كيف سأصف شعور الوحدة الذي ما زال يمكثُ في قلبي، فالفرار من ذلك الألم أمراً مستحيلاً، كيف للمرء أن يعيش مُهمشاً، خائفاً ومنعزلاً عن كل الأنام، بين جدران غرفته الكئيبة، فَينظُر من نافذتهِ الصغيرة إلى أولئك الذين ما زالو مُترفون بِحُب تلك الحياة، وهو ما زال يُمزق كل ورقة يكتب بها أملاً عن تلك الحياة، إنهُ شابٌ عشريني لكن ما بداخلهُ عَجوزٌ خمسيّني، فشاخَ عقلهُ، وبدأت رائحة اليأس ترافقهُ، فما زال يُصارع حربًا بين ذاتهِ و أقدارِها، لعلهُ يجد طريقاً للهروب من ذلك الجحيم، ففي كُل بزوغ الشمس يجلسُ على تلك الأريكة، مسترشفاً كوب قهوة ومستنشقاً رائحة الخيانة بكل مكان، فحفظ كمية الازدراء التي تكمن بداخل كل هؤلاء الأنام.