الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جوّع كلبك يتبعك بقلم:رشيد (فوزي) مصباح

تاريخ النشر : 2020-02-18
جوّع كلبك يتبعك بقلم:رشيد (فوزي) مصباح
رشيد ( فوزي ) مصباح

**
من أزمة فساد إلى أزمة حليب، عدنا من جديد والعود أحمد. لم نعد نعرف ما نفع كل هذه الوزارات والبرلمانات والمجالس الشعبية؟

في هذه الأيام الصعبة ونحن نعيش أزمة حليب، تخرج فرقة من المراقبين وتقوم بتفتيش محل فتجد فيه عشرات الأكياس معبّأة ومخفية. وكنا ننتظر عقابا صارما يعيد إلى نفوسٍ اطمئنانها بعدما فقدت ثقتها في أجهزة الدّولة برمّتها. ولكن لم يحدث هناك شيئ على الإطلاق، بل وخرج علينا صاحب المحل، " التاجر المحترم "، كالطّاووس يتبختر في مشيه، بل وعاد ليقوم في اليوم الموالي بنفس الشيء الذي كان من المفروض معاقبته عليه بشدّة، ويمارس على الناس الغلابة الملهوفين نفس أساليب الاحتكار.

لمن لا يعرف كيف تمارس الأنظمة المستبدّة الفاشلة أساليبها، فهي  تتعامل مع شعوبها من باب " جوّع كلبك يتبعك ". بتجويعها وتخويفها ومعاقبتها حتى تعيدها كلما تجرّأت على المطالبة بالعدالة و الحرية و الديمقراطية، إلى حظيرة الذلّ والطّاعة.  ونحن نتكلّم عن بلد مثل الجزائر، غنيّ بثورته وتراثه،  وشعبه العظيم الذي ضحّى بكل ما يملك من أجل حريّته وكرامته.

كل من يأتي إلى سدّة الحكم أو يُنتخب من طرف الشعب، لا يبحث سوى عن مصالحه الشخصية أو كيف يحافظ على الأقل، على تلك الامتيازات التي تُمنح له بمجرّد وصوله وتعيينه في المنصب أو الوظيفة، وليذهب الجميع  إلى الجحيم. لسنا هنا لإثارة البلبلة وزرع الفتن، كما يحلو لبعض الرّموز ترويجه، ولكنّها الحقيقة المؤلمة.

" برستيج مشرعن، وظلم مقنّن ، " حلال عليّ حرام على غيري "، وتركة متوارثة، ولسان حال هؤلاء المنتفعين يقول: " دع الكلاب تنبح والقافلة تمر "، يتم تقنينه وشرعنته وتبنّيه من طرف أشخاص يتكلّمون للشعب وباسمه، ومنهم من يدّعي تمثيله ويرفع صوته داخل القاعة وخارجها ليوهم النّاس إنه يدافع عن مصالحهم، ولم نر يوما قد تنازل أحد منهم عن بعض من هذه الامتيازات الكثيرة والمتنوّعة والحصانات وبمحض إرادته، في ظلّ هذه الأزمات؛ أزمات متعدّدة و متكرّره وفساد أخلاقي أنهك البلاد، و أخرى غذائية خانقة، كأزمة مادّة الحليب الأساسيّة، في هذه الأيام العصيبة.

لذلك لا يريد هؤلاء المنتفعون عدالة ولا ديمقراطية و لا حريّة، ممّا يطالب به الشّعب ويخيفهم، من شفافية، أو استقلالية بعض المؤسّاسات التي يمارسون فيها الاحتكار، كما يمارسه بعض من التجّار المجرمين. ولأن ذلك سيحرمهم من البرستيج الذي ألفوه، والامتيازات التي لا تعد ولا تحصى؛ من الخدم والحشم والبروتوكولات الزائدة عن اللزوم، والمركبات الوفيرة والكثيرة التي يتم تسخيرها في كل حين، والأرصدة المزوّدة بالعملات الصّعبة، وجوازات السّفر الدبلوماسيّة، و بعض الوظائف المميّزة لأبنائهم وذويهم، والإقامات المحظية الموفورة، وأماكن الرّاحة والاستجمام التي لا يحقّ لغيرهم الجلوس فيها ..، ما يشكّل عبئا على الدّولة، ويزيد في متاعب ميزانيتها التي تعاني من الاختلالات عبر مختلف المواسم.

"سياستنا واضحة "، كما تعوّدنا سماعه من بعض المسؤولين، حتى صارت هذه العبارة مدعاة للسّخرية والتهكّم. و" جوّع كلبك يتبعك " المثل القديم الرّائج صار جزءا من هذا الواقع اللّئيم، والذي لا يريد أن يعترف به الإعلاميون من الأبواق التي ألفت التطبيل والتصفيق ليل نهار. ولا يريد أن يُقرّه الأدباء والشعراء وغيرهم من مثقّفو السّلطة الذين سقطوا في فخ الجوائز الرّخيصة. ولا يتجرأ كهنة الأنظمة على معارضته، والذين لا يستطيعون تجاوز الخطب التي تُملى عليهم بكرة وأصيلا ولو بكلمة حقٍّ واحدة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف