الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفن بين الماضي ومخاطر الحاضر بقلم: عبدالهادي سمير البحيصي

تاريخ النشر : 2020-02-24
الفن بين الماضي ومخاطر الحاضر بقلم: عبدالهادي سمير البحيصي
دور الفن في المجتمع فعال ومؤثر بشكل واضح وإيجابي لأنه يحتل مكانة كبيرة ومهمة بالنسبة للفرد والمجتمع كما أنه يستطيع التأثير على التكتل السياسي والتماسك الاجتماعي فهو يشكل أداة للتفاهم العالمي ويعتبر أهم ما خلقه الإنسان على الأرض عبر العصور ، على مر التاريخ حقق الفن بأنواعه المختلفة استجابة للأحداث السياسية والاجتماعية المعاصرة وعكس من خلاله واقع الحياة بكل تفاصيلها وموروثها الثقافي والاجتماعي والتوجهات الفكرية والسياسية التي تعبر عن خصوصية وهوية أفراد المجتمع وهذا الأمر شكل علاقة قوية ما بين التوجهات الفكرية والأحداث السياسية والسلطة ، لذلك أستطاع الفنانين خلق تأثيراً على المجتمعات .

أن الفن ظاهرة ضرورية لضبط خط سير وتنظيم المشاعر الانفعالية والثقافية للمجتمعات التي أنتجته والفن يقوم بدور في المجتمع  له أهمية ثقافية وسياسية كما أنه له صلة بالسلطة الحاكمة وقد تتخذه السلطة ورقة دعائية لها ويعد شكلاً من أشكال الكيان الاجتماعي ولا شك أن الإذاعة والتلفزيون والإنترنت في عصرنا هذا من وسائل الدعاية والضغط .

أما الظاهرة الجديدة فهي تجمع الفنانين في هيئات دولية جمعت في طياتها حديثاً الدعم الغربي والأجندات المشبوهة لما نراه من تغيير سريع في طريقة التقديم للجمهور سواء في المسلسلات أو المهرجانات أو الأغاني ، أن ما يميز هذه الحقبة الزمنية بالذات هو التدفق الغريب لفناني جدد يظهرون فناً لم يكن موجود سابقاً لأن الفنانين على مر العصور يكونون جماعة متميزة  مثقفة سياسياً واجتماعياً ولها دور في حضارة البلاد .

إن اللعبة الحاضرة اتجاه الفن هي لعبة التدمير أي تدمير القيم وتحويل الفن بشتى مجالاته إلى سلعة وتدمير تراث المنطقة وانتماء الفنان لوطنه ليصبح الفن أداة هدم ، بإمكاننا أن نرى التخريب الحاصل في الفن وطمس الثقافة الإنسانية التي تقوم فيها الأيادي الخفية داخل الدولة والمؤسسات الغربية الداعمة أو الراعية التي تدفع الملايين ، ولعل المجتمع العربي هو أكثر المجتمعات التي تأثرت بثقافات لا أخلاقية داخل الوسط الفني وتقديم مواد هشة ليس لها أهداف سوى نشر ثقافة غير سوية لا يتقبلها المجتمع المسلم .

أن أقوى الحقب الفنية التي مر بها الوطن العربي هي حقبة الخمسينات حتى أواخر السبعينيات ولعل هذه الفترة هي أنجع فترة فنية مر بها الوطن العربي عندما ندرسها جيداً سوف نرى المحتوى الوطني والقومي والثقافي المتميز فيها والذي نادى فيها الفن بكل مجالاته بالحرية والعدالة والدفاع عن الكرامة العربية وحتى الغناء ضد الاستعمار وهذا ساهم في تركيبة  الإنسان العربي آنذاك وفي انفعالاته وحتى الملحن والشاعر كان لهم دور فعال داخل المجتمع  أما حديثاً مع غياب ملحنين وشعراء ذلك الزمن أو تجنب من تبقى منهم وتنحيهم عن العمل بدأ الفن في الاضمحلال في المفهوم والموروث الثقافي المتميز للإنسان العربي وبقي القليل في موروث العادات والأخلاق لعل نجده في بعض المسلسلات السورية خاصة الشامية أما دون ذلك فهو لا يعبر عن واقع المجتمع العربي ولماذا يتم صرف الملايين على أغاني ومسلسلات غير هادفة فالفن يعبر في الأصل عن الموروث الثقافي والاجتماعي لأي مجتمع على وجه الأرض ، نحن نرى منذ سنوات قليلة تحول سريع في الأفكار التي تنشرها الدراما الحديثة والأغاني الحديثة التي غيرت في الإنسان الشاب العربي وأكبر مثال على ذلك الجيل الشاب الجديد الذي لا يهتم إلا بالموضة التي خلفتها المسلسلات الحديثة أو المغني صاحب الصوت الصاخب الذي لا يعبر في كلماته عن شيء سوى موضة لا تتماشى مع أصل الإنسان العربي وثقافة يتطبع  بها الشاب الصغير التي أيضاً بعيدة كل البعد عن الموروث الثقافي العربي المتميز ، أن تراجع الفن بشكل عام على المستوى العربي وترديه وعدم تقديم شيء مفيد جعل من فئة الشباب استهداف خطير في التكوين الشخصي لهم ولعل التكنولوجيا السيئة  لعبت دور كبير في هذا التسارع الذي يهدف إلى هذا الهبوط الحاد فمن يتحكم بشبكة الإنترنت العالمية طبعاً جهة معينة تعمل على رفع نسبة المحتويات التي تريدها وتهدف إلى نشرها داخل المجتمعات العربية وغير العربية أي المجتمعات التي تريد أن تستهدفها ، وعندما نقيس دور الفن في عدة مجتمعات عربية سوف نرى فرق كبير قديماً وحديثاً ، حتى الأغنية حديثاً خلت من الألحان والكلمات التي كان الملحن والشاعر يبذلون جهداً فيها لأن الجمهور نفسه جمهور مثقف وعنده أفكار سياسية واجتماعية لذلك يجب تقديم ما يتناسب مع عقلية الجمهور أما حديثاً فنرى المهرجانات التي تغنى فيها أغاني غير مفهومة ولا تتناسب مع ثقافتنا التي ورثها المجتمع العربي .

أن التلاعب في الدراما العربية  والتراث والأغاني العربية التي طالما قدمت لنا كل جميل منذ سنوات ليست بالكثيرة تنذر بخطر كبير على الأجيال التي حالياً تنشأ في ظل هذا التراجع الثقافي في الأغاني والمسلسلات العربية التي تعمل على توريث ثقافة خاطئة لأبناء مجتمعاتنا العربية يجب محاربتها بأي شكل كان وهذه مسؤولية الدولة والإعلام ومعرفة مصادر تمويل هذه المهرجانات  والمواد الفنية التي نراها على التلفاز والانترنت  أمر هام لمحاربة هذه الثقافة الرجعية التي تهدف إلى تدمير المجتمعات العربية .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف