الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ضحية منسية بقلم: رغد علاء قطف

تاريخ النشر : 2020-02-21
ضحيةٌ منسية

توسلتُ إليها ان لا تتركُني وتذهبْ لكِنها لم تسمعني تجاوزتني
كالذي يتجاوز إشارة مرور ، توسلتُ إليه ان يُعيدني إلى دفئ روحي ولكنهُ أغلقَ مسامعهُ ومضى وتركني هُناك كغريقةٍ اقفلَ الماء مجاريها التنفسية ولا تحتاج سوى قُبلة مُمتزجة بالقليلِ من الهواء لتنجو من هذا الغريق ، ولكن القُبلةُ الدافئة ذهبت إلى
شخصٍ آخر لتُنجِبَ منهُ ثماراً بدلاً مني ، فمن انا بالنسبةِ إليها
مجرد قلبٍ نبضَ في رحمها وطُرِدَ إلى الأبد ، فهي قالت لي ان مُحتلُها الجديد سيملئ جُدران قلبها بالورود هل حقاً طردتني من أجل هذا ام انها فعلت ذلك هرباً من كلامِ مجتمعٌ بالٍ بمعتقداتهِ
تجاه المرأة يالا الغرابة يحتلونها بورقة ويحررونها بورقة
والهواء ذهبَ إلى وردةٍ أُخرى ليحتلُها ويزرعُ في رحمها بذوراً
لتُنجِبَ ثماراً يُشاركونني على هوائي ومضخَ اوردتي، ومن انا بالنسبةِ إليهِ مُجرد دفترٍ أمضى عليهِ توقيع العزةِ والشرف ،
وبقيتُ هُناكَ ملقاةٌ على جانبِ الشاطئ ومياههُ تحتضنني تارةً وتقيدني تارةً أُخرى إلى أن أتى رجلٌ في الأربعينَ من عُمرهِ
وفكَ قيودي من مياه البحرِ وغضبهِ، وضعَ معطفهُ ليدفئني ولكن دون فائدة فقد كان الارتجافُ في نبضات قلبي المُتقاطعة
قالَ لي : مابكِ يابنَتي!؟
اجبتهُ : لاشيء ياعمْ
سألني : أينَ مسكنُكِ؟
اجبتهُ بابتسامة باردة : لا أدري
فظهرتْ على وجههِ علاماتُ الاستغراب
ربتَ على كَتفي وقالَ لي : انهضي يابنَتي لابُدَ من أنكِ جائعة
إلى أينَ ايُها العمْ، إلى البيت حيثُ الطعام والدفء والسكينة
سألتُ نفسي هل انا حقاً جائعة؟
نعم، جائعة ولكنهُ ليس جوعٌ حقيقي بل جوعٌ للعاطفة والاهتمام جوعٌ لحُضن اخ يُربتُ على كتفي إلى أن أهدأ وانام بسلام
مشيتُ معه من دون أن اتفوهُ بكلمة، كان الطريقُ مشبعاً بالهدوء
والضبابُ حاجبْ الرؤية تماماً، حقاً لا أدري أين أنا وكيف وصلتُ إلى هُنا، وبقيتُ اُفكر بالذي يحدثُ معي إلى أنْ أتى صوت ذلكَ العمْ وقطعَ حبلُ تفكيري بسؤالهِ : ما اسمُكِ ايتُها الجميلة؟
اجبتهُ : لا اسمُ لدي ولا سكنُ ولا حتى بعضٌ من لُغتي
اجابني : بل أنتِ حواء ياجميلتي على يدُكِ تكتملُ الأسماء ويصبحُ للبيوتِ سكينةٌ على يدُكِ، حتى اللغة تتجملُ بينَ
شفتيكِ هل عرفتِ من أنتِ!؟
نعمْ يا صاحبَ الكلامُ الطيبِ ، نعمْ يا صاحبَ الفكر الرائعِ
لم تُخبرني ايها العمْ هل تقيم في المنزل لوحدِكَ؟
لا يابنَتي أُقيمُ مع تفاحةُ قلبي
سألتهُ متعجبة : ومن هي تفاحةُ قلبك، لابُد من انها زوجتك صحيح!؟
لا بل هي ابنتي ، ستحبينها كثيراً متأكدٌ من ذلك، فلا فارق في العُمرِ العقلي بينكما، هاقد وصلنا ياصغيرتي،
اه وأخيراً قد وصلنا .
كان بيتاً يتألفُ من الحب و الدفء والاهتمام والحنان الذي لطالما كنتُ احلمُ بهِ.
سمعتُ صوتاً من الداخل يقترب بكل خطوة اتقدمُها في بيتٍ بدى وكانهُ يشبهني من الداخل : أهلاً ابي لماذا تأخرت إلى هذا الوقت؟
أبي ، من تلكَ الجميلة التي معك!؟
اقترب منها وتمتمَ ببضع كلماتٍ لا أدري ماهي، ولكنها فوراً بدأت ترحب بي، واعطتني جزءاً من اهتمامها
بعدَ مرور فترة من الوقت ذهبنا إلى النوم وبدأت باستجوابي
ما اسمكِ؟ ومن أين اتيتي ايتُها الجميلة؟
لوهلةٍ ظننتُ نفسي بينَ قضبان حديدية، فطريقةُ كلامها تدُل على إنها مُحققة أو ربما مُحامية ولكن أيُّ نوعٍ من المحامين هيَ
حقاً لا أدري فمُجرد النظر إلى عيناها تُشعرُكَ بالأطمئنان ،
أجبتُها : اسماء ، ذاك هو اسمي يحملُ من المعاني اجملُها واقبحُها ،
ارذلُها وارقاها ، اتيتُ من ذلك الذي يُسمى رحماً ولكنهُ طردني دون أي رأفة او رحمة بحالي ، ومن ذلك الذي يُسمى سنداً ولكنهُ
تركني هُناكَ بينَ رمال الشاطئ الصغيرة التي بدأت تندمج مع بعضها لتلتفَ بينَ معصمايَ النحيلتين لتأسرهما ، وبعدها أتى اباكِ
وحررني من هذهِ القيود ، من أيُّ طينةٍ مخلوق أباكِ فهو ليس بشراً بل ملاكاً يمشي على الأرض ، سامحيني ولكنكِ حقاً تُحسدينَ عليه
لا عليكِ عزيزتي فأنا لو كنتُ مكانكِ لحسدتُكِ عليهِ أيضاً

وهي تتكلم عن أباها بدأت عيناي تذبل ويدُ النومِ تسرقني من واقعي الذي لطالما كنتُ اهربُ منهُ إلى عالم الأحلام الضائعة

وفي صباح اليوم التالي :
كانت اصواتُ ضحكاتهم تتعالى رويداً رويداً لتبقى محفورة في زوايا المنزل، خرجتُ من الغُرفة على مضض فاصطدمتُ بذلك العمْ فهمسَ لمسامعي كلماتٌ عجزتُ عن وصفِها وترجمتُها

عُصفورتي الصغيرة ، أنتِ التي فتحتي القلب وبدأت تعزفين على اوتاره حتى انقطع الوتر الأول من فرط جمالكِ
الذي أشعلَ نار الذكريات في مُخيلتي ولن أهدأ حتى أنتقم من جمالكِ المؤدي إلى ذُلُ القلب وهوانه

وقفتُ حائرة بين الذي انتشلني من حطام البارحة وبين الذي همس لمسامعي كلماتٌ ترتجفُ لها نبضات قلبي المُتردِّية


وبعد عدة ايام خرجتُ من المنزل بغية استنشاق الهواء كانت السماء غائمة وحزينة كعيناي وعندما تكلمتُ إليها بدأت دموعها تتساقط لا أعلم من الذي كان يتساقط اكثر دموع السماء ام عناقيد قلبي وثماره ، وفي لحظةٍ أُختُطِفت يدي حاولتُ ان أُفلتها لكنَ دون جدوى فكُل مُحاولاتي باتت بالفشل وبدأت جُزيئات العطور المُخدرة تتغلغل في جسدي وتفقدُني وعيي.....

بعدَ مضي عدةُ ساعات استعدتُ وعيي كنتُ في غرفةٍ مظلمة بل كان خيطٌ من خيوطِ القمر يُضيء عتمتي، ياليتني بقيتُ نائمةً إلى الأبد ، كنتُ مُمَزَّقةَ الثِّيابِ وبعضُ قطراتٍ من الدماء على جسدي ، نعمْ لم اعُدْ عذراء يا والدايَ لم اعُدْ عذراء يا عمْ لم اعُدْ عذراء يا وحوشُ مدينتي ، نعمْ ، لم أعُدْ عذراء ياسادة.

بكل ما اوتيَ السجناء من براءةٍ

صرخت

التفَ الحبلُ حولَ عُنُقي تاركاً أثرَ مُقاومَتي للعيش، ولكنَ بعد الآن لا شيء يستحقُ ان أحيا لأجلهِ فالذي نشأتُ في احشائها
صرختْ لاخرجُ من حياتها، والذي نشأتُ بينَ نبضاتِ قلبهِ
صَفَعني صفعةُ الخُذلان بأفعالهِ ، والمدينةُ التي ترعرت تحتَ سماءها وبين ازقتها الحائرة ، ذكورها اخذت طفولتي و عطرُ ياسميني.

بقلم المبدعة.. رغد علاء قطف
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف