمعنى أن السارد لم يذكر أي مكان بسوء، وتقدم أكثر عندما جمع ووحد وساوي بين جمالية الأماكن، فتعامل معها وكأنها مكان وحد، متجاوزا التجزئة السياسية للجغرافيا: "...للمخيم المتاخم لسهل الاقحوان الممتد شمالا بين القرى المتناثرة فوق بساط شقائق النعمان (الدخنون) بالأحمر القاني وأسود الخجل حتى مشارف مرتفعات (أم قيس) المطلة على أهم ملتقى في التاريخ والجغرافيا، تلتقي فيه روح فلسطين وسورية والأردن في الحوض الملتهب باسماك الحب والماء الأبدي" ص106، وهذا التجاهل يؤكد على وحدتها ومكانتها الطبيعية، ويدعو ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى ازالة التشوه/التجزئة التي أوجدها عدونا.
إذا ما توقفنا عند المقطع السابق، نجد السارد يذكر حتى المخيم ـ رمز التشرد والضياع ، بصور جميلة، وهذا يؤكد على أن للمكان أثر إيجابي مطلق، وهذا لا نجده إلا عند الفلسطيني العاشق للمكان.
"انشقت الأرض وولدتني أمي، بعد الهجرة القسرية ونكبة النكبات، على ظهر بيدر منسي بين البيادر من ارض (الكفارات) كل كفر تهب رائحة دخان (طوابينه) وتختلط بدخان الكفر المجاور.
رائحة تسلم في أرض مثلث جنة الدنيا عند زاوية من زوايا بلاد الشام" ص15، العقل الباطن للفلسطيني، يجعله يتعلق ويذكر كل الأماكن بصور ناعمة، وكأن هناك حالة استشعار داخلي تنبهه إلى أهمية ومكانة المكان، فيتحدث عنه بحميمة وحب، وكأنه بهذا الذكر/التناول ينشط ذاكرته ليحيي المكان الأول، فلسطين، من هنا جاء تعبير "جنة الدنيا" فلسانه تعود على التناول الرطب والجميل للمكان.
"حلمت فيما حلمت.. ومشيت بطيئة مشي السلاحف نحو الغرب.
مرت بالمدن العشر (الديكايولس) وقرى الكفارات المترامية، وجبل حرمون وطبريا، نزلت إلى حفرة الغور والمخاضة والشريعة المقدسة بريق الصليب. سبحت في نهر الأردن... مرت بي بين كروم العنب والتين وحواكير القرى وبساتين الجليل، فوق بساط المرج سيد السهول. مرت بي على قريتنا (إجزم)" ص17، السارد يتقدم اكثر من المكان، فيوسع بقعته الجغرافية، كما أنه يعطي الحياة للمكان من خلال "كروم العنب والتين" وكأنه بهذا الذكر يريد أن يؤكد على علاقة الإنسان بالمكان، فالأرض ليست جميلة بطبيعته الربانية فحسب، بل أيضا بما أضافة الإنسان عليها.
هناك فقرة بسيطة تحدث فيها السارد عن جدته: "ولم تكن تعرف أفلام الكرتون، الأطفال عرفوها وستي لن ترها ولم تر في حياتها غير إجزم والمخيم والقدس" ص49، فهنا الحديث يدور عن شخص أخر، الجدة، ومع هذا تم تحديد الجغرافيا التي تعرفها، إجوم، مكان الولادة والنمو والتفاعل الاجتماعي، والمخيم، مكان اللجوء والتشرد، والقدس الحلم الذي تتغذى به لتبقى إجزم حاضرة ولتخلصها من المخيم.
كل الامكان تدفع السارد نحو فلسطين،: "لأول مرة أرى سهل حوران العظيم، أرى درعا البلد ودرعا المحطة، محطة القطار الذي يأتي من حيفا" ص79، أليس هذا الذكر يعد عبادة للمكان؟، يعد مسعى للحول فيه؟، فالمكان عند الفلسطيني يتماثل مع غياب الإله بعل، يحزن لغيابه، لكن أينما ولى وجهه يذكره، ويذكر محاسنه وخيراته، وهذا الامتداد في التعامل مع فكرة البعل/المكان يؤكد على حيوية وقوة الثقافية السورية الممتدة إلى آلاف السنين.
يدفع العقل الباطن السارد المحروم من جغرافيته، إلى إيجاد جغرافية قريبة من الوطن، قريبة عليه، ليبدي ما فيه من حب وشوق وتماهي مع المكان: "دخلنا دمشق استقبلتنا بحلة من البهاء والاتزان. للمرة الأولى أراها، كأنها مني وأنا منها، كأني أرى قطعة مني صورها لي أبي، فسكنت في الحشا بين الضلوع، اسماها فلسطين، لم أرها فأنا ولدت غفي الأردن على بيدر منسى هل يدخل الإنسان الجنة قبل الموت والحساب؟ أنا دخلت الجنة من أوسع أبوابها. لأول مرة في حياتي أرى دمشق، التي كان يسافر إليها جدي من فلسطين، ويسافر والدي إليها من إربد...أحببتها حبا لا قبلة ولا بعدة، لا يعادله ولا يضاهيه في الدنيا حب.. لأول مرة أرى دمشق... لأول مرة أرى (الترومواي)... لأول مرة أرى نهر بردى...لأول مرة أرى الغوطة" ص80 -82، كما جعلت "أم نصري" السارد يتعرف ويكتشف عالم الجمال والحب، دمشق جعلت السارد يتعرف على جمال وبهاء المكان، فهام فيه كما همام بجمال "أم نصري"، حتى أنه استخدم عين التعبير: "حبا لا قبله ولا بعده، لا يعادله" واللافت حالة التماهي والرغبة في الحلول في المكان، "كأنها مني وأنا منها" لهذا نقول أن المكان/الجغرافيا/الأرض/الوطن بالنسبة للفلسطيني مقدسة، لكن هذه القدسية لم تأتي بدافع الخوف والترهيب من العقاب/الجحيم، بل بدافع الحب والرغبة في (خدمة/عطاء) الجمال ما يستحق، فالجغرافيا/المكان الذي يعطينا هذا الفرح وهذا التنامي في المشاعر الإنسانية، ويقدم لنا متعة لا نجدها إلا فيها ومنه، بالتأكيد ستجعلنا نتعامل معه كمقدس، كشيء استثنائي، هذا على الصعيد الروحي، لكن هناك أثر مادي محسوس، يسهم في أضافة المزيد من قوة اللحمة/الحلول بين الإنسان والمكان، "الترومواي، بردى، الغوطة" وكأن السارد لا يتحدث عن جماد، بل كائن حي، يتكون من جسد/مادة وروح، لهذا يذكر اسباب تدفقها مشاعره وتناميها وغزارتها.
بكل تجرد نقول نحن أمام رواية تعطي المكان حضور مقدس، حضور بهي، لا نجده إلا في "حبيبتي السلحفاة"، فالتعاطي مع المكان بهذا الحب، وبهذه اللغة وبهذه المشاعر، شيء فريد ونادر: "في صالون أبي، صالون غرناطة، صالون حلاقة، في شارع الملك طلال، الشاعر الذي يبدأ مع انحناءة الطريق من سوق المنجدين والدباغين والجلود والندافين وباعة اللحف والصوف وخان (حدة) العتيق أقم أوتيل في إربد، ببوابته العريقة، التي تشبه بوابات الحصون، المرصعة بالدبابيس النحاسية، كتلك التي ترصع دروع المحاربين تروسهم أيام حروب السيف والمنجنيق وكرات النار" ص137، فرغم أن الحديث يدور عن "صالون حلاقة" إلا أن المكان جعل السارد يتقدم ويتوسع في وصفه، فأخذنا إلى التاريخ، رابطا الحاضر بالماضي، وكأنه بهذا الربط ـ والذي جاء بصورة غير مباشرة ـ يريد أن يقول أنه ليس هو من يتكلم/يتحدث عن المكان، بل هناك كائن آخر يسكن داخله، يجعله يأخذ هذا المنحى في وصف المكان.
لكن أثر المكان لم يتوقف عند السارد فحسب، بل تعداه إلى (السلاحف) الفلسطينيات، فهن أيضا مسكونات بالمكان: "وصلت إليك قبل وصول الموج بشهقتين، خيط من حرير الزغب، خيط من بياض ثلج حرمون، خيط من الأفق الأخضر فق هضبة أم قيس الساهرة على امان الاسماك الطبرانية في دفء البحيرة، خيط ظل يتسرب بداخلي ويأخذني إليك" ص317، أولا ننوه إلى أننا امام صوت أنثى فالألفاظ التالية تشير إلى انوثة المتحدثة "شهقتين، حرير، الزغب، بياض، دفء، يأخذني"، ثم تقدم المكان كما تقدم حبيبها، وكأنها من خلال وصفها للمكان توصف حبيبها، "الساهرة على امان الاسماك، دفء البحيرة".
الفلسطيني
غالبا ما تحدى الفلسطيني الواقع، واقع التشتت والتشرد: "بعد نكبة 1948 ونكسة 1967 ميلادية، طال الغياب، كالت الفرقة، طال البعاد، تشعب في ارجاء المعمورة، قالوا ثلاثة، أربعة أيام ونرجع إل ى فلسطين" ص119، وواقع الفقر والجهل وضيق الحال: "يا عيسى الجزماوي، لازم يتعلم ابنك القراءة والكتابة" ص139، وواقع أن وطنه محتل: "فقد رفضت البقاء في بغداد، عادت إلى الأردن لتعود إلى البلاد، رفضت البقاء مع زوجها الثاني (الكنون) في مخيم درعا وعادت إلى الأردن الأقرب لفلسطين والعودة" ص120، وواقع أنه مفروض عليه أن يحترم (كرم الضيافة)، وعليه أن يكون (مؤدبا): "قالت، عليك أن تدلي باعترافاتك بالتفاصيل الممل، لا تترك شاردة ولا واردة تعتب عليك، تدينك، فتعتقل وتعذب مرة ثانية. ... اكتب ما لذ وطاب من أول قصة، من أول حركة قمت بها ووقعت في شباكها" ص45، ومن أشكال مواجهة الواقع الاصرار على وحدة العائلة والتمسك بالأقرباء: "انجز والدي مهمته بأمان الله وأخذني لزيارة عمته فاطمة في دوما، وعمته حمامة في البرامكة وابن عمته فاطمة أحمد الإبراهيم عبد الهادي شقيق روحه وطفولته من أيام البلاد" ص82، قد يقول قائل ما اللافت والمميز في هذه الزيارة؟، نجيب: أنها أكدت على وحدت الترابط العائلي، وأنها كانت تتطلب التنقل بين دولتين، الأردن وسوريا، وتحتاج إلى مبالغ مالية، وإذا أخذنا الأحداث المتعلقة "بأم نصري"، سنجدها امرأة مناضلة تتحدى الواقع: "يا عربي يا بن المقرودة بيع امك واشرب بارودة.." ص59، فقد كانت (الزمبرك) وصلة الوصل بين الشباب وحركاتهم، توصل الرسائل والمنشورات السرية وتتكتم على سريتهم وتزودهم بما يلزمهم، تخبئهم لما يكونون كطلوبين وملاحقين ولا تبخل باللقمة الهنية" ص59و60، كل هذه الشواهد دليل وتأكيد على أن الفلسطيني تحدى وواجهة واقعه على كافة الاصعدة، الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والسياسية، وما قول السارد "حققت حلم أبي" إلا تأكيد على هذا التحدي والمواجهة.
شعبية السرد
ما يحسب للرواية أنها قُدمت اللهجة المحكية، فهناك العديد من الكلمات الشعبية التي كدنا أن ننساها، فقد جعل السارد غالبية الشخصيات تتحدث بها، وهذا خدم فكرة قربها من القارئ، فلغتها معروفه بالنسبة له ومتداولة، كما أوجد علاقة (حميمة) معها، وأيضا أكد على فلسطينيتها، على الجغرافيا التي تنتمي إليها، وهنا يكون قد أوثق الروابط بين الفلسطيني والمكان.
من العبارات والكلمات الشعبية: "البلاوي (المصبرة)، تأكلني وتزرطني زرطا" ص53، "أبو نصرب (بنكش البور، الشحاطة ماركة ثلاث نجم" ص55، "تلولحي يا دالية ام الغصون العالية" ص67، "لا تتحرك سكوت، سكوت ( واللي بحكي بموت)" ص73، "(بتطزع ابر)" ص92، "(يا دار ما دخلك شر)" ص94، "(كل ما الكافر ولا تأكل مع طويل الأظافر)" ص98، "البلطلون (بمزط)" ص106، "قلت: خمسة (شلن) أوليه" ص144، "ننشط في عصر الحارة اسبعة، (المحج)، و(الحدر بدر) وطابة (الشرايط)" ص159، "لا بد من (فغمها)" ص256، "ظل مركبها المخلوع (يطوح)" ص267، كل هذا ينشط الذاكرة وتقدمنا ليس من الكلمات الشعبية فحسب، بل من أدوات اللعب في طفولتنا، ومن أدوات استخدمناها لكنها (انقرضت) الآن.
القرآن الكريم
التناص مع القرآن الكريم له فضائل، منها، تقرب المتلقي من القرآن ـ بطريقة غير مباشرة ـ فيتعرف على جمالية اللغة القرآنية، وعلى المعنى/الأفكار السامية التي يحملها، ويعمل على تجميل النص الأدبي واضافة محسنات عليه، كما أنها تخدم (شعبية/عادية) الشخصيات، التي تتحدث بلغتنا نحن القراء، لهذا نندمج معها ونشعر بقربها منا،
وإذا ما أخذنا التناص القرآني وشعبية اللغة المحكية في الرواية نكون أمام رواية تتحدث بلغتنا وتخاطبنا بالطريقة التي ألفناها، واللافت أن العديد من الشخصيات تستخدم التناص القرآني، بمعنى أنها شخصيات اجتماعية تتماثل معنا بطريقة تفكيرها وخطابها: " في عريشة الدالية وقطوفها الدانية وأوراق الخبيزة في الأحواض الترابية" ص20، فاللغة لم تقتصر على "قطوفها دانية" بل أيضا "الخبيزة" وهذا ما يؤكد على (شعبية) المتحدث.
"نشعر بالحبور والغبطة والسرور بحلم اليقظة متكئين، مكوعين على سرر مفروشة" ص50، فالسارد ربط بين حلم اليقظة وصورة الجنة، فهو يشير ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى حالته/حاجته للهدوء والراحة والجمال.
وعندما يتحدث عن "أم نصري" يقول: "نضارة تنبعث من نضار أصل الصنع (توج وجا) كبياض الشمعدان الحلبي (بيضاء من غير سوء)" ص63،. ويتحدث عن واقع المخيم: " يزمجر الكون وبيوت الصفيح صوتها، ينبت الفقع ويرشم الأرض وما دحاها والسهول وما سواها رشما" ص110.
وهناك ذكر آيات كاملة "أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق" ض132، "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين" ص134، رغم أن هذه الآيات جاءت لتخدم الفكرة التي أراد تقديمها، إلا أنها أيضا تدعونا إلى التوقف والتفكر في جمالية ومعنى هذه الآيات.
الرواية من منشورات فضاءات النشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2020.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف