بصراحه، ليس الإنقسام، إنما المصالحه
بقلم : منيف الحوراني
بتاريخ 17/2/2020
على الأقل من باب المفاضله، فإن مشكلة الشعب الفلسطيني لاتكمن، في الإنقسام. إنما، وبصراحه، تكمن مشكلته الأكبر في المصالحه.
المصالحه موضوع مبالغ في أهميته ووزنه ويحتل، وربما يُراد له أن يحتل، حيزاً أكبر مما يستحق من مساحة التفكير والعمل الفلسطيني.
لايبدو الفلسطينيون منقسمين. جلّ الفلسطينيين متفقون أو متوافقون إلى أبعد الحدود حول فحوى طموحاتهم وتطلعاتهم ومساعيهم.
وإذا كان نفران أو ثلاثه أو أكثر، فصيلان أو ثلاثه أو أكثر منخرطين أو متورطين في خناقه أو طوشه أو انقسام، وإذا كان الشعب الفلسطيني يرى أن موضوع انقسامهم يتمحور أولاً وأخيراً حول وجودهم وبقائهم ومكاسبهم ومصالحهم هم ، لا صالحه وصالح قضيته هو، وإذا كان الشعب الفلسطيني بناءاً على ذلك، وأمور أخرى، لايرى في أي من أولئك، منفردين ومجتمعين، ومعهم معظم الفصائل المنشغله والمشتغله في جهود المصالحه بينهم، إذا كان الشعب الفلسطيني لايرى في أي من أولئك ممثلاً عنه معبراً عن طموحه وحاملاً لرسالته، فلماذا يتعين عليه إذن أن يكترث لأمر تصالحهم.
الشعب الفلسطيني مش فاعل خير. الشعب الفلسطيني لم ينته بعد من مسح كل مظالمه ولم يفرغ بعد من تحقيق كل آماله كي يتفرغ لفعل الخير يسلّي به أوقاته في سني تقاعده المبكر.
الشعب الفلسطيني مش فاضي، عنده أشغال، وراءه أعداء عليه أن يراوغهم، أمامه أعداء عليه أن يجابههم.
المصالحه تعطل أداء الشعب الفلسطيني، كما لو أنه مصابٌ بالاكتئاب.
المصالحه تحول الشعب الفلسطيني من شعب يعاني الاضطهاد إلى شعب يشعر بالذنب.
المصالحه عبء إضافي، غير ضروري، لاطائل منه، لاجدوى له، لافائده ترجى من ورائه.
أحرى بالفلسطينيين أن يتركوا المتخاصمين المنقسمين خلف ظهورهم وأن يمضوا في طريقهم.
لربما حينها يرغب المنقسمون، أو البعض منهم على الأقل، في اللحاق بالشعب الفلسطيني. إذا فعلوا، فلابأس. وإذا لم يفعلوا، بالناقص.
بقلم : منيف الحوراني
بتاريخ 17/2/2020
على الأقل من باب المفاضله، فإن مشكلة الشعب الفلسطيني لاتكمن، في الإنقسام. إنما، وبصراحه، تكمن مشكلته الأكبر في المصالحه.
المصالحه موضوع مبالغ في أهميته ووزنه ويحتل، وربما يُراد له أن يحتل، حيزاً أكبر مما يستحق من مساحة التفكير والعمل الفلسطيني.
لايبدو الفلسطينيون منقسمين. جلّ الفلسطينيين متفقون أو متوافقون إلى أبعد الحدود حول فحوى طموحاتهم وتطلعاتهم ومساعيهم.
وإذا كان نفران أو ثلاثه أو أكثر، فصيلان أو ثلاثه أو أكثر منخرطين أو متورطين في خناقه أو طوشه أو انقسام، وإذا كان الشعب الفلسطيني يرى أن موضوع انقسامهم يتمحور أولاً وأخيراً حول وجودهم وبقائهم ومكاسبهم ومصالحهم هم ، لا صالحه وصالح قضيته هو، وإذا كان الشعب الفلسطيني بناءاً على ذلك، وأمور أخرى، لايرى في أي من أولئك، منفردين ومجتمعين، ومعهم معظم الفصائل المنشغله والمشتغله في جهود المصالحه بينهم، إذا كان الشعب الفلسطيني لايرى في أي من أولئك ممثلاً عنه معبراً عن طموحه وحاملاً لرسالته، فلماذا يتعين عليه إذن أن يكترث لأمر تصالحهم.
الشعب الفلسطيني مش فاعل خير. الشعب الفلسطيني لم ينته بعد من مسح كل مظالمه ولم يفرغ بعد من تحقيق كل آماله كي يتفرغ لفعل الخير يسلّي به أوقاته في سني تقاعده المبكر.
الشعب الفلسطيني مش فاضي، عنده أشغال، وراءه أعداء عليه أن يراوغهم، أمامه أعداء عليه أن يجابههم.
المصالحه تعطل أداء الشعب الفلسطيني، كما لو أنه مصابٌ بالاكتئاب.
المصالحه تحول الشعب الفلسطيني من شعب يعاني الاضطهاد إلى شعب يشعر بالذنب.
المصالحه عبء إضافي، غير ضروري، لاطائل منه، لاجدوى له، لافائده ترجى من ورائه.
أحرى بالفلسطينيين أن يتركوا المتخاصمين المنقسمين خلف ظهورهم وأن يمضوا في طريقهم.
لربما حينها يرغب المنقسمون، أو البعض منهم على الأقل، في اللحاق بالشعب الفلسطيني. إذا فعلوا، فلابأس. وإذا لم يفعلوا، بالناقص.