الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصيدة حب سومريَّة بقلم: عبدالرزاق دحنون

تاريخ النشر : 2020-02-23
تُعدّ هذه التحفة الأدبيّة السومريّة من أقدم أغاني الحب والغزل في التاريخ المُدوَّن، وفي ظني هي مهمة من عدّة أوجه، أول هذه الأوجه أنّها من بقايا المجتمع الأمومي عندما كانت المرأة هي التي تستميل الرجل بكلمات تفيض حباً وعشقاً وهياماً، كان عليها أن تبادر الرجل وتلوذ به وتقدّم له ما يغريه وتطيب نفسه وتلين، فيميل إليّها، وبذلك تكسب ودّه وتأمن جانبه. والوجه الثاني أنّ المفردات البسيطة في عمقها وحميميتها التي نُسجت منها هذه القصيدة تعتبر من ارهاصات البناء الأول التي قامت عليها مزامير داوود في التوراة، وأعطت ذلك السحر الغنائي في هذه المزامير التي لا زالت تُتلى في أروقة الكنائس. ثالث هذه الوجوه تكمن في ترجمة هذه القصيدة التي احتفظت بسحرها حتى يومنا هذا، نقلها من نصها الأصلي إلى لغة اليوم عالم السومريات الشهير صموئيل نوح كريمر عن لوح طيني في متحف استنبول في تركيا، وعرضها في كتابه الجميل "من ألواح سومر".

هذا التراث الإنساني العظيم عاد حيَّاً بفضل جهود هؤلاء العلماء بعد غياب استمر آلاف السنين، وصرنا ندرك الآن أنّ هذا التراث عاش في ظلّ المرويات الشفهيّة والكتابيّة لشعوب وجماعات بشريّة أخرى، والتي نقلت ما تيسر منه في مروياتها ووصل إلينا من خلالها في زمن آخر وصيغ أخرى. ولكنه أشرق في النهاية كشمس الصيف وأضاء عتمة المتاحف في الكثير من دول العالم.

مجهودات حثيثة استمرت عشرات السنين من البحث والتنقيب في جنوب وادي الرافدين أدت إلى اكتشاف تلك الكنوز التي كانت مطمورة في بقايا المدن السومرية. لقد دَوَّن أهل سومر أغانيهم باللغة السومرية والخط المسماري على ألواح الطين. وهي تمثل عاداتهم وتقاليدهم وترسم صورة واضحة عن حياتهم الاجتماعية قبل أكثر من خمسة آلاف عام. ويمكننا القول بثقة: إن هذه والأغاني قد رويت وأُعيد روايتها في أكواخ القصب وهذَّبتها شفاه أجيال عديدة من الأمهات السومريات قبل أن تُنقش بالخط المسماري على ألواح من طين دجلة والفرات، ومن ثم شاعت عند مختلف الشعوب التي سكنت وادي الرافدين.

تميل معظم الدراسات الحديثة إلى القول بأن أهل سومر من أوائل الشعوب التي عرفت القراءة والكتابة في تاريخ البشر. ويعدون، من دون أدنى شك، من أكثر الشعوب التي شهدها العالم موهبة. ففي ممالك المدن السومرية والتي نستطيع ترتيبها جغرافياً من الجنوب إلى الشمال: أور, اريدو, لارسا, أوروك, لكش, أومّا, ايسن, أدب, نيبور, كيش, أشنونا, بابل, ماري. هذه المدن العامرة بالحضارة كانت أرقى الأماكن في العالم التي نشأت على حافة أحواض القصب في وادي الرافدين، وفيها ولدت الكتابة في حدود الألف الرابع قبل الميلاد.

بدأت الكتابة برسم شكل صورة الشيء فمثلاً حين يريد السومري كتابة كلمة جاموس كان يرسم رأس الجاموس، وعندما يريد أن يكتب كلمة حنطة كان يرسم شكل السنبلة. ثم تطور الرسم إلى رموز بسيطة مالت نحو التجريد وخُطَّتْ بأقلام القصب على ألواح الطين الطرية. وفيما بعد تحولت إلى كلمات تأخذ حروفها شكل المسمار، ومن هنا جاءت تسميتها بالكتابة المسمارية، والتي بقيت سائدة في وادي الرافدين حتى سنة خمسين بعد الميلاد.

شوى أهل سومر ألواح الطين مصادفة في النار، فحفظوا بذلك قصائدهم وأغانيهم من عاديات الزمان. تحوَّلت أواح الطين إلى فخار صلب حفظت لهم هذا التراث المكتوب. ما كان يخطر ببالهم أن قصائدهم ستعود من جديد إلى الحياة بعد آلاف السنين.

كمثال عن كيفية تطور وتأليف الكلمات، فقد كان السومري لا يعرف كيف يكتب فعل أكل، والذي يعد من الأفعال الأساسية في الحياة، فاخترع الفعل على الشكل التالي: فم + خبز = أكل. وهذا الاختراع مُدهش في بساطته وحصافته نقل تاريخ البشرية من المجهول إلى المعلوم.

أيها العريس
جمالك باهر، حلو، كالشهد، لقد أسرت قلبي وها أنا أقف بحضرتك خائفة، وجلة، مرتعشة، فخذني إليك.
أيها العريس
دعني أُدللك فإنه تدليلي أطعم وأشهى من الشهد، وفي حجرة نومك المعطرة بالطيب دعنا نستمتع بجمالك الفتان.
أيها العريس
نم في البيت حتى الضُحى، وأنت، لأنك تهواني، هبني قدراً من وقتك لتدليلك وملاطفتك.
أيها العريس
عشك جميل، حلو، دافئ، ضع يدك عليه، ألمسه، لا تخف، هو لك، أقبضه بكفك، هو لك.
أيها العريس
ها أنت قضيت وطر لذتك مني، فأبلغ أمي وستعطيك الأطايب، أما أبي فسيغدق عليك الهدايا، وروحك، أنا أعرف كيف أبهج روحك.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف