الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في حضرة الذاكرة : الاهرام وبساتين الشام بقلم:محمد جبر الريفي

تاريخ النشر : 2020-02-22
في حضرة الذاكرة : الاهرام وبساتين الشام بقلم:محمد جبر الريفي
#في حضرة الذاكرة ..........( الاهرام وبساتين الشام ) ....................... كلما حل شهر فبراير اعادت لي الذاكرة حدثا قوميا هاما سجل في صفحات التاريخ السياسي العربي المعاصر ففي 22 فبراير عام 58 تم اعلان الوحدة بين مصر وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة .. اول دولة عربية وحدوية مناهضة للاستعمار وللكيان الصهيوني ولقوى الرجعية العربية في العصر الحديث وصفها الرئيس عبد الناصر حين إعلانها بقوله دولة تحمي ولا تهدد ..تصون ولا تبدد ...تشد أزر الصديق وترد كيد العدو .... في ذلك العام كان عمري اثنا عشر عاما وفي الفصل السادس الابتدائى بمدرسة صلاح الدين بمدينة غزة لكني عشت تلك الأيام الجميلة التي مرت بها عموم المنطقة العربية بكل مشاعري الوطنية تماما كابناء شعبنا من الرجال والنساء من مختلف الفئات الاجتماعية ومن مختلف الأعمار .. كان المذياع في ذلك الزمن الجميل هو وسيلة الاتصال بالعالم ومعرفة ما يدور فيه من أحداث ..كان هو أيضا الوسيلة لاكتساب الثقافة الوطنية بما يبثه من أخبار وتعليقات وأغان وطنية تشحن النفوس لذلك كنت دائم الاستماع للمذياع الكبير الموجود في غرفة الضيوف مستمتعا بالأغاني الوطنية خاصة اغنية : انا واقف فوق الأهرام ..وقدامي بساتين الشام ..اغنيات جميلة للوحدة راجت كثيرا في تلك الأيام مثل وحدة ما يغلبها غلاب ومن الموسكي لسوق الحميدية ومشمش حموي ومانجا مصري بلونين وبدي عريس أسمر عربي شرط وكانت الإذاعات المصرية القاهرة و صوت العرب تبث إذاعتها دوما ...لم تكن الإذاعة المرئية أي التلفزيون قد اشيع استعماله في ذلك الوقت فغالبية البيوت في الشارع الذي نقيم فيه في حي التفاح كانت تخلو منه لذلك اعتاد الناس الالتفاف حول المذياع لسماع خطاب جمال عبد الناصر الذي كان يستمر لمدة طويلة ..
في كل شارع كنت أمر منه مساءا عائدا إلى البيت كنت اسمع صوت عبد الناصر أيام الوحدة يعلو في كل مكان ..كان يلعلع ذلك الصوت المعروف المألوف جيدا في البيوت والدكاكين والمقاهي وفي سيارات الأجرة وأذكر أن والدي رحمه الله كان يشتري بطارية جديدة للمذياع عند قرب الإعلان عن خطاب جديد و غرفة الضيوف في تلك الليلة كانت تمتلىء بالإقارب والجيران ممن لا يملكون ثمنا لشراء المذياع أو تجديد بطاريتة ... في تلك اللحظات كنت انظر الى وجوههم واحدا واحدا وانا أمد لهم كؤوس الشاي من فوق صينية كبيرة امسكها بقوة في يدي خوفا عليها من الوقوع على أرضية الغرفة المكسوة بحصير كالح اللون فلا أرى فيها إلا أسارير منفرجة علامة على البهجة والرضا من سماع الخطاب السياسي .... بعد إعلان الوحدة المصرية السورية صعد نجم عبد الناصر في الوطن العربي شاعت عبارة : من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر. .لبيك عبد الناصر وهكذا صورته أزدانت بها كل الجدران وعلم الجمهورية العربية المتحدة الذ ي تتوسطه نجمتان باللون الأخصر يرفرف في كل مكان في الاقليمين الشمالي والجنوبي ...في يوم الانفصال عم الحزن الشديد قطاع غزة .. بكى بعض الرجال في شارعنا خاصة خالي أبو صقر الذي كان مولعا بحب عبد الناصر واخذ يلعن مأمون الكزبري الذي قاد الانفصال هو وزمرته حفاظا على مصالحهم الاجتماعية الطبقية التي تضررت بتطبيق القوانين الإشتراكية التي قامت بها دولة الوحدة بينما الحاج يوسف صديق الوالد الذي كان يسمع خطاب عبد الناصر في غرفة الضيوف عندنا في البيت فقد اشاد بشكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية قبل قيام الوحدة ..لقد سماه عبد الناصر بالمواطن العربي الأول لتخليه عن منصب الرئاسة طواعية .. بعد الأنفصال لم تعد الإذاعات المصرية تبث اغاني الوحدة فأختفت عن الإسماع اغنية انا واقف فوق الأهرام وقدامي بساتين الشام وغيرها من الأغاني الجميلة التي رافقت قيام دولة الوحدة ولم تعد غرفة الضيوف في بيتنا تمتلىء بالرجال من الأقارب والجيران وأصبح والدي رحمه الله يقضي سهرته في ديوان العائلة ..
لكن علم الوحدة ظل يرتفع فوق كل الساريات في المباني والمؤسسات الحكومية واسم الجمهورية العربية المتحدة ظلت مصر متمسكة به كاسم للدولة سنوات بعد الانفصال وأمل الوحدة العربية ظل باقيا في الوجدان والضمير العربيين من الخليج إلى المحيط كطريق وحيد لتحرير فلسطين ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف