يشتمل هذا الكتاب على تحقيق لمخطوط الأمالي في الحديث وعلى دراسة له، وهو لشيخ المتصوّفين وإمامهم عبد الكريم القشيري (376-465/986-1072). وهدف البحث إغناء فهمنا ومقاربتنا للعلاقة بين التصوّف وعلم الحديث، وذلك انطلاقًا من دراسة النصّ والسياق التاريخيّ لتداوله بين القرنَين الحادي عشر والثالث عشر الميلاديّين، ضمن بقعةٍ جغرافيّة تضمّ خراسان وبلاد الشام. وإنّ من أبرز العوامل التي كرّست دور التصوّف في المجتمع الإسلاميّ حينها، ارتكازه إلى علم الحديث من جهتي شبكة العلاقات بين رجاله وطريقة الإسناد. لكنّ المصادر التي بين أيدينا – وكذلك الدراسات إلى حدٍّ ما – تؤكّد أنّ التصوّف قد شكّل مع الحديث معادلةً ثنائيّة. وفي أثناء تشكّل هذه المعادلة، ورغم الانتقادات اللاذعة التي واجهتها، برز التصوّف عاملًا مهمًّا بحدّ ذاته. ولكن يبقى الكشف عن مصادر جديدة مطلبًا ملحًّا يجيز لنا فهم العلاقة التي تجمع التصوّف بعلم الحديث على نحو أدقّ وأعمق. ويضع كتابنا هذا في متناول الباحثين مادّةً جديدةً قد تكون ذات أهمّيّةٍ بالغة.