الأخبار
17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفقة القرن لن تكون بديلا عن التحرر الوطني

تاريخ النشر : 2020-02-25
صفقة القرن لن تكون بديلا عن التحرر الوطني
صفقة القرن لن تكون بديلا عن التحرر الوطني

بسام صالح

كشفت  صفقة القرن كل ما كنا نعرفه حاولنا التستر عليه، كانت كالمرآة، نحدق فيها ولا نريد ان نصدق ما نراه ونسمعه، كشفت المشروع الصهيوني الامريكي كاملا وكنا نعرفه منذ تم وضعه في نهاية القرن الثامن عشر. وكشفت فيما كشفته ايضا ربماعجزنا في مواجهة هذا المشروع الامبريالي الاستعماري الاستيطاني الاحلالي العنصري الذي شكل راس حربة للامبريالية العالمية في منطقتنا العربية، باستثناء مراحل النضال الفلسطيني منذ بداية القرن الماضي وحتى يومنا هذا، حيث رسخ الشعب الفلسطيني نضالاته بتثبيت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، وحظي ذلك باعتراف العالم وفرض نفسه ايضا على العدو الصهيوني برسائل الاعتراف المتبادل بين الكيان الاسرائيلي (الذي كان يتشدق بكذبه بعدم وجود الشعب الفلسطيني) ومنظمة التحرير الفلسطينية وما مثله برنامجها وميثاقها.

وشهدت مرحلة النضال المذكورة انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في الاول من يناير عام 1965 بمبادئها ومنطلقاتها وشعاراتها واسلوبها وهدفها، والتي يمكن ايجازها بتحرير فلسطين المغتصبة عام 1948 من الكيان الصهيوني وتفكيك هذا الكيان العنصري واقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية التي يتمتع فيها جميع مواطنيها بنفس الحقوق والواجبات، وطرحت فتح ان الطريق الى ذلك هو حرب التحرير الشعبية طويلة الامد، معتمدة على الشعب الفلسطيني وعلى جماهير الامة العربية ودعم انصار الحرية وحقوق الشعوب في العالم.

فتح بانطلاقتها عام 1965 رسخت مفهوم الحق التاريخي والوطني لشعبنا في ارضه وحق اللاجئين بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي ارغموا تحت تهديد المجازر على مغادرتها. ولم تكن فتح طوباوية في تحليلها للواقع الموضوعي للشعب الفلسطيني، بل كانت علمية واقعية وعملية في تحليلها وفهمها للمشروع الصهيوني الامبريالي، فكان البرنامج الوطني للحركة الوطنية الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، نقيدا متناقضا بالكامل مع المشروع الاستعماري.  ولم تكن فتح عدمية بل تملك مشروعا متكاملا للتحرر الوطني، وتؤمن بمرحلية النضال، وتقدر موازيين القوى الاقليمية والدولية، وتضع البرامج الكفيلة بالمحافظة على القضية الوطنية  واستمرار النضال الشعبي في كل مرحلة وتضعه ضمن مشروع التحرر الوطني، وحتى في احلك الظروف تمكنت فتح بقيادتها لمنظمة التحرير من اجتياز الصعوبات والاخطار التي كانت تحاول انهاء القضية الوطنية، وفرض الوصاية عليها، ولكنها بقيت متشبثة بالقرار الوطني المستقل. لكل هذا كانت فتح هي حركة الشعب الفلسطيني نحو التحرير والاستقلال وتمكنت من افشال محاولات التصفية وانها القضية.

ما اعلنه ترامب والنتن ياهو ليس بجديد بل هو استمرارللمشروع الصهيوني الاستعماري الامبريالي في اخر حلقاته الاجرامية التي لم تتوقف منذ ما يزيد على المائة عام. مشروع الدولة العنصرية التي لا تقبل الاخر، وهو ما يثبت صحة ومصداقية مشروعنا الوطني القائم على الدولة الفلسطينية الديموقراطية لكل مواطنيها وعلى كامل التراب الفلسطيني، قوة مشروعنا الوطني في قوتنا الذاتية و وحدتنا وتكاملنا في المشروع الوطني.

كنت قبل ايام في روما مستمعا في ندوة لعضوة الكنيست حنين زعبي، وبعد ان انهت مداخلتها سالها احد المناصرين والداعمين للقضية الفلسطينية، ماهي القوة التي يمكن ان تدعم الشعب الفلسطيني وانتم كفلسطينيين لا تبحثون عن حلفاء ممن يقومون بالمقاومة؟ كان ردها ان ذهبت الى جهاز الحاسوب وعلى الشاشة ظهرت صورة لطفل فلسطيني لا يتجاوز السنوات الخمس وهو يشارك في احدى الفعاليات المناهضة للاحتلال ودخان القنابل المسلية للدموع يظهر بوضوح في الصورة، قالت هذه قوتي هؤلاء اطفال اليوم هم قوة الشعب الفلسطيني وهم جيل النصر القادم جيل اقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية القادمة.

وضعنا اليوم في مواجهة المشروع الصهيوني الذي بدأ يطبق ويخلق حقائق على الارض، فهل تكفي رغم اهميتها بيانات وزراء خارجية العرب والدول الاسلامية والاتحاد الافريقي وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن وكلها تؤكد على حقوقنا الغير قابلة للتصرف، هل تكفي امام دولة وكيان لا يعترفان بالقانون الدولي  ولا بالاتفاقيات الموقعة ؟ كما لا تكفي بيانات الشجب والاستنكار والادانة، في عالم تحكمه قوة المال وقوة السلاح، في غابة ياكل فيها القوي الضعيف، وما قيمة اي قرار دولي او اقليمي او محلي ان لم تكن هناك قوة تحمية وقادرة على تطبيقه؟ ان قوة شعبنا هي قوة الحق والعناد والصمود على ارضه وهذه تحتاج لاطلاق العنان لابداعات شعبنا في ابتكار وسائل النضال والمقاومة القادرة على توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال ، ومن يقف الى جانبه علانية ام سرا. والنصر حليف الشعوب المناضلة هذه حتمية تاريخية وشعبنا جزء من هذه الحتمية والنصر حليفنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف