حُلْمٌ انغَسَلَ من قطراتِ المطر..
عطا الله شاهين
ذات مساء ماطر وجد نفسه يختبئ في بيت مهجورٍ على قارعة الطريق، والمكان بدا له مخيفا، فلا أناس هناك يستأنس بهم، فقال في ذاته بعدما راح ينظر من النافذة إلى جنون المطر بعدما تبلل رأسه من قطرات المطر: هل سأبيت الليلة هنا في هذا البيت الهجور؟ عاد إلى منتصف إحدى الغرف، وجلس على حصير من قش وراح يقرأة الجريدة، التي ابتلت من المطر، لكنه فجأة سمع صوت امرأة، فنظر من حوله، ولم ير أية امرأة، فقال في ذاته: للتو سمعت امرأة تقول يا لهدوئك المجنون، فعيناك تريدن أكل الجريدة، وكأن أخبارا مهمة تقرؤها، فقام من مكانه وبحث عن المرأة، لكنه لم يجدها، فظن أن امرأة رأته من النافذة، وهربتْ، فعاد إلى مكانه ووضع الجريدة تحت رأسه، وغطّ في نوم عميق، وبعد مرور وقت قصير، شعر بأن يدا تربت على كتفه، فنهض من نومه مذعورا، ورأى امرأة تشع نورا، فخاف منها، فقالت له: لا تخاف، فأنا صاحبة هذا البيت، لكنني متّ منذ زمنٍ، وسحرت البيت، لئلا يدخله الغرباء، فالبيت كل مليء بذكريات رائعة، وحين أشتاق لبيتي أعود إليه من سموات بعيدة.. كان الرّجُل يسمع، ويصغي لحديثها باهتمام، رغم علامات الخوف، التي علتْ على محياه، وعلم من حديثها بأنها امرأة تبحث عن حبٍّ، فراح ينظر إليها، رغم خوفه منها، وقال لها: أتريدين حبّا عابرا أم تريدين حبا دائما؟ فقالت له : أتعلم بأن الحُبّ العابر مجرد نزوة مجنونة لتفريغ شهوة، وهذا ما لأريده البتة، إنما أريد حبّا دائما يمنحني شعورا بحلاوةِ الدنيا هنا في البيت المسحور، الذي أراني لا أريد أن أفارقه البتة، فهل ستمنحني الحُبّ باستمرار، أتدري يمكنكَ العيش هنا، وستراني كل يوم، فعلِم بعد حين بأنه كان يحلمُ لكن حلمه انغسل بقطرات المطر، فقام من نومه، ونظر من النافذة ورأى المطر قد توقف، فسارَ في طريقه، وقال لذاته: يا للحلم الغريب، الذي انغسل من المطر ولم تكن مشاهده واضحة رغم أنه كان يتذكر حديثه مع امرأة، فالحلم لم يتم من شعوره ببرد رأسه، الذي تبللَ تماما، وراح يدفّئه بستارة مغبّرة نزعها من على النافذة قبل غطّه في نومٍ عميق..
عطا الله شاهين
ذات مساء ماطر وجد نفسه يختبئ في بيت مهجورٍ على قارعة الطريق، والمكان بدا له مخيفا، فلا أناس هناك يستأنس بهم، فقال في ذاته بعدما راح ينظر من النافذة إلى جنون المطر بعدما تبلل رأسه من قطرات المطر: هل سأبيت الليلة هنا في هذا البيت الهجور؟ عاد إلى منتصف إحدى الغرف، وجلس على حصير من قش وراح يقرأة الجريدة، التي ابتلت من المطر، لكنه فجأة سمع صوت امرأة، فنظر من حوله، ولم ير أية امرأة، فقال في ذاته: للتو سمعت امرأة تقول يا لهدوئك المجنون، فعيناك تريدن أكل الجريدة، وكأن أخبارا مهمة تقرؤها، فقام من مكانه وبحث عن المرأة، لكنه لم يجدها، فظن أن امرأة رأته من النافذة، وهربتْ، فعاد إلى مكانه ووضع الجريدة تحت رأسه، وغطّ في نوم عميق، وبعد مرور وقت قصير، شعر بأن يدا تربت على كتفه، فنهض من نومه مذعورا، ورأى امرأة تشع نورا، فخاف منها، فقالت له: لا تخاف، فأنا صاحبة هذا البيت، لكنني متّ منذ زمنٍ، وسحرت البيت، لئلا يدخله الغرباء، فالبيت كل مليء بذكريات رائعة، وحين أشتاق لبيتي أعود إليه من سموات بعيدة.. كان الرّجُل يسمع، ويصغي لحديثها باهتمام، رغم علامات الخوف، التي علتْ على محياه، وعلم من حديثها بأنها امرأة تبحث عن حبٍّ، فراح ينظر إليها، رغم خوفه منها، وقال لها: أتريدين حبّا عابرا أم تريدين حبا دائما؟ فقالت له : أتعلم بأن الحُبّ العابر مجرد نزوة مجنونة لتفريغ شهوة، وهذا ما لأريده البتة، إنما أريد حبّا دائما يمنحني شعورا بحلاوةِ الدنيا هنا في البيت المسحور، الذي أراني لا أريد أن أفارقه البتة، فهل ستمنحني الحُبّ باستمرار، أتدري يمكنكَ العيش هنا، وستراني كل يوم، فعلِم بعد حين بأنه كان يحلمُ لكن حلمه انغسل بقطرات المطر، فقام من نومه، ونظر من النافذة ورأى المطر قد توقف، فسارَ في طريقه، وقال لذاته: يا للحلم الغريب، الذي انغسل من المطر ولم تكن مشاهده واضحة رغم أنه كان يتذكر حديثه مع امرأة، فالحلم لم يتم من شعوره ببرد رأسه، الذي تبللَ تماما، وراح يدفّئه بستارة مغبّرة نزعها من على النافذة قبل غطّه في نومٍ عميق..