الأخبار
الولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفح
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سأجيبك يا ست نادية على تساؤلاتك وعن "حالة التيه" بقلم:محمد عايش

تاريخ النشر : 2020-02-25
سأجيبك يا ست نادية على تساؤلاتك وعن "حالة التيه" بقلم:محمد عايش
سأجيبك يا ست نادية على تساؤلاتك وعن "حالة التيه"
============================

أرى أهل فلسطين، يتألقون في الأعوام القليلة الماضية، في التعاطي مع مختلف القضايا، سياسية او اقتصادية او اجتماعية او غيرها، وينجحون نجاحا مبهرا، جعلهم يتمكنون من استعادة ثقتهم بأنفسهم، برغم ضراوة الهجمة الصهيونية والغربية عليهم، وبرغم ضيق الحال، وقلة الامكانيات.

وأذكر سريعا أمثلة حية مشهودة، بداية من هبة أهل فلسطين ضد بوابات الأقصى، وصمودهم الأسطوري في وجه كيان يهود، مرورا بوقوفهم ضد الضمان الاجتماعي، الذي طال الصراع فيه ليكون أطول حراك شعبي عرفته فلسطين، مع ما صاحب الحراك ضد الضمان من ابداع في الأساليب، وكذلك مرورا بالوقوف في وجه سيداو، وصفقة القرن، وتلقف فكرة الفجر العظيم، في مختلف أرجاء الضفة الغربية، بل تجاوزت الحدود انطلاقا من فلسطين، لتصل الاردن ولبنان والكويت وعمان.

وعلى هامش كل هذا الخير، تتفجر من جنبات أهل البلد ينابيع خير لا حصر لها، ظهرت عندما فقد طفل في القدس، وآخر في أريحا، فهبت الجماهير بطول البلاد وعرضها، وبالالاف لتبحث عن طفل مفقود، ناهيكم عن حراكات شعبية أخرى أقل شأنا أو أكبر شأنا، ضد اعتقال سياسي هنا، أو تغول اقتصادي هناك، إلا أنها كلها تؤكد على وضوح البصر والبصيرة لدى أهل فلسطين الأخيار، هذه الأرض التي باركها الله سبحانه. 

في هذا الوقت، الذي أنظر الى الأهل وهم على حال الخير هذا، قرأت مقالا للسيدة نادية حرحش، تحت عنوان "التطبيع مع الاحتلال والقطيعة مع الشعب!"، فتفاجأت بحجم التيه الذي يعيشه أصحاب هذا المنحى الفكري، بالاضافة الى حجم الاحباط الذي يتلبسهم، بل ربما هم يلبسونه!!! لا أدري، ولكن ما يهمني، هو ما يبثه هذا الخطاب، من تيئيس في صفوف أهل فلسطين!!! بالرغم من الحالة الإيجابية السائدة بين الناس، وما ينتاب أهل البلد من استعادة لثقتهم بأنفسهم -رغم كثرة المؤامرات التي حيكت ضدهم طيلة العقود المنصرمة- فهل من مصلحة أهل فلسطين، وهم على هذا الحال الإيجابي، أن يخاطَبوا بهذا الطرح التيئيسي!!! خصوصا اذا عرفنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"إذا قال الرجلُ: هلك الناسُ فهو أهلَكُهم" صحيح مسلم.

طرحت السيدة حرحش مجموعة تساؤلات، وسأجيبها عليها في هذا المقال، مع تحفظي المطلق، على مجموعة أوصاف استخدمتها في مقالتها، تصف بها أهل فلسطين ب"فقد البصيرة"!!! وعدم معرفتهم بكيف "يلجمون" غضبهم!!! أو وصف حراكاتهم ب"الضجيج" و"التسلي"!!! كذلك أتحفظ بشدة، على الحاق أهل فلسطين، بأصحاب القرار السياسي فيها، من مثل قولها:" كيف لنا أن نلوم العرب والأجانب في تطبيعهم ونحن نتسابق على التطبيع" أو قولها :" صرنا كمن يسبح مع التيار وضده"!!! في تصوير يظهر أهل فلسطين على نفس النهج الذي يتبعه قيادات السلطة!!! بالرغم من الانسلاخ السياسي، والفكري، والأخلاقي، والقيمي، الحاصل بين الطرفين، نعم هما طرفان، وليسا طرفا واحدا، وهذا أحد أسباب التيه الذي يعيشه أصحاب هذا المنحى الفكري.

تتساءل السيدة حرحش في مقالتها :

• من نحن وما الذي نريده؟

• هل نحن فلسطينيو أوسلو أم فلسطينيو ما قبل أوسلو؟ من المسؤول عن هذه المهزلة المفجعة التي صفّت قضيتنا؟

• هل التنديد بصفقة القرن حكر على طرف بعينه؟!

• هل الهجوم على حزب التحرير ضد صفقة القرن أكثر خطرا من ترك حزب التحرير يقود حملات ضد تحديد عمر الزواج ومحاربة سيداو؟

• ما الأخطر سيداو أم صفقة القرن؟

• أليست سيداو ضمن الـ ٨٣ اتفاقية التي هلل لها الرئيس والسلطة ومنظمة التحرير؟ أليس حزب التحرير بحربه ضد سيداو كان القائد والمسيطر على الشارع بإشراف بمباركة العشائر والقبائل سرا وعلناً؟

ان مجموعة التساؤلات هذه، تضع بين أيدينا تصورا واضحا، عن مدى التيه الذي يعيشه كل من وضع نفسه على مفترقات عديدة، ومتناقضات شديدة، وعاش حياة فكرية تائهة، بلا لون ولا طعم ولا رائحة، خليط غير متجانس من الأفكار العديدة، ليصل في النهاية الى طرح هذه الأسئلة المتناقضة، وهذه المواقف المتضاربة، التي تهدد سلم الانسان الداخلي، وتجعله يعيش اضطرابا حتميا.

فمن ناحية، تقف ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية، ومن ناحية أخرى تقف ثقافة وحضارة الغرب العلمانية، انهما ضدان لا يلتقيان، ومن حاول التوفيق بينهما، سيصل في النهاية الى السؤال الحتمي ، وهو، من أنا؟؟؟ هل أنا مع الغرب وحضارته، وطريقته في العيش، ووجهة نظره في الحياة، أم مع الاسلام ومفاهيمه وحضارته وطريقة عيشه، ووجهة نظره في الحياة؟؟؟

ان التصور لدى أهل فلسطين بات واضحا، فهم مسلمون، وغير مسلمين، عاشوا في كنف حضارة الاسلام ردحا طويلا من الزمان، عاشوا فيه العدل والأمان، وتمتعوا بخيرات بلادهم، وطمأنينة نفوسهم، لمنظومة العيش الاسلامية الموافقة للفطرة، بعيدا عن الشذوذ والانحراف، بعيدا عن الامتهان للانسان، ولذلك تحركت الجيوش مرة في هذه البلاد لانقاذ امرأة، وعوقب ابن أحد الولاة لظلمه قبطي، فهي حضارة العدل والانصاف، لا حضارة الانحلال والاستعباد.

لقد افترق أهل فلسطين، عن الطبقة السياسية، بشكل واضح، وكلما تقدمت الأيام، كلما ازدادت حدة هذا الافتراق، وبالرغم مما لمحت اليه في مقالتك من "رفض للتطبيع" مع الاحتلال المباشر وهو كيان يهود، إلا أن التطبيع مع من صنعوه، وأمدوه بكل أسباب الحياة، واضح في مقالك، عند حديثك عن اتفاقية امتهان المرأة "سيداو"، فكيف يستقيم ذلك؟؟؟!!! 

ثم اننا لسنا فلسطينوا اوسلو ولا ما قبلها، نحن جزء من أمة الاسلام العظيمة، والتي تزخر بالخير، كما نزخر به، وإن الخير الذي أظهره أهل فلسطين، في التفافهم واتحادهم ضد خطرسيداو على ابنائهم وبناتهم، وأجيالهم القادمة، لا ينسب لحزب التحرير، بل للاسلام، الذي قال به الحزب، فوجد الناس في هذا الناطق ضالتهم، فلا تستكثري على أهل فلسطين القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، فلا أحد بوسعه اقناع العمال رفض الضمان، ولا النساء رفض سيداو، ولا أهل فلسطين، رفض صفقة ترمب، لو كان فيها حقا خيرا لهم.

واسمحيلي أن أرد على سؤالك التالي:" هل الهجوم على حزب التحرير ضد صفقة القرن أكثر خطرا من ترك حزب التحرير يقود حملات ضد تحديد عمر الزواج ومحاربة سيداو؟" بسؤال، وسؤالي هو: "اذن كيف تريدين من السلطة أن تتصرف حيال فئة من أهل فلسطين رفضت تحديد سن الزواج ورفضت سيداو بسلمية؟؟؟!!! لماذا تتحدثين عن الحقوق الانسانية في العديد من مقالاتك، ثم تدعين للهجوم على من يخالف حضارة الغرب وثقافته؟؟؟!!!

أم أن السؤال الذي طرحتيه، هو استكمال لما ورد في رسالة دعاة سيداو الى رئيس وزراء السلطة، والتي نصت على التالي :" "مؤكدين على أن أية لجنة أو جهة رسمية تُكلّف بإنفاذ تلك الخطة عليها الالتزام بالعمل على تنفيذ الاتفاقيات والالتزامات المترتبة على دولة فلسطين بموجبها، وليس الحوار بشأنها، فالاتفاقيات واجبة النفاذ وليست موضع مساومة"، فاذا كانت استكاملا، فلن استغرب تحريضك السلطة للهجوم على الحزب، وقد حرضت الرسالة من قبل لإقصاء كل أهل فلسطين.

أخيرا وليس أخرا،

انك يا سيدة حرحش، توكدين على الالتفاف الشعبي العشائري، حول حزب التحرير وطرحه، عندما قلت:" ؟ أليس حزب التحرير بحربه ضد سيداو كان القائد والمسيطر على الشارع بإشراف بمباركة العشائر والقبائل سرا وعلناً؟"

نعم، ان الشعوب تلتف حول من خطابه من جنس عقيدتها، وايمانها، وحزب التحرير يقول بالاسلام الذي تدين به الأمة، كما أن الشعوب تلتف حول الشجاع المبدئي، وكما تشاهدين، فكلمة حزب التحرير الأخيرة، هي ذاتها الأولى، دون تلوين ولا تبديل، وقد عرفه الناس على هذا الحال منذ نشأته، وهذا ما جعله محل ثقة واحترام الجماهير، بينما يرى أهل فلسطين رأي العين، من تحول من المطالبة بفلسطين، من نهرها الى بحرها، الى التنازل والتفريط بجلها، ثم انحدر سحيقا خلف كل ممول، في تنازل لا يليق بتضحيات أهل فلسطين، الذين جادوا بالغالي والنفيس في سبيل الله طيلة عقود لتحرير فلسطين، وحفظ الأعراض والمقدسات، فعلام يكون العجب من موقف أهل فلسطين؟؟؟!!!

وفي الختام،

أؤكد ما ورد في مقالتك، "بينما نلهو في حسبة سياسية"، نعم تلهون في حسبة سياسية، وأهل فلسطين، لا يرضون بهذا اللهو، بل ينظرون الى من يقودهم بحق ومبدئية، للثبات والصبر على أرضهم، الى أن يأذن الله بنصره، عندما تتحرك الأمة بجيوشها نحو فلسطين الحبيبة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف