الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نهاية عصر المليشيات في العراق!بقلم:جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2020-02-16
نهاية عصر المليشيات في العراق!بقلم:جاسم الشمري
نهاية عصر المليشيات في العراق!
جاسم الشمري – العراق

المليشيات هي قوّات مسلّحة غير رسميّة، من أهمّ واجباتها فرض إرادة أصحابها بقوّة السلاح على الآخرين، وتصفية المعارضين لها جسديّاً ومعنويّاً!
ظهرت المليشيات في العراق بشكل علنيّ في مرحلة ما بعد الاحتلال، وبرزت بصورة واضحة بعد تفجير المرقدين في سامراء في شباط/ فبراير 2006، وهو تفجير مدروس، ومخطّط له بعناية من أعداء العراق في الداخل والخارج!

هنالك اليوم أكثر من 150 مليشيا، منها ( 100) مليشيا غير رسميّة في بغداد وحدها، كما ذكر رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وغالبيّة هذه المليشيات تمتلك الأسلحة الخفيفة والمتوسّطة وحتّى الثقيلة، وهي مدعومة من قوى متنفّذة، ومشاركة في العمليّة السياسيّة!

المُدهش أنّ جميع رؤساء الحكومات وزعماء المليشيات يتحدّثون عن ضرورة ضبط السلاح بيد الدولة، وهو الأداة الأبرز لتهديد السلم المجتمعيّ وضياع هيبة الدولة!

ولا ندري منْ يمتلك تلك المليشيات إن كان هؤلاء جميعاً يتحدّثون عن ضرورة ضبط السلاح بيد الدولة؟

غالبيّة المليشيات لعبت دوراً مخجلاً بعد تفجير سامراء، إذ قتلت أكثر من 30 ألف مواطن بريء بحجج مذهبيّة وطائفيّة، والتزمت حكومات إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد المهدي الصمت إزاء جرائم المليشيات المستمرّة حتّى الساعة وبأساليب متنوعة!

من أهمّ ثمار ثورة تشرين في العراق هو بروز لحظة (متطوّرة)، وربّما كانت بعيدة المنال، إلا وهي بداية أفول (نجم) المليشيات.

مرحلة نهاية المليشيات بدأت ملامحها مع الاستهداف الأمريكيّ لمعسكرات (حزب الله العراقيّ) على الحدود العراقيّة السوريّة، وأيضاً باستهداف قاسم سليماني قائد فيلق القدس و( أبو مهدي المهندس) نائب رئيس هيئة الحشد الشعبيّ بداية العام 2020 عند خروجهما من مطار بغداد الدوليّ!

وتعدّ الاعتداءات المليشياويّة على المتظاهريّن من أقوى عوامل ضعف (هيبة) المليشيات في الشارع العراقي، وكشفتها على حقيقتها، وبأنّهم ليسوا مع الحراك الشعبيّ، وإنّما هم يطبّقون أجندات أجنبيّة!

التطوّر الأهمّ والأبرز تمثّل في هتافات شباب تشرين ضدّ (زعماء مليشياويّين) كانوا حتّى الأمس القريب ضمن الخطوط الحمراء، ولا يمكن الاقتراب منهم!

ورأينا كيف أنّ شباب النجف وكربلاء والكوفة وغيرها هتفوا ضد كبار زعماء المليشيات في تطوّر واضح يؤكّد أنّ شباب العراق لم يعد يخيفهم أيّ سلاح رسميّ، أو غير رسميّ، وأنّهم مصرّون على تحقيق مطالبهم التي خرجوا من أجلها، ومنها ضرورة تغيير وجوه كافّة السياسيّين بعد العام 2003 ومحاكمة القتلة والمجرمين وسرّاق المال العامّ.

المليشيات لم تكتف بقتل وترهيب المتظاهرين، بل بدأت تلعب بعض الأدوار المليئة بالكراهية لشباب العراق، وقد لاحظنا أنّ زعماء المليشيات حاولوا تسفيه مطالب الجماهير عبر إرسال شخصيّات تابعة لهم وإبرازهم على أنّهم جزء من الحراك، وقبولهم بإعطاء فرصة لرئيس الوزراء المكلّف محمد علاوي!

رفض هذه المؤامرة كان بصورة عمليّة، وبنزول مئات الآلاف من شباب العراق في بغداد وعموم مدن الجنوب وهم يهتفون، رغم التهديدات المليشياوية، ضدّ علاوي وحكومته المرتقبة، ولا أتصوّر أنّ هنالك رسالة أوضح وأدقّ من هذه الرسالة الشبابيّة الكبيرة لكافّة الكتل السياسيّة التي تحاول (التغافل) عن مطالب الجماهير وكأنّ الأمر لا يعنيها!

حكومة علاوي لن ترى النور طالما هنالك ضغوطات مليشياويّة مستمرّة عليها للاستحواذ على بعض الوزارات، وخطاب علاوي بأنّه لن يرضخ للضغوطات يشبه تماماً خطاب عبد المهدي، الذي أكّد مراراً أنّ استقالته في جيبه، ورغم ذلك نفذّ رغبات (الغرباء)، وأتمّها بقتل المئات وجرح الآلاف من المتظاهرين!

يفترض تطبيق المادّة (4) من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2005 على كلّ زعماء وعناصر المليشيات الذين قتلوا شباب العراق، فهل سيطبّقه علاوي، أم أنّهم فوق القانون؟

رغم كلّ الصور المليئة بالخوف والإرهاب المليشياويّ أعتقد أنّ مرحلة نهاية المليشيات قد بدأت، وأنّ الترهيب المليشياويّ مصيره الذبول والانهيار أمام إرادة العراقيين الصلبة، وأنّ شباب تشرين، وبوعيهم المتميّز، سيرغمون الجميع على بناء دولة المواطنة، وتطبيق العدالة بحقّ كلّ منْ قتل العراقيّين وانتهك حقوقهم!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف