الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"الإضاءة" كشكل تعبير جديد بقلم:الصادق بنعلال

تاريخ النشر : 2020-02-24
"الإضاءة" كشكل تعبير جديد بقلم:الصادق بنعلال
"الإضاءة" .. أو نحو جنس تعبيري جديد

* الصادق بنعلال :

- لم تقتصر المواقع الإلكترونية و شبكات التواصل الاجتماعي على تحويل العالم من صورته الشمولية إلى مجرد قرية صغيرة كما أصبحنا نقول ، فبفضل هذه الثورة العلمية "الكوبرنيكية" تمّ التمكنُ من ربط الاتصال مع مختلف الأفراد و الجماعات و المؤسسات في كل البقاع ، كما استطعنا أن نطّلع على مختلف المعارف و المعلومات و الأحداث بسرعة فائقة بالصوت و الصورة عالية الجودة ، عبر وسائط الإعلام الحديثة من قبيل الحواسيب و الألواح الإلكترونية و الهواتف المحمولة .. و بفضل هذا الكم الاستثنائي من الأخبار ، و تحت إيقاع ضغط التحولات الاجتماعية و الثقافية و السياسية النوعية طفقت القراءة الهادئة و المتمعنة للكتب و الصحف و المجلات الورقية تتراجع إلى الوراء ، على اعتبار أن عددا كبيرا من مستعملي هذه الوسائل التواصلية الحديثة لا يقوى على مثل هذا الحدب القرائي "التقليدي" ، و مال ميلا ملحوظا إلى البحث عن ضالته عبر فيديوهات و صور حية و أشكال تعبيرية "خفيفة" ، مثل الوسم (hash tag) و التغريدة (Tweet) و المنشورات مختلفة الشكل و المحتوى ، التي يطغى عليها الطابع الذاتي أو الأيديولوجي أو التجاري .. و في هذا السياق بدأت مؤخرا رغبة من قبل بعض الكتاب الذين يتخذون من الكتابة وسيلة مثلى لنشر المعلومة الرفيعة ، و ذلك بالعناية بشكل تعبيرى "متناهي الصغر" ، يطمح إلى لعب دور في التأسيس لمحتوى رقمي نبيل ، و تعتبر "الإضاءة" من ضمن هذه الأشكال "التعبيرية الجديدة" . فما هي هذه "الإضاءة" ؟ و ما هي مميزاتها الفنية و الموضوعية ؟ و ما هو المسعى الذي تروم اتباعه و الرهان الذي تتغياه ؟
- "الإضاءة" شكل تعبيري و نص لغوي قصير جدا ، قد يقتصر على كلمة واحدة و قد لا يتعدى ثلاثين يستبطن مضامين بشرية بلا حدود ، و يستجلي القيم الإنسانية اللامتناهية ، عبر قالب لغوي مخصوص و رؤية كونية راجحة . فعلى مستوى البناء الشكلي يمكن القول إن انبناء الإضاءة يكون في إطار نسق لغوي إخباري تقريري مباشر ، بعيدا عن الصوغ الفني الإيحائي المجازي ، مع تجنب جل المفردات و الأدوات اللغوية "الثانوية" أو الإضافية ، و الاقتصار على الكلمات المفاتيح القادرة على إيصال الفكرة إلى المتلقي عبر معيار بلاغة الحجاج و الاستدلال و البرهنة .
- أما على المستوى الدلالي ، فإن الإضاءة كنص تعبيري يطمح إلى أن يجد له مكانا ضمن باقي الأجناس و الأشكال التعبير المألوفة ، تتبرأ من أي مسعى أيديولوجي أو سياسي مرسوم مسبقا ، و تقتفي أثر كل بوح إنساني هادف ، و تعانق القيم البشرية المحيلة على الأخوة و المحبة و السلام و الحرية .. لا نهدف في النص – الإضاءة إلى الدفاع عن منطلقات دينية و مبادئ سياسية و مطلقات أيديولوجية ، فكاتب الإضاءة ليس فقيها و لا مبشرا و لا مهيجا للمشاعر القبلية أو العرقية أو العقدية ، لكن هذا لا يعني أننا نكتب بحيادية مطلقة ، و لا ننحاز إلى أي مذهب أو "عقيدة" ، لقد علمتنا الدراسات الإنسانية في شتى تمظهراتها أن الحياد خرافة لا محل لها من الإعراب أثناء استقراء الكون و الذات و المجتمع ، كما أننا لا نخفي انحيازنا الواضح و المؤكد ، انحيازنا إلى المشترك الإنساني و العقلانية و الديمقراطية ، سيرا على نهج كبار مؤسسي الفكر العالمي و العربي الحديث و المعاصر .
- و كمثال على الإضاءة كشكل تعبيري جديد أستحضر نص صاحب هذه السطور :
الأيديولوجيات العربية المطلقة ؛ القومية و الاشتراكية و الإسلام السياسي فشلت بسبب تغييب الديمقراطية أداة و رِؤية ! .
فنحن هنا لا نصطف و لا نتخندق إلى جانب تيار ضد آخر ، و لا نتصدى لأي مكون من المكونات الفاعلة في الواقع العربي سياسيا و دينيا .. بل نؤكد حقيقة شبه رياضية مفادها أن التقدم الحضاري المنشود لن يتبلور بالاحتماء بالأهرامات الأيديولوجية الحدية ، بعيدا عن التفعيل العملي للديمقراطية كإجراء إداري أداتي : وجود أحزاب وطنية مستقلة و انتخابات دورية و حرة ، و الصراع السلمي على السلطة .. و كرؤية إنسانية شمولية تؤمن بالقواعد و القوانين الدولية و حقوق الإنسان ، و هي لا تتعارض إطلاقا مع خصوصيات المجتمعات المختلفة . و إذا قارنا الإضاءة السابقة بإحدى تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سبيل المثال :
لم يتعرض أي رئيس في تاريخ بلدنا لمعاملة سيئة مثلي . الديموقراطيون مشحونون بالكراهية والخوف . ولا ينجزون شيئًا . لا ينبغي السماح بهذا أن يحدث لرئيس آخر . مطاردة الوهم!
نلاحظ دون عناء أن هذا المنشور القصير لا يختلف عن الإضاءة على مستوى التشكيل اللغوي ، لكنه يتعارض معه جذريا على مستوى مقول الخطاب ، أو المحتوى الدلالي ، فالرئيس الأمريكي بصدد الدفاع عن نفسه و الشكوى من "مظلوميته" و "الاعتداء" المعنوي الذي يتعرض له من قبل خصمه السياسي ، الحزب الديمقراطي ، الذي لم يتوان عن وصفه بأنه مشحون "بالكراهية و الخوف" و لا "يقوم" بأي عمل ملموس و يقتصر على "مطاردة الوهم" ، إذن نحن في حمئة الصراع الأيديولوجي / السياسوي غير الشريف ، و هذا يتناقض مع ما تطمح إليه الإضاءة من نشر قيم الأمن و الحب و التضامن و الأمل ...
- و بناء على ما سبق يمكن استنتاج أن النص – الإضاءة شكل تعبيري يصارع من أجل أن يجد لنفسه مكانا تحت شمسِ وسائلِ و شبكاتِ التواصلِ الحديثة ، يتخذ من وضوح اللغة وسيلة و من قصر الحجم نهجا و من معيار الثقافة المتنورة عقيدة ، و من إنسانية الرؤية مبتدأ و خبرا !
* كاتب من المغرب
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف