الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية وجه آخر تجربة أولى غير ناضجة بقلم:عبدالله دعيس

تاريخ النشر : 2020-02-19
رواية وجه آخر تجربة أولى غير ناضجة بقلم:عبدالله دعيس
عبدالله دعيس
رواية وجه آخر تجربة أولى غير ناضجة
(وجه آخر) رواية بوليسيّة رومانسيّة، صدرت عن دار الياحور للنشر والتوزيع عام 2019 للكاتبة الشّابّة بدريّة الرّجبي. يظهر العنوان (وجه آخر) على غلاف الكتاب، ثمّ يصبح (وجه آخر حقيقة أم خيال) في الصّفحة الأولى. والعنوان الأول أفضل، وإضافة كلمات (حقيقة أم خيال) لا داعي له.
ومع تقديري للكاتبة وجهودها، التي لا شكّ أنّها كبيرة، ومع تشجيعي لها للاستمرار في درب الكتابة الأدبيّة، إلا أنّي أدعوها للإستفادة من تجربتها هذه، والانطلاق من جديد بما هو أجود، وأن تنفي الغثّ وتنتقي السّمين؛ ليكون لما تكتبه أثر وتأثير. أمّا هذا الكتاب، فهو تجربة أولى فيها كثير من الهنات، وغير لائقة؛ لتقدّم للقارئ الذي يعي ما يقرأه ويبحث عن اللغة والمتعة والفائدة.
بعيدا عن المجاملات، الرواية أشبه ما تكون بمسلسل تلفزيونيّ سيّء الإخراج والتّمثيل، تفتقد عناصر كثيرة، أهمّها اللغة. فاللغة كانت أولى ضّحايا الرواية، قبل أن تُخرج شخصيّات الرواية مسدّساتها وتبدأ بإطلاق النّار والقتل، بطريقة الأفلام الأمريكيّة. لم أرَ سردا أدبيّا، ولا لغة عالية تليق بالقارئ، وإنّما تمتلئ الصفحات بالسرد والحوار البسيط، مع عدم مراعاة أبسط القواعد اللغويّة: فالفاعل منصوب! والمفعول به مرفوع! والمضاف إليه والاسم المجرور مرفوع تارة ومنصوب تارات أخرى! والفعل المضارع لا يُجزم! وأل التّعريف ضائعة في كثير من الكلمات (فكلمة بالتّأكيد مثلا، تكرّرت في الكتاب عشرات المرّات بهذا الشكل (بتأكيد) ومثلها الكثير الكثير.) أمّا التّذكير والتأنيث والجمع والإفراد فإحدى الدواهي والمصائب، فالأناث تتحوّل فجأة إلى ذكور! والمثنّى إلى جمع! وعلامات التّرقيم إمّا مفقودة أو موضوعة في غير مكانها، وهناك خلط أحيانا بين التاء المفتوحة والتّاء المربوطة. وأمّا كلمة (شيء) فتتكرّر في كلّ الصفحات تقريبا بداع وبغير داع. ولا تخلو صفحة من الكتاب، ابتداء من صفحة الإهداء إلى الغلاف الخلفيّ من الأخطاء الشنيعة الكثيرة، والتي لا يمكن تبريرها للكاتبة أو للنّاشر.
أما السّرد فيعتمد كثيرا على الحوار. وهذا الحوار متداخل مربك، ينتقل فجأة بين المتحاورين، دون فواصل أو توضيح، حتّى يضيع القارئ بين ثناياه، ولا يستطيع متابعته؛ فلا يعلم من المتكلّم ومن المخاطَب. وفي هذا الحوار كثير من الحشو والإطالة والتفصيلات المكرّرة التي لا داعي لها. فتذكر الكاتبة كثيرا من الأحداث الدقيقة، وكأنّها تكتب سيناريو لمسلسل تلفزيوني، فتذكر بشكل متكرّر ذهاب الشخصيّات إلى الحمّام مثلا، وهو لا يتعلّق بأحداث الرواية ولا يلزم في بنائها.
شخصيّة الرّواية الرئيسيّة والتي تتمحور الرواية حولها هي (حياة)، إلّا أنّ هناك الكثير من الشخصيات التي تظهر فجأة، فيضيف ظهورها إلى إرباك القارئ، ثمّ تختفي بعض الشخصيّات فجأة (مثل شخصية فاتن وفارس)؛ لتبرز شخصيّات أخرى. أعتقد أنّ بناء الشخوص في الرّواية لم يكن موفّقا، حتّى شخصيّة حياة فلم تتطوّر بشكل تدريجيّ طبيعيّ، فتبدأ بكونها طبيبة، لتنقلب فجأة إلى (ملازمة) في الشّرطة، ومن شخصيّة عنيدة إلى زوجة محبّة مطيعة.
وأحداث الرّواية غير منطقيّة وغير مقنعة، ولا يمكن حسابها على الواقع ولا على الخيال الجامح. والمكان غير واضح المعالم، فيعتقد القارئ أنّ هذه الأحداث تدور في إحدى البلاد العربيّة نظرا لأسماء الشخصيّات العربيّة، لكنّ السرد لا يدلّ على العلاقات الاجتماعيّة العربيّة، فالرجال والإناث يرقصون مع بعضهم بمناسبة أو دون مناسبة، ويدخلون بيوت بعضهم دون استئذان، وهي من صفات المجتمعات الغربيّة. ووجود عصابات المافيا قد يقودنا إلى إيطاليا أو أمريكا، لكنّ هذه العصابات في الرّواية ساذجة لا تحسن التّخطيط والتّنفيذ، أدوات جريمتها بسيطة غير معقّدة، يستطيع مجموعة من رجال الشرطة المبتدئين اصطيادهم بسهولة، أمّا أفراد الشرطة – كبيرهم وصغيرهم، قديمهم وحديثهم، فهم أقرباء: الأب والابنة والابن والعمّ، وجميعهم برتبة ملازم! كان على الكاتبة أن تقرأ أكثر عن عمل الشّرطة وعن طبيعة العصابات وعملها قبل تطرق هذا الباب.
وعنصر التّشويق في الرّواية ضعيف، فالأحداث لا تتطوّر بشكل دراميّ كما ينبغي أن تكون في الرّوايات البوليسيّة، وعندما ينجذب القارئ قليلا، سرعان ما تدور الأحداث؛ ليجد أنّ الجواب لفضوله كان أقلّ مما يتوقع وأكثر بساطة، فيضع الكتاب جانبه مثقلا.
لا يجد القارئ لهذا الكتاب متعة اللغة التي يبغيها عشّاق الأدب والقراءة، ولا إثارة الأحداث التي يطلبها محبّو الروايات المثيرة، ولا الرومانسيّة والشّوق والحبّ الطاغي الذي يطلبه بعض القرّاء. فلا بدّ للكاتبة أن تستفيد من تجربتها هذه لتنطلق بقوّة بعمل أفضل في المستقبل، خاصّة وأنّها تمتلك المثابرة والخيال والنفس الطويل للكتابة. لكن عليها أن تعتني باللغة وتتعلّمها؛ فاللغة هي الوعاء الذي يُكتب به الأدب، وبدون اللغة لا يكون النّاتج أدبا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف