الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

براعم تزهر عطاء في صالون نون الأدبي

تاريخ النشر : 2020-02-17
براعم تزهر عطاء في صالون نون الأدبي
من فتحية إبراهيم صرصور
غزة فلسطين
براعم تزهر عطاء في صالون نون الأدبي

مع دقات الثالثة والنصف من بعد عصر يوم الأحد السادس عشر من فبراير كانت البراعم تزهر في صالون نون الأدبي، فافتتحت الأستاذة فتحية الجلسة مرحبة ومقدمة الشكر لكل من حضر؛ وقالت: الحضور الكريم، المجموعة المثقفة والتي تحمل على عاتقها أمانة إنعاش الثقافة
حضور صالون نون الأدبي الكرام، كل الشكر لكم وقد أتيتم رغم صعوبة الحال وقسوة الأحوال الجوية، فبكم ومعكم نخطو نحو مجد الكلمة والإبداع
ثم الشكر العظيم لضيفتنا وعائلتها الكريمة والتي جاءت لنا من أقصى جنوب القطاع، وقلعته الشامخة؛ رفح
فبوركت وبوركتم جميعا.

أما بعد...
كم أكون سعيدة عندما أرى اهتمام الأهل بمواهب أبنائهم ففي الوقت الذي يحرص به البعض على ألا يروا في يد أبنائهم كتابا سوى الكتاب المدرسي، فإننا نجد الفئة المثقفة تهتم بأبنائها وتشجع مواهبهم وتدفعهم للتطور والتميز
وسيرا على نهج صالون نون الأدبي في تشجيع المواهب من كل جنس ولون؛ استضفنا فيما سبق موهبة متميزة في إبداعاتها المتنوعة، فكانت معنا رهف سكيك وأخوتها، فجميعهم يلقون العناية من الوالدين، وكل منهم له مشاركاته المميزة، وقبلها استضفنا الموهبة زهرة زايد، واليوم نلتقي موهبة أخرى.
في محافظة رفح، عاصمة الشعر والإبداع بزغ نجم جنان الطفلة فلسطينية متعددة المواهب، لوالدين يتعهدا موهبتها بالرعاية والاهتمام، جنان ذات العشرة أعوام، هي أول بلابل الدوح في حديقة والديها الغراء، ليتبعها أخويها أحمد وأمير أصغر منها سنّا
حملت أمها المتعلمة على عاتقها حلم أبناءها، ساعية لتحقيقه، وتأمل أن يصاحبهم التميز في دراستهم دائما، فبهم تسعد وبهم ترى الحياة أجمل.
يساندها أب يعمل بكل الوسائل والامكانات ليرى ابنته في المكانة التي تستحقها
الموهبة جنان يوسف أبو يونس، إحدى البراعم التي تفتقت، يانعة، بألوان زاهية، وزهرات تسعد القلب، وتبث في النفس ضياء وبهاء؛ إنها موهبة إعلامية، وتلقي الشعر، ثم تبادر في كتابة التقارير، واعتُبرت جنان أصغر طفلة في العالم تتحدث عن صفقة القرن
اسمحوا لي أن أترك الساحة لجنان مستهلة اللقاء بأسئلة أوجهها لها لرفع الغطاء ونتعرف على المزيد من جنان وعنها:
بداية نحيي إبداعاتك المتعددة ثم:
* ما هي مجالات الإبداع عندك؟
* أخبرينا عن البدايات، ومَنْ أول من اكتشف موهبتك؟
* بأي المواهب كانت البداية؟
* ما دور المدرسة في دعم إبداعاتك؟
* ما المسابقات التي شاركت بها؟ وبأيهما فزتِ؟ وهل يؤثر ذلك على مستوى تحصيلك العلمي؟
* علمت أنك ستسافرين لجمهورية مصر العربية للمشاركة بمسابقة، فلأي مؤسسة تتبع؟ وما هو المجال الإبداعي الذي ستشاركين فيه.
* ما هي أحلامك؟ وأي المجالات تودين أن تكون أساسا لمستقبلك؟
* ما أوجه المساعدة التي تحتاجينها لرفع مستوى موهبتك؟

بدأت الطفلة الموهبة جنان تتحدث عن موهبتها وبداياتها، وقد أبهرت الحضور بطلاقتها، وسلامة لغتها، وحضورها المميز.
فقالت: أنا الطفلة جنان يوسف أبو يونس، سعيدة جدا لوجودي معكم هنا في صالون نون الأدبي وبيت الصحافة، مع هذه الوجوه المشرقة من المثقفين.
لو أردت الحديث عن بداياتي، فقد حكت لي والدتي أن بداياتي عندما كنت بالثالثة من عمري، إذ كنت أشاهد المسلسل فأقوم بإعادة سرد أحداثه على أفراد عائلتي، ثم على صديقات الطفولة، وعندما التحقت بالحضانة بدأت أشارك في الفعاليات التي تقيمها الروضة، وهكذا بدأت جنان تظهر
وعن مواهبها المتعددة قالت ظهرت كمشاركة في الفعاليات، ومقدمة برامج، كما أنني أكتب التقارير المختلفة وألقي الشعر، وفي رمضان من العام الماضي قدمت برنامج بعنوان مع (جنان يحلى الكلام) وهو عبارة عن أربع حلقات؛ بواقع حلقة في الأسبوع، كما أنني شاركت في مسابقة تحدي القراءة وحصلت على المرتبة الأولى، وحصلت على المركز الثالث على قطاع غزة في كتابة الشعر، كذلك شاركت في مسابقة الخطابة وحصلت على المرتبة الأولى على مستوى مدارس الأونروا.
وشاركت في مسابقة القلم الحر للإبداع العربي في دورته العاشرة، والتي ينظمها الأستاذ رجب عبد العزيز، والذي أقدم له الشكر والتقدير عبر منبر صالون نون الأدبي.
وبكل امتنان للمدرسة وعرفانا بفضلها قالت جنان: اسمحوا لي أن أتقدم من هنا لمديرتي الفاضلة الأستاذة اعتماد أبو محسن التي آمنت بموهبتي، وقالت هذه البذرة لا بد أن نتعهدها بالرعاية والاهتمام.
وأضافت: فعلا سأسافر لجمهورية مصر العربية في مطلع شهر إبريل لأتسلم الجائزة بعد اجتيازي أربعة مراحل من مسابقة القلم الحر للإبداع العربي في دورته العاشرة.
وعن أحلامها المستقبلية والمجال الذي ستخوضه، قالت: أطمح لأن أكون طبيبة أطفال لأعالج أطفال وطني المحاصر.
أما عن العلاقة بين الموهبة والدراسة قالت جنان: أنا متفوقة في دراستي، وأنظم وقتي بحيث أعمل بتوازن ما بين مواهبي ودراستي، وأعمل دوما على أن أكون نموذج للمعلم الصغير.

بعد أن رأت الأستاذة فتحية شغف الحضور للاستماع ومعرفة المزيد عن جنان ومنها، توجهت إليها بمجموعة أخرى من الأسئلة:
* كيف تنمي جنان موهبتها؟ وهل تشارك في دورات في مراكز ومؤسسات؟
* لكل إنسان ميوله الخاصة، إما علميا، أو أدبيا، فما المواضيع التي تحبين الكتابة بها؟ وإن كان بالإمكان إسماعنا شيئا مما كتبت.
* برنامج مع جنان يحلا الكلام، كان فكرة من؟ وما الذي تطمحين تحقيقه لهذا البرنامج؟
* جنان الطفلة الفلسطينية التي ستمثل وطنها في محفل عربي كبير بجمهورية مصر العربية، ما رسالتك ولمن توجهينها؟
* أخيرا: لمن تقول جنان شكرا؟

كفيض نبع رقراق بدأت جنان الحديث فقالت: أنمي موهبتي في القراءة، فهي غذاء الروح، بها أستزيد معرفة وأكتنز مفرداتها، كما أكثر من القراءة في القرآن الكريم.
وأيضا أستفيد كثيرا من التحاقي في الدورات والمخيمات، وقد تم تكريمي في مخيم قطوف دانية، ضمن مبادرة نحو القمة، وهو برنامج يحتضن المواهب ويشجعهم على الإبداع.
وعن اللون الذي ترغب الكتابة فيه، قالت: في ظل الحصار والوجع الذي يعانيه قطاع غزة، فمعظم كتاباتي تتناول الواقع الذي نحياه.
وهنا ألقت جنان على مسامع الحضور خاطرة من كتابتها قالت فيها:
أقلام الطفولة في فلسطين
مشاعر وطنية
تعشق الأرض والهوية
وتعلن أنها على قدر المسئولية
لتتولى قضية فلسطين الأبية
وتقف أمام عدو الانسانية
فتسقط أمامه كل التهم الارهابية
وتعلن أنها ابناء قضية
وبجانبها كل الشعوب العربية
التي ستقود معها جيوش الحرية
الى القدس العربية

أما عن الرسالة التي تود جنان توجيهها فقالت؛ هي رسالة حب وسلام لكل شعوب العالم، وأن أقول لهم أنظروا لغزة، هذا الجزء المحاصر، فإن فيه أناس يحبون الحياة، ولديهم مواهب تتفوق على مواهب الكثيرين، أرجو منكم تشجيع أطفال غزة، قدموا لهم يد العون ليبدعوا، فلا تُطمس مواهبهم.

هكذا سردت جنان على صغر سنها سيرتها الحافلة، ومواهبها المتعددة، بعدها فتحت الأستاذة فتحية باب المداخلات للحضور، فتحدث كل من: الأستاذ أسامة العالول والمختار أبو عبد الله زقوت، والأستاذ أبو طارق المشهراوي، والفنان محمود روقة، والصحفي عطا القيشاوي والدكتورة مي نايف
جميعهم شكر صالون نون الأدبي لاستضافته هذه الموهبة المتألقة، وعبروا عن الغبطة والسعادة بوجود نماذج مشرفة كجنان في مجتمعنا، فهذا مؤشر على أن الوطن بخير، وهو بيد أمينة، طالما أن أطفالنا بهذا الإبداع والتألق.
وبكلمات فاضت معها العبرات قال المختار زقوت: جنان امتلكت الأفكار بالغريزة، وليس اكتسابا، فابنة الأعوام الثلاثة يبزغ نجمها مبكرا هذا يعني أنها موهوبة بالفطرة، ومن ثم جاءت رعاية الأهل مشكورين لاهتمامهم بتنمية إبداعاتها، وهذه الطفلة عندما تطمح لأن تكون طبيبة أطفال وتقرن طموحها بهدف سامي وهو علاج أطفال الوطن، ندرك أن المعاناة صقلتها، ثم سأل جنان عن صفقة القرن وما إذا ستكون كوعد بلفور أم لا؟
واختتم بأمنيات الخير والفوز لهذا النموذج الرائع والمشرف الذي ألقى صالون نون الأدبي الضوء عليه، وعرفنا بها وبمواهبها المتعددة من شعر وأدب وصحافة، فكل التوفيق لجنان وللصالون.

السيد أبو طارق المشهراوي الذي اعتبر هذا اليوم مميزا بهذه الموهبة، سأل جنان إن كانت تكتب في صحف أم لا؟
ثم قدم لها عرضا بنشر مقالاتها في فضاء جمعية البحث العلمي؟
كذلك الصحفي عطا القيشاوي، فتح لجنان بابا واسعا لتنشر كتاباتها في صحيفة الأيام المشهورة.

الفنان السينمائي محمود روقة، قدم شكره لصالون نون ولبيت الصحافة، ولجنان ووالديها الكرام، معربا عن جد إعجابه بموهبتها، وبما استمعه منها في الخاطرة التي كتبتها، والتي تعبر عما لدى جنان من مكنون مكتنز في داخلها، وهو ما جعل الآخرين يكتشفونها، فالشكر للمديرة التي تدعمها، ومن المؤكد أن لمعلمة اللغة العربية دورا كبيرا في صقل موهبة جنان وهو ما جعلها تتحدث بهذه الثقة والقوة.
وأشار عليها أن تعتمد القرآن الكريم في تتبع المواقع الإعرابية للكلمات، فالقرآن خير معلم خاصة لجنان متعددة المواهب.
ثم سألها عن موضوع الحلقات التي قدمتها في برنامج مع جنان يحلا الكلام، وعن موضوع الذي ستشارك به في مصر، وطلب منها إلقاء نصا آخر

الدكتورة مي كانت آخر المداخلين، وأعربت عن إعجابها بجنان التي عندما شعرت أنها أخطأت في حركة إعرابية وهي تلقي قصيدتها، لم تنتظر من يصحح لها، فعادت وصوبت هي لنفسها.
وقدمت الدكتورة مي أعجابها بالموضوعات المقدمة في برنامجها، وسألتها عن عدد المتابعين لها عبر مواقع التواصل المختلفة، ثم سألتها عما ستقدمه وعن خططها للعام 2020م؟ وطلبت منها وضع الخطط والبنود التي تحققت منها.

أوجزت جنان ردودها قائلة: بالنسبة لسؤال صفقة القرن، فلن تكون هذه الصفقة كوعد بلفور، ولن نقضي مائة عام ونحن نرفض ونستنكر، فعودتنا ليافا وحيفا وكل مدن فلسطين، أكيدة بإذن الله
ثم قالت: أنا تقدمت بالمسابقة عبر مراحل أربعة وفزت بها جميعا، وسأذهب لمصر لتسلم الجائزة
وسيكون في مشاركتي مفاجأة لن أفصح عنها حاليا
ثم قالت: أود أن أرى نفسي في موقع أفضل، وأرجو أن أكون كاتبة مشهورة ترفع اسم فلسطين وغزة في المحافل الدولية
وألقت قصيدة حريتي لشاعرة فلسطين الأولى فدوى طوقان والتي فازت بها في مسابقة الإلقاء فقالت: حريتي! حريتي! حريتي!
صوتٌ أردده بملء فم الغضب
تحت الرصاص وفي اللهب
وأظل رغم القيد أعدو خلفها
وأظل رغم الليل أقفو خطوها
وأظل محمولاً على مدّ الغضب
وأنا أناضل داعياً حريتي! حريتي! حريتي!
ويردد النهر المقدس والجسور حريتي!
والضفتان ترددان: حريتي!
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي: حريتي! حريتي! حريتي!
**
سأظل أحفر اسمها وأنا أناضل
في الأرض في الجدران في الأبواب في شُرف المنازل
في هيكل العذراء في المحراب في طرق المزارع
في كل مرتفع ومنحدر ومنعطف وشارع
في السجن في زنزانة التعذيب في عود المشانق
رغم السلاسل رغم نسف الدور رغم لظى الحرائق
سأظل أحفر اسمها حتى أراه
يمتد في وطني ويكبر .. ويظل يكبر .. ويظل يكبر
حتى يغطي كل شبر في ثراه
حتى أرى الحرية الحمراء تفتح كل باب
والليل يهرب والضياء يدكُّ أعمدة الضباب
حريتي! حريتي!
ويردد النهر المقدس والجسور: حريتي!
والضفتان ترددان: حريتي!
ومعابر الريح الغضوب
والرعد والإعصار والأمطار في وطني
ترددها معي: حريتي! حريتي! حريتي!
**
وعن موضوعات برنامجها مع جنان قالت:
الحلقة الأولى ..استقبال رمضان في ظل العدوان الاسرائيلي
الحلقة الثانية عن صلة الارحام
الحلقة الثالثة عن أطفال الشوارع
الحلقة الرابعة ..استقبال العيد

واختتمت جنان بلقاء صحفي مع الأستاذة فتحية في استطلاع لما كان عليه العام المنصرم.
رفعت الأستاذة فتحية الجلسة على وعد أن يظل صالون نون الأدبي منارة للثقافة والإبداع.
**
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف