الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل حدد القرآن الكريم عمر نوح عليه السلام وفق تقويم عصره؟!بقلم: د.عبدالوهاب القرش

تاريخ النشر : 2020-02-16
هل حدد القرآن الكريم عمر نوح عليه السلام وفق تقويم عصره؟!بقلم: د.عبدالوهاب القرش
هل حدد القرآن الكريم عمر نوح عليه السلام وفق تقويم عصره؟!!

د.عبدالوهاب القرش..باحث في العلوم الإسلامية

يعتبر عُمر النبي نوح عليه السلام (950) سنة أحد المفاهيم السائدة بين علماء التفسير ، وعوام الناس طوال العصور السابقة، دون أن ينتبهوا بأن طول المدة  لا تنسجم مع سنة الله في الخلق، كما أن الإخبار الإلهي عن عمر نوح عليه السلام لم يأتنا بصيغة الأمر المعجز الخارق للطبيعة، كولادة السيد المسيح من العذراء ونطقه في المهد.

إذا سلّمنا أن النبي نوح عاش (950) سنة بشكلٍ طبيعي ودون أن يكون في ذلك معجزة، وكانت أعمار أهل عصره مقاربة لهذا الحد زيادة أو نقصانًا، بنفس الطريقة التي نرى فيها تقارب أعمار أهل هذا العصر من بعضها البعض، فلا بد أن سُنة الله في الخلق قد تغيرت اليوم عما كانت عليه زمن نوح، وهو أمر مرفوض لتناقضه مع كتاب الله، الذي يؤكد على أننا لن نجد لسنة الله تبديلاً أو تحويلاً{وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}(الأحزاب:62). و التغيير الوحيد خارج المألوف العام الذي أخبرنا الله عنه في القرآن الكريم، هو عن قوم عاد - الذين خَلفوا قوم نوح – حيث زادهم الله بصطة في الخلق: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(الأعراف:69).

فإذا كان نوح قد عاش بين قومه طيلة تلك القرون وهم يتعاقبون، وصبر على جميع الأجيال التي توالت عليه يخلف بعضها بعضًا رافضين لدعوته كافرين بالله ورسالته، ثم دعا على الجيل الأخير الذي أخذه الطوفان فأهلكهُ، فإن الأمر سيبدو كالمهزلة ولا يوافق كتاب الله، ولا يقبل به العقل والمنطق. بل من الممكن أن هذه الظاهرة الفريدة من الحياة الطويلة التي تتبدل عليها الأجيال إن حصلت ؛ تكون كفيلة بجعل الناس يؤمنون به ويُسلمون لأمره أمام هذا البشر الرسول المعجز القاهر بصورته المستمرة، ولكن ليست هذه الطريقة التي اختارها الله لهداية الناس ، وإنما اختار طريقة الامتحان، ليكون الإيمان نابعًا من قلب الإنسان وليس مفروضًا عليه بالمعجز القهري:{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}(العنكبوت:2).

وإذا افترضنا أن نوحًا عليه السلام عاش بين قومه طيلة هذه المدة، فهل بإمكانكم تخيل العدد الكبير لأولاده ومن تناسل منهم على مدى تلك القرون، والذين لم يهلك منهم في الطوفان إلا واحداً، ولو كان هذا صحيحًا فلا بد أن الأمر سيحتاج إلى أساطيل، وليس إلى سفينة واحدة تقاس بالذراع أن تتسع لنوح عليه السلام ولأهل بيته ، ومن آمن معه وللأزواج التي حملها من كائنات الأرض.

الحق نقول:إن الأمر الذي يُسلم به العقل والمنطق ويوافق كتاب الله وسنته في الخلق، هو أن حياة الإنسان وأطوارها المختلفة خاضعة لسنة الله في الخلق التي لا تبديل لها، لذا لا بد من البحث عن حل علمي معرفي سليم لهذه المعضلة.

إن سبيلنا إلى لفهم هذا الأمر على وجهه الدقيق هو اللسان العربي المبين الذي نزل به الوحي مفصلاً الكلمات على معانيها صراطًا دقيقًا لا اختلاف فيه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

إن القرآن هو الكتاب الوحيد من بين الكتب الإلهية الذي وصل إلينا على الوجه الذي نزل به الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن آياته أننا لا ترى فيه اختلافًا وأنه يفسر بعضه بعضًا، وأنه لا يمكن استبدال كلمة فيه مكان كلمة أو حرفًا مكان حرف فيكون المعنى أبلغ وأدق، وإنما اقتضى الوحي أبجدية اللسان العربي المبين بتناهي إعجازه حد الكمال منقطع النظير.

قد يستغرب الكثير طرحنا بأن نوحًا عليه السلام عاش عمرًا طبيعيًا ولم يعمر عشرة قرون، ويعتبرون أن بيان القرآن الكريم لهذا الأمر واضح وصريح بدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}(العنكبوت:14) ، ولا شكّ أنّ هذه الألف سنة هي مما نحسن عده وحسابه {...فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}(السجدة:5)، وما لم نمسك منها بشعاعِ عقلٍ ثاقب،  لن يبتسم لنا هلال هداية ، فكيف لنا بخمسين ألفًا لا ندركها بِعد تعرج بالأمرِ وملائكته ؟! {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}(المعارج:4).

إن هذه النسبية الموغلة في القدم ترافقنا كل آن ومع كل عين، تستلنا حينًا وتسلنا آخر، يخبرنا قوله تعالى{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} بأن نوحًا عليه السلام لبث في قومه (أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا): هذا النص العددي مقيد برسالة نوح عليه السلام إلى قومه ابتداء و بالطوفان انتهاء ومنفتح على نجاة نوح عليه السلام وأصحاب السفينة في قوله تعالى:{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ}(العنكبوت:15) ؛ فهل هذه المدة المحددة في (أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا) خاصة بتحديد أمد الرسالة أم بتحديد عمر نوح عليه السلام ؟ وكيف يمكننا حساب عمر نوح عليه السلام أو أمد رسالته إلى قومه في ظل استعمال وحدتين مختلفتين للقياس؟ وهل الألف سنة بمعنى (1000) سنة وهل " الخمسين عامًا " استثناء من الألف أم استثناء من فيهم فتعبر بالتالي عن المزاوجة بين نظام عدهم في الألف سنة التي نجهلها ونظام العدد العشري الذي نعرفه في الخمسين عاما ؟ أم أن "إلا" تمييز بين ما لبثه فيهم برسم الرسالة وما لبثه فيهم بغير رسم الرسالة وبين ما لبثه فيهم (آمن معه) بعد الطوفان ليكون مجموع عمره هو حاصل جمع المدد الثلاث : أمد ما قبل الرسالة المضمر وأمد الرسالة المحدد بطرح الخمسين من الألف و أمد ما بعد الطوفان المتبقي من الألف؟ وإلى أي حد يمكن أن تكون صيغة (أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا) عددًا عشريًا يقابل (1000)  طرح (50)  في ظل إرجاع ضمير اللبث على قوم كانوا في زمن غابر من المستبعد أن يكونوا قد توصلوا إلى نظام العد العشري زمنهم؟ وهل هناك مؤشرات قرآنية من شأنها الكشف عن نظام العد الذي اعتمدوه في حساب الألف سنة زمنهم؟.

حساب عمر نوح عليه السلام:

أولاً : البحث عن نظام العد لتحديد القيمة العددية الحقيقية للألف سنة:

لقد أكد القرآن الكريم على أن سيدنا نوح عليه السلام هو أول الرسل من أولي العزم ؛ وبالتالي فقد بعث في مرحلة زمنية قديمة جدًا أكثر مما نتوقع؛ والمستعرض لقصة نوح عليه السلام في القرآن الكريم يجد أن ورد ذكر نوح عليه السلام في (43) مرة ، وبشكل إستثنائي ذكر القرآن الكريم الأصنام التي عبدها قوم نوح عليه السلام:{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح:23] (ود. سواع. يغوث. يعوق. نسر):خمسة أصنام عبدها قوم نوح عليه السلام ؛ فهل يمكن أن يكون نظام عدهم نظامًا خماسيًا بعدد ألهتهم؟..

لا يخف على علماء التاريخ والحضارة الارتباط الذي عقده القدامى بين الأعداد والآلهة في بابل والفراعنة و اليونان وفي شتى الحضارات والديانات ؛ ومن هذا المنطلق نفترض أن : (قيمة الألف قيمة خماسية تساوي 500 سنة ) وليس لها من الألف العشرية إلا الاسم؛ فهل كان على القرآن الكريم أن ينحت أسماء جديدة لكل الأعداد في أنظمة العد التي عد بها الأقوام الغابرة الذين قصهم علينا نحن أصحاب النظام العشري الكامل أم يكتفي فقط بالاسم العشري للعدد دون قيمته في سياق القصصي القرآني عن الأقوام الغابرة وبحسب طبيعة الخطاب وبنيته؟.

هذا السؤال الجوهري هو الذي حملنا على طرح هذه الفرضية الجديدة للآيات العددية في القصص القرآني عن الأقوام الغابرة وانطلاقًا من ذلك فأن فهمنا لقوله تعالى{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا} ينطلق من فرضية المزاوجة بين عددين مختلفين في القيمة تمامًا كما المزاوجة بين وحدتين للقياس؛ وهي مزاوجة دل عليها استثناء " الخمسين عامًا " بـ " إلا " من فيهم أولاً ، ثم من " الألف " مجموع عمر نوح عليه السلام ثانيًا ، فضلاً عن التمييز بها بين ما لبثه فيهم يدعوهم إلى عبادة الله وما لبثه فيهم بغير دعوة ثالثًا.

ثانيًا : توحيد وحدتي القياس في وحدة واحدة.

لقد استخدم رب العالمين في الآية الكريمة وحدتي " السنة " و " العام؛ والسنة هي: حاصل قسمة عدد أيام العام المعتمد في الحساب على (7) فأن كان العدد قد ورد على لسان شخصية قرآنية فالسنة بحسب تقويمه وأن كان العدد من قول الله أو خبرًا مباشرًا منه فالسنة قمرية بحسب مقتضى قوله تعالى{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ}[التوبة:36]؛ وتبعًا لذلك وحيث أن قوله تعالى{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا} خبر من الله فالألف سنة الواردة فيها قمرية خماسية القيمة العددية بحسب نظام العد الخماسي المفترض لقوم نوح عليه السلام أما " العام " في القرآن الكريم فهو قمري حصرًا إلا في قوله تعالى:{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} وهو الموضع الوحيد الذي ورد فيه العام على على لسان يوسف عليه السلام ، ورودًا عجيبًا؛ وبتوحيد وحدتي القياس في قوله تعالى{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا} نستطيع أن نحدد عمر نوح عليه السلام ونحسب مختلف الأحوال التي تقلب عليها طوال حياته عليه السلام على النحو التالي:

الألف سنة العشرية بحسب مقتضى الاسم العشري للسياق المحمدي(الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) الموجه له الخطاب القرآني تحتل قيمة (500) سنة قمرية في سياق نوح عليه السلام وقومه موضوع الخطاب لعلة اختلاف أنظمة العد بين السياقين العشري والخماسي المفترض لنوح عليه السلام وقومه.

وإذا وحدنا وحدات القياس العشرية والسباعية والخماسية في وحدة واحدة يمكن أن نحسب عمر نبي الله نوح عليه السلام على النحو التالي:

50 عامًا (المطروحة من 1000 سنة) × 7 = 350 سنة قمرية؛ وهي نفس القيمة التي ذكرت في التوراة بأن نوح عاشها بعد الطوفان مقابل (600) سنة عاشها قبله.

وبعد توحيد وحدات القياس يمكن أن نحسب لبث نوح قبل الطوفان وبعده:

500 سنة قمرية ÷ 7 = 71,42857 عامًا قمريًا.

350 سنة قمرية ÷ 7 = 50 عامًا قمريًا.

وعلى هذا الأساس يتضح لنا بأن نوحًا عليه السلام عاش عمرًا عاديًا كأي بشر وليس عمرًا فلكيًا لا يقبله العقل ، ووجه الإعجاز هنا هو أن القرآن الكريم استعمل نظام العد الخاص بحضارة بابل الذي كان يعتمد النظام الخماسي والسباعي، حيث اثبتت الكشوف الأثرية أن المدونين البابليين الأوائل في تلك الحقب التي كان يسود فيهم تضخيم مدد الملوك بزيادة صفر أو صفرين ، وقد عثر علي لوح بالكتابة المسمارية فيه أسماء الملوك الذين حكموا بابل قبل الطوفان وبعده و مددهم وهي النحو التالي:

مدينة أريدو، حيث حكمها ملكان، استمر حكمهما لمدة 64000 سنة ,ثم انتقلت الملوكية إلى مدينة بادتيبيرا، وحكمها ثلاثة ملوك لمدة 180,000 سنة (المصدر يقول 108,000 سنة ) وانتقلت فيما بعد إلى مدينة لارجو وحكمها ملك واحد لمدة 28000 سنة, ثم سبار حيث حكمها ملك واحد لمدة 21,000 سنة, وأخيراً مدينة شوروباك والتي حكمها ملك واحد لمدة 18,000 سنة .

إذن في فترة ما قبل الطوفان كان هناك خمس مدن حكمها ثمانية ملوك في 240,000 سنة.

ثم حل الطوفان كما ورد في الوثائق السومرية ، .. ثم عادت الملوكية مرة أخرى إلى مدينة كيش الرافدية , حيث حكمها 23 ملكاً بعد الطوفان لمدة 24,150 سنة ,ثم دُمرت كيش وانتقلت الملوكية إلى آل مدينة إيأنا- دولة أوروك أو أوروخ حيث حكمها 12 ملك لمدة 2,310 سنة , ثم دمرت أوروخ وانتقلت الملوكية إلى أور حيث حكمها 4 ملوك لمدة 177 سنة.

يلاحظ في الجزء الأول من الجدول ما قبل الطوفان أن هناك شططًا في حساب مدد الملوك الذين حكموا و فجأة نجد في السطر الأخير تحولاً دراماتيكيًا حيث رجع الحساب إلى المنطق حيث صار متوسط مدة الملك حوالي 44 عامًا.

فقد كان حساب السنين (المقدر) يتم بالقمر حصرًا في البداية أذ يحسبون الشهر وحدة زمنية (سنة), فإذا أزلنا الصفرين من بداية الجدول ، وقسمنا الرقم على حسب نظام توحيد وحدات القياس (العشرية، والسباعية والخماسية) - التي ذكرناها سلفًا - لصار الأمر منطقيًا,كذلك لو ذهبنا إلي منتصف الجدول و أزلنا صفرًا وقسمنا الرقم حسب نظام توحيد وحدات القياس لصار الأمر منطقيًا أيضًا ..و لكن يلاحظ في آخر الجدول كما أسلفنا أن هذه العادة تركت و حسبت الأعوام بصورة طبيعية وواضح أن في تلك الفترة عرف الناس العام أو السنة الشمسية.

ومما يؤكد ما توصلنا إليه هو احتلال سورة نوح رقم (71) في ترتيب القرآن الكريم ، وليس من قبيل المصادفة أن يذكر نوح عليه السلام في القرآن الكريم في (28) سورة (43) مرة وبجمع العددين =(71)؟!!.

ذلك إعجاز قرآني لا شك فيه إذ أعطانا معلومة لم يك ليتيسر لأي أحد عند نزول القرآن أن يصل إليها بوسائل ذلك الزمان لولا الكشوف الاثرية الحديثة التي أماطت الثام عن أطنان من الألواح المسمارية المطمورة تحت ركام من التراب و الأحجار في العراق و فكت شفرتها.

د.عبدالوهاب القرش

المصادر والمراجع

القرآن الكريم..كلام رب العالمين

·        ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، دار المعرفة، بيروت:  ١٤١٢ ه.

·        أحمد داوود : العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود، ط ١. دار المستقبل، دمشق:  1991م.

·        الأصفهاني، مفردات غريب القرآن / تحقيق صفوان داودي ، ط ١. دار القلم والدار الشامية، دمشق:  1412ه.

·        الطبري : تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري )،بيروت: مؤسسة الأعلمي.

·        الطبري: جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ضبط صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت: ١٤١٥ه.

·        أليف. كوندراتوف :الطوفان العظيم بين الواقع والأساطير، ترجمة حمودي عدنان عاكف ، دار وهران ، دمشق: 1986م.

·        فاضل عبدالواحد علي : الطوفان ﻓﻲ المراجع السماوية ، ط ١، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، ١٩٩٩م.

·        سهيل قاشا : التوراة البابلية، ط ١، الفرات للنشر والتوزيع، بيروت: ٢٠٠٣م.

·        صامويل نوح كريمر : من ألواح سومر ، ترجمة طه باقر، بغداد، مكتبة المثنى ومؤسسة الخانجي، القاهرة .

·        Buday T. , 1980 , The regional geology of Iraq , vol 1 , poblished by geosury , Iraq .

·        Fouad S.F.A , 2007, Tectonic and structural evolution of western desert , Iraq , Bull .Geol , Min ,Special issue.

·        Jassim,s.z &Goff , J.C. ,2006 a, geology of Iraq, dolin prague & Moravian Museum , Brno (Czech Republic) , pp.340

·        Rich deen , 2008 , The genesis flood , why the Bible says it must be local , (picked up from The web)

·        Hassan . K . M . , 2007 central Iraq , Iraqi Bull. Geol. Min., Stratigraphy of KARBALA – NAJAF Area .

·        R.G.T.C1 Topographic Map of Mesopotamian and its) surrounding area (Modified).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف