الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعايش في أمة المهاجرين الأمريكية ..إلى أين؟ بقلم:د. ناجى صادق شراب

تاريخ النشر : 2020-02-23
التعايش في أمة المهاجرين الأمريكية ..إلى أين؟ بقلم:د. ناجى صادق شراب
 التعايش في أمة المهاجرين ألأمريكية .إلى أين؟

زعزعة ، تفسخ، إنقسام كلها باتت مصطلحات تستخدم لتوصيف حالة ألأمة ألأمريكية الواحده. وهناك من يتحدث من التعايش إلى اللا تعايش. وبقراءة للتطورات السياسية الداخلية للولايات المتحده تعانى من تحدى وحدة الروح التي تفاخر الأمريكيون دائما ان أهم وأعظم إنجازاتهم وكما وصفها الرئيس الأمريكي جون كينيدى امة من المهاجرين. وان البيئة السياسية الأمريكية أقرب إلى بيئة إنصهار لكل من يأتي إليها. فالمهاجر وما أن تطأ قدماه الأرض الأمريكية يتشرب الروح الأمريكية والتى تعبر عنها بمنظومة الحقوق الت حالا بالأمريكيون طويلا لترسيخها ، ولروح المواطنه الواحده، وهذا ما أسس له المؤسسون ألأوائل ووثقوه في الدستور الأمريكي ،وهو من الدساتير النادرة والوحيده في العالم الذى لم يتغير، ولكن هذا لا يمنع من بعض التعديلات في إتجاه تثبيت ودعم الروح ألأمريكية الواحده. وهذا التعايش ما عبرت عنه مارثا نوسباوم فى كتابها التعصب الدينى الجديد:مخرج من سياسة الخوف.بالإنتماء القومى من خلال المثل السياسية العليا ومشروع سياسى مشترك. هذه الروح تتعرض اليوم للكثير من التحديات والمشاكل التي تعمل على تفكيكها وإحداث الفرقة الداخلية ، وإثارة نزعات دفنت في قلب هذه ألأرض، ولتبرز نزعات من الشعبوية والعنصرية البيضاء.فمنذ أن تولى الرئيس ترامب وروح ألأمة الأمريكية تعانى من مخاطر الإنقسام،والتحول من أمة المهاجرين إلى مهاجرين من أمم كثيره.الرئيس ترامب ومن اجل الفوز أدخل الولايات المتحده في نفق سياسى لا يمكن التنبؤ بمنتاه ،هل من خروج ام الهاوية؟والهاوية كما راينا التهديد بالحرب الأهلية التي عانت منها الولايات المتحده ما بين 1860إلى 1865.وراح ضحيتها 800 الف قتيل، وأضعافهم من الجرحى . هذه الصورة ما زالت ماثلة في عقل كل مواطن أمريكى. ومجرد التلويح بها نذر خطر. ويرد البعض على هذا التخوف أن للولايات المتحده حكومة فيدرالية قوية ، ولها دستور ملزم، ومؤسسات قوية تفوق سيطرة وهيمنة الشخصانية والفردانية التي يروج لها الرئيس ترامب. ولكن الرد على ذلك نمو وإستعادة الروح التي أدت إلى الحرب الأهلية. الشعبوية العنصرية البيضاء والتي يرتكز عليها ترامب ويروج لها، وهى سلاحه الذى يشهره اليوم في وجه الديموقراطيين.ومما يزيد من مخاطر الإنقسام تنامى العشرات من المليشيات المسلحة  التي لا تقبل بالسلطة الفيدرالية ، وتهدد باللجؤ إلى السلاح.وقد ذهبت بعض المليشيات مثل المحافظون على العهد إلى دعوة أعضائها إلى الأستعداد إلى حرب أهلية ساخنه كما جرت عام 1859.والتهديد بالتعبئة العامة إذا ما أمرها ترامب.وترامب كما رأينا في معركة عزله وكيف انه لم يقدم حتى إعتذارا كما فعل الرئيس كلينتون، وانه على إستعداد في انتخابات قادمه إذا خسرها أن يشكك في نزاهتها. وعدم قبولها. ولا شك أن أمريكا تعيش كثير من مظاهر الإنقسام ومنها هجومه على المهاجرين والتضييق عليهم، وهجومه على عضوات مجلس النواب رشيده طاليب وإلهان عمر ومطالبتهم بالعوده من حيث أتوا، وسخريته من الإعلاميين, ترامب يعرف روح ألأمة الأمريكية ، ويعرف قوتها في هذه الروح، لكنه يعمل على إستعادة البذور ألأولى ، وإسعادة روح الإستعلاء العنصرية ، ولو جاء ذلك على حساب هذه الروح ووحدتها.ويعتمد ترامب على ألأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ وهى حالت دون عزله. والتي خرج منها أكثر قوة وتحديا. ويعتمد على قاعدته الشعبية التي ترى انه منزه عن الخطأ، ولا يمكن ان يرتكب أي مخالفات قانونيه, وانه يعمل من اجل الرجل ألأبيض أولا.وكما رأينا لم يحدث معه ما حدث مع الرئيس نيكسون عندما ذهب إليه بعض قادة الحزب الجمهورى ليحثوه على الإستقاله، هذه المره وقفوا معه في وجه الديموقراطيين.هذا الإنقسام الحزبى تحول لأداة في يد ترامب لمواجهة خصومه. ومن الصور التى توضح كيف ان هذه الروح تتعرض لحالة من الزعزعة ارتفاع نسبة الجريمة والقتل حتى في قلب المداس، وتعرض دور العباده لمزيد من التهديدات خطور هذا الإنقسام أن يغوص في أعماق هذه الروح لينزع منها كل مكونات وحدتها، ويدعو ولو بخطاب ليس مباشرا لسيادة فئة واحده وسموها على كل شراح المجتمع الأمريكي ، ويعيد صور كثيره من الكراهية بين أفراد المجتمع الأمريكي ، ويقسمهم ما بين بيض ، وسود ومهاجرين . ولا يكتفى ألأمر عند هذا الحد بل إن منظومة القيم الديموقراطية التي قامت عليها روح ألمة الأمريكية معرضة للخطر والتفسخ والتراجع، وهى التي كانت ترى في الولايات المتحده أرض الحلم التي يتمنى كل إنسان في العالم أن يعيش عليها. والصورة الثالثه للتفسخ الصراع بين المؤسسات السياسية الأمريكية وتراجع نظام الكوابح والجواح الذى وفر قدرا كبيرا من التوازن والإستقرار بين المؤسسات حال دون توغل إحداها على ألأخرى ، وخصوصا توغل السلطة التنفيذية التى يمارسها الرئيس ترامب في وجه منتقديه ومنافسيه. ولعل الصورة الأخيرة التي رأيناها في اعقاب خطاب الإتحاد الثالث كيف تجاهل وتغاضى عن مصافحة نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب وهو الذى يمثل إرادة الشعب الأمريكي ، وكيف كان ردها بتمزيق هذا الخطاب والإلقاء به. هذه الصورة تجسد مدى الخطورة التي وصلت إليها روح ألأمة الأمريكية الواحده.وهى التي وفرت للولايات المتحده مقومات ان تكون القوة العالمية الواحده. ولعل فقدان الولايات المتحده لهذه المكانة العالمية التي تقود العالم ستكون عبر تفسخ هذه الروح، والنموذج السوفيتى ليس بعيدا، وإن كان النموذج الأمريكى يبقى يملك من عناصر القوة الكثير الذى يحول دون تراجع هذه الأمة . ويبقى ان الإختبار الكبير سيكون في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟ وكيف ستعامل معها الرئيس ترامب؟ وكيف سيتعامل معها الشعب ألأمريكى حفاظا على وحدته.

دكتور ناجى صادق شراب
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف