الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موت الإمام بقلم: د. سعيد عياد

تاريخ النشر : 2020-02-10
موت الإمام
بقلم د. سعيد عياد
أستاذ الإعلام في جامعة بيت لحم
صوت ينادي يتردد صداه في أرجاء القرية " مات شيخ الجامع ". أعرف شيخ الجامع، كيف يموت ؟ هو قال يوما: إنه لا يموت، فالشّيوخ لا يموتون فالله يعصمهم من الموت.
وها هم النّاس يبكون، الرّجال محزونون والنّساء يُقدّدن ثيابهن، والقرية تتشح بالسّواد وأغلب النّاس تعتصم بالصّمت، والبعض يهذي في نفسه ويقول: " حلّ بنا خريف دائم لقد أصابنا يُتم أبدي". لكنّ الحزن الكثيف لا يحتمل ذاته فتقام لشيخ الجامع سرادق عدة للعزاء، في كلّ مضافة سرداق، والغادون والرائحون يقولون: " هذه مكرمة إلهية أن يقام للشّيخ عزاء في مضافة كلّ عائلة". ينتهي العزاء ويتفرّق النّاس إلى بيوتهم محزونين وعاجزين ويائسين. ومن بعيد يصيح منادٍ بأعلى الصّوت:
_ مات إمام وقام إمام.
صدى قوي في وادي القرية يردُّ على المنادي:
_ وقام إمام وقام إمام.
ما أغربها من أصوات فيتوه النّاس فيها، هي أصوات غير مألوفة، فيهلعون ولا يهجعون وكادوا يفقدون صوابهم، وفجأة تتهدج في كلّ جنبات القرية أصوات أخرى غير السّابقة، فتتداخل فيما بينها وتتعالق مثل خيوط العنكبوت الأسود:
_ قام إمام قام إمام
ولكنّ نهار اليوم مختلف، فكأنّ القرية تعيش تجربة أولية ليوم البعث حين يكون الخلق على السّراط تائهين في أنفسهم لا هم في عدن ولا هم في ويل، فلا أحد يسمع سوى أنين الضّعفاء كورق الشّجر المتكسّر في الخريف أو فحيح إبليس وأهله يجأر مثل أفعى أو ضبع جائع .
فالنّاس من كلّ حدب وصوب يهرولون في خوف وصدمة نحو الجامع. وهناك في باحة الجامع يعلو هرج ومرج، وصخب وغضب، وفتاوى لا تعدّ ولا تحصى، فالكلّ يريد أن يُنصّب شيخه إماما للقرية، وفي الكتاب المبين ما يُقوّي فتواه وأحقيته في الإمامة، ولم يحدث ولو مرة واحدة أن التقى أهل القرية وكبارها معا كما هم اليوم. يا له من صراع لا يهدأ، حمولة الجبلية وحمولة السّهلية تستأثران بالصّراع الدّامي. الجبلية يقولون: إنهم أساس القرية، والسّهلية يقولون: إنهم من حموا القرية من الغزو المتكرر، أمّا الحمائل الثّلاث الأصغر عددا ونفوذا، فظنّت نفسها أنها مثل نجمة سيُستدل بها على الطّريق، ومع أنّ صمتها غالب وهمسات كبارها تتسلل في النّاس في بعض الأحيان، لكنْ لا أحد يستطيع أن يفهم مقاصد ذلك الهمس، وبعد قليل يصيح شيخ مشايخ حمولة الجبلية فيفاجئ خصمه شيخ مشايخ حمولة السّهلية ويقول له:
_ ولكم في السّلف الصّالح أسوة، فمِنّا الإمام ومنكم المؤذن فنحن الأساس.
وكأنه صبّ على النّار المتراكم في الصّدور زيتا خارقا حارقا، فصاح شيخ مشايخ السّهلية في غضب:
_ ولكم في كتاب الله أسوة، فإن تمردت طائفة على الأخرى فقاتلوا المتمرّدة حتى ترجع إلى صوابها.
وقرأ الآية القرآنية.
ثم أشاح بوجهه وشمخ برأسه وتنهد ثم همس بصوت خافت:
_ إذا أنت أمير وأنا أمير فمن يسوق الجمال؟.
وتنفجر الحناجر والقلوب الملتهبة خلف شيخهم:
_ باغية ... باغية
ففهم شيخ حمولة الجبلية أن حمولته المقصودة بالهتاف. فانفجرت الحناجر من جديد، وعلا الهرج والمرج ولم يعد صوت آخر يعلو عليه، إلى درجة أن أحدا لم يسمع صوت نعاجٍ تستغيث قد هاجمها ضبع في زريبتها القريبة من الجامع، ومن سمع لم يحرّك ساكنا، فالكلّ مشغول بتنصيب إمامه خلفا للإمام الراحل. أمّا الضّبع فراح يلتهم نعجتين وبعد أن انتهى من وليمته اختلس نظرة سريعة للحشد في باحة الجامع، فاطمأن ووعد نفسه بأنه سيعود وقد وضع نصب عينيه فريسة مميزة، ثم اختفى.
الّليل يعسعس ويتمدد في النّهار كالمارد، وحال أهل القرية ومشايخها المتصارعين على إمامة الجامع، يتعقّد أكثر ويشتبك النّاس من الحمولتين بالكلام والأيدي، الكلام قاسٍ ومخيف إلى حد الاتهام المتبادل أن كل واحد من الحمولتين هو طارئ على القرية وليس منها.
وعلى حين غرّة ومن بين الأصوات التي لا تهدأ يصيح رجل عجوز من الجبلية يقول:
_ إن صلاة العصر لهذا اليوم تؤجل إلى حين يقرّ النّاس بإمام من حمولته.
فيصمت النّاس لبرهة، ويتسلل من الصّمت صوت عجوز غاضب من حمولة السّهلية فيردّ:
_ والله هذا لن يكون، فإن صلاة العصر ستقاوم في موعدها بإمام من السّهلية يُصلّي خلفه كل أهل القرية ومن يمتنع يُعتبر خارجا عن الملّة فلا تقبل منه صلاة ولا زكاة وتُطلّق منه زوجته، وإن أتاها في ليل فهو يكون قد زنى وفجر وفسق فوجب عليه الحد، سواء اعترف بذلك أم لم يعترف.
كلام رجل السّهلية يخيف النّاس، فتسقط قلوبهم وتتدحرج بين أقدامهم، فعليهم الاختيار إمام المبايعة لإمام السهلية أو الخروج من الملّة وهذه قمة العذاب الخالد. ويسود صمت مفاجئ باحة الجامع وكأن النّاس ضُربت على رؤوسها فشُلّت الألسن وتحجّرت القلوب، وبدا كلّ واحد منهم وكأنه يقف على السّراط المستقيم فإما أن يكون الويل وشجرة الزقوم ملاذه أو أن تكون الحور العين وجنان عدن مصيره الموعود.
شيخ الجبلية الدّاهية راح يفكّر ويمعن النّظر، فأطال النّظر وطال القرار، وموعد صلاة العصر قد دنا، فإن لم يجد حلّا ستصير الإمامة للسّهلية، ومن تكون له إمامة الجامع يعني أنه قد امتلك مفاتيح أبواب السّماء، وهذه الأبواب لا يفتحها إلا إمام الجامع.
كلّ شيء يتلظى فوق صفيح ساخن وربما القرية كلّها ستحترق. وبينما النّاس تائهون حائرون، كان ذاك الرّجل يتململ في مقعده على حافة الجدار الحجري للجامع، هو شيخ حمولة الرّملية، منذ بداية الاجتماع ظلّ صامتا ويفكّر، ومعروف عنه بصيّاد الفرص، فتنحنح وسعل بهدوء ليلفت انتباه النّاس الهائمة بأرواحها في مصير تجهله. ولمّا صار وسط الحشد كان في تمامه وراح يخطب موجها كلامه لشيخي الجبلية والسّهلية:
_ كلاكما أهلٌ وأخوة ومن طينة هذه القرية كابرا عن كابر وشيخا عن شيخ، فإن كنتم أخوة فتقاسموا الأمر بينكم، والحل من عندي أن نقسّم الجامع بينكما، وكلّ يختار إمامه، وأنا عن حمولتي سنصلّي خلف كلّ واحد منكم صلاة، الفجر خلف إمام والظّهر خلف الإمام الآخر.
وصمت...
ليصيح النّاس معا :
" قام منا الإمام قام ".
وفجأة ينقلب النّاس ويغضبون بعد أن فطنوا للكلام الذي سمعوه للتو، فراجوا يتهامسون: " اقتراح شيخ الرّملية خطير يّقسّم القرية وهذه نقيصة في حق قريتنا".
ضرب شيخ الرّملية الأرض بعصاه الطّويلة، فلم يعجبه عضب الناس فقام وردّ :
_ أتتهمونني بتقسيم القرية وأنتم قسّمتم النّاس، والله لن نصلّي خلف أي منكم.
ثم جال في الوجوه ينفثها حنقه، وبعد قليل ينسحب في احتجاج يجرف معه أبناء حمولته، وفي الطّريق صاح من بينهم رجل:" لقد سمعت أنين نعاج دنا منها ضبع"، فذهلوا ودبّ فيهم الرّعب، وراحوا يبحثون عن الضّبع ليرجموه عقابا على افتراسه النّعاج، لكنّ الضّبع حينما رآهم يتراكضون بحثا عنه، اعتلى أعلى شجرة على رأس الجبل الكبير وراح يراقب ما يجري في باحة الجامع بينما أولئك الباحثين عنه قد تشتتوا في دروب عدة ولم يعثروا عليه.
من جديد يملأ صوت الهرج في باحة الجامع واد القرية، وفي هذه المرّة يقف شيخ طويل القامة وينفض عباءته ويثبّتها على كتفه الأيسر، هو ليس مثل شيخ حمولة الرّملية، فنفسه قصير وصبره ينفذ بسرعة، فهو مختلف، يتلمّظ الكلام في حلقه قبل أن يرمي به النّاس العاجزة عن الحل، فلم يبق لصلاة العصر طويل وقت، فوثب من مجلسه محتشدا بعزم فريد ليحقن ماء وجوه كبار القرية وأهلها، فراح يقول في النّاس:
_ أنا شيخ مشايخ المرزوقية، كما عهدتمونا نحن مع الحق ظاهرين وللباطل زاهقين، ونحن ليس لنا طموح في الإمامة ولا في غيرها، ولهذا فالحل عندي ولا يُشقّ له غبار، وهو أن نبني جامعا آخر في القرية، واحد يكون إمامه من الجبلية والآخر إمامه من السّهلية وأنا وحمولتي سنصلّي أسبوعا خلف إمام وأسبوعا خلف الإمام الآخر.
وجلس...
ليعلو صوت الناس :
_ قام منا الإمام قام.
الحيرة تكبر، وشيخ السّهلية ينتظر وقت صلاة العصر فهو مطمئن لفتوى حكيم حمولته، وشيخ الجبلية ما زال يفكر.
من بين الناس الهائجة يتسلل أحدهم يلقبونه بأبي شنّارة لماذا لا أحد يعرف، فيقول:
_ أما وقد اختلف أهل القرية على رأي مشايخنا فأقول وفي قولي العدل إن شاء الله : لنقسّم الصّلاة الرّباعية بين الحمولتين المتصارعتين: ركعتان، ركعتان، فيؤمُّ إمام من السّهلية ركعتان وإمام من الجبلية ركعتان وأما الصّلاة الثلاثية فيؤمها يوم إمام من السّهلية ويوم آخر إمام من الجبليةـ أمّا صلاة الفجر فبالقرعة.
الناس تضج ويصيحون هذا حرام وبغي كيف نقسّم الصّلاة، فوالله أن تقسيم القرية لأهون من تقسيم الصّلاة.
فجلس شيخ المرزوقية في توتر وحرج ...
في ذاك الرّكن القصي من باحة الجامع ظلّ يبرم شنبه الطّويل الأبيض ويعدّل طربوشه الأحمر، ويهندم قمبازه البنّي الرّاقي، إنه شيخ الصّرارية وهو أقل مشايخ القرية كلاما لكنّه أكثرهم تقييما للأمور حين تتعقد، فيتقدم إلى وسط باحة الجامع معتدّا يهمس لنفسه: " إذا ما خربت لن تعمر" ثم قال وكأن لديه الحل الأخير:
_ يا ربعنا وعزوتنا لأننا أهل ومتساوون في الجذور والمصير فالحلّ من عندي ومن عند حمولتي، هو أن نغلق الجامع بالتّرباس وليصلّي كلّ واحد منا في بيته فرادى فلا غالب ولا مغلوب.
وجلس يراقب عيون الحاضرين. فيصيح النّاس جميعا بصوت واحد:
_ لا إمام لا إمام
يتفرّق النّاس فرادى راجعين إلى بيوتهم فرحين بالحلّ السّحري وكأنهم تلقفوا عصا موسى، فيدوى صوت أبواب البيوت المغلقة خلفهم في أرجاء القرية، وبعد قليل يصدح آذان العصر بأصوات مختلفة من نوافذ البيوت جميعها، كانت كلّ أصوات نداءات الآذان غريبة ناشزة حتى أن بعضها كان مشوّها.
أحلك الليل وخيّم على القرية بكثافة، فيغفو النّاس في نومهم العميق، فقد أصابهم الجدل والنّقاش بالتّعب والإرهاق، ويطول الليل ولا يبدد دجاه شيء. وفجأة قبيل صلاة الفجر يدبُّ في القرية نداء غريب:
_" جاءنا إمام جاءنا إمام" .
انتفض أهل القرية من نومهم في فزع واعتلوا أعلى الشّجر وأسطح المنازل يقشعون القادم من بعيد، وحينما رأوه وهو يكبر في عيونهم في أرض القرية، هلّلوا: " يا شمس الحق أشرقي"، وراحوا يتراكضون في الطّرقات، ووصلوا باحة الجامع لاهثين، وتكاتفوا وتلاصقوا وأنصتوا، ويعتلي الغريب ذو اللحية الرّمادية الطويلة والعينين الزرقاوين يخطب في الناس الذين امتلأ بهم بطن الجامع وصحنه ومحيط الخارجي:
_ لقد جاءني في المنام أن أكون عليكم إماما عصمةً لدمائكم، فها أنا فيكم إماما.
فهتف أهل القرية:
_ يحيا الإمام يحيا الإمام.
وصلّوا الفجر سويا خلف الإمام الغريب، وبعد أن انفضت الصّلاة، تعانقوا وتصالحوا وهتفوا فرحا، وكبار العائلات سجدوا لله شاكرين على نعمة الإمام الغريب القادم من وراء الجبل العالي. ورددوا معا بصوت واحد: " رايتك بيضة وطريقك خضرة ... يا شيخنا ". تبسّم الشّيخ وكاد أن يقهقه لولا وقاره .
وذات يوم قريب يصحُ أهل القرية من النّوم وما أن أبصر نهارهم، حتى وقعوا مصدومين، فانشقت عيونهم على شيء غريب، فكلّ شيء تغيّر، فالأشجار صارت عارية، والطّرقات عارية، كلّ شيء عارٍ وكأن العري ستر وحشمة، ولكن المفاجأة الأكبر أن الجامع قد اختفى.
يتردد السّؤال في البيوت والكروم والسّهل والجبل، أين اختفى الجامع؟
من بعيد كان شاب راكض يلهث يصيح:
" يا أهل قريتنا، إمامنا الجديد يقرئكم السّلام، فقد قرر أن يقلب قريتنا رأسا على عقب لنتخلّص من درن الإمام السّابق الهالك ولننجو من الضّغينة بين العائلات، فهدم الجامع وعرّى الشّجر، وقال كلّ شيء سينبت من جديد".
استراح النّاس وانفرجت أساريهم، فاطمأنوا. وقرروا العودة للصّلاة في بيوتهم إلى حين يبني الإمام جامعا جديدا، ولكنهم فطنوا لنعاجهم وحلالهم، فراحوا يفتّشون عنها في الحظائر والكهوف، فتضربهم المفاجأة وكأن صحية سماوية حلّت بهم، فلم يعثروا إلا على رمم وبقايا النّعاج، فقد استغلّ الضّبع صراعهم على الإمامة فأكل كلّ شيء وصار بحجم القرية وأكبر.
وتمضي أيام وشهور وسنين ولم يبن الإمام الجامع، ولمّا ذهب إليه كبار حمائل القرية يسألونه سبب هذا التأخير وعدم الوفاء بالوعد وهم أولوه ثقتهم. أشار الإمام بيده إلى ضّرير، فاستغرب النّاس وهاجوا، فكيف يكون هذا الضّرير سبب عدم إقامة الجامع بعد هدمه؟
فسألوا الضّرير:
_ لماذا هدمت المسجد القديم وعرّيت شجرنا؟
طأطأ رأسه في صمت مطبق، فقهقه الإمام متخلّيا عن وقاره يهتف لهم:
_ أنتم العميان وليس هو.
فزادهم كلامه حيرة وقلقا وتوترا، ونهض من مجلسه وأدار لهم ظهره، وأخذ يُسرّع خطوه، حتى غاب عن عيون أهل القرية، وفي المساء عندما رجع راع لما تبقى من ماشية، أغلظ يمينه بأنه رأى إمام الجامع الغريب قد تحوّل إلى ضبع وقد اختفى في المغارة الكبيرة وهو بالتأكيد الذي أكل جلّ ماشية القرية ونعاجها، فدبّ الصّياح فيما بينهم وانقسموا بين مصدٌق لكلام الرّاعي وبين مكذّب له.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف