
الملخص للمدونة التي كتبها أ.د الشاعر عبدالرحيم مراشدة عميد البحث العلمي وعميد كلية الآداب واللغات سابقا جامعة جدارا/ الأردن في ديواني( في كفها حناء شمس ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
أن تتناول شاعراً أو شاعرة بالتقديم ، فذلك يعني أننا أمام أمر ليس من السهولة بمكان، لا سيما في هذا العصر الذي نعيش، حيث تتزاحم فيه الأنماط والأجناس الأدبية والإبداعية تزاحماً مبرراً أحيانا ، وغير مبرر أحياناً أخرى، فنحن نشهد تقدماً حضارياً لافتاً ، لا سيما في ظل ثورة المعرفة وثورة ( الإنفوميديا/ الاتصالات) ، ومن هنا يكون على المبدع أن يسير في فضاءات متعددة ومحيرة، بحثاً عن خصوصيته، التي يود أن ينجزها عبر نصه الإبداعي أنى كان.
وقبل الشروع في مسائل تتعالق مباشرة مع المدونة الشعرية التي نحن بصددها الآن ، للشاعرة ردينة آسيا، أرى من الجدوى الإشارة إلى قلة الكتابات النسوية في عالم الشعر والأدب، على خريطة الشعر المحلي، على الأقل، وهذا يعطي حافزا كامناً لدى المتلقين للإطلاع على الأدب النسوي ، وصولاً إلى الوقوف على المنتج الإبداعي الخاص بهذا النوع من الكتابات. لقد اختارت الشاعرة ( ردينة) في هذه المدونة شكلاً شعرياً، يمكن تصنيفه بسهولته في شجرة الأجناس والأنماط الإبداعية، فقد اختارت جنس الشعرالعربي العام، واختارت نمطا تقليدياً معروفاً من الشعر العربي، وهو الشعر الكلاسيكي، القائم على الالتزام بالوزن والقافية وتحديدا العامودي منه.
السؤال يبقى لافتا عن هذه الشاعرة، والذي يثير السبب وراء كتابة هذا النمط الكلاسيكي من الشعر، لعلها هنا تود القول أن الشعرية والشعر موجودة في الإبداع منذ القدم، ولسنا بصدد موت الشعر القديم، حيث يذهب كثرة من الشباب والمبدعين إلى العزوف عن الكتابة الكلاسيكية لهذا النمط، فتحاول الشاعرة إثبات عكس مثل هذه المقولات، ولقد تمكنت بحق من الإجابة عن ذلك ، من خلال إظهار قدرتها على الكتابة بهذه الطريقة، فاعتمدت أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقامت بالتنويع على البحور فلم تلتزم بحراً واحداً، لتثبت وجودها وحضورها وتمكنها. ردينة الشاعرة إذاً، كانت واعية لذاتها ولشعرية القول في كتاباتها، وأدركت أن الشعرية ليست فقط في النمط بقدر ماه في مكونات الشعرية، فاعتمادها هذه الطريقة حمّلها عبئا إضافياً لتأسيس شعريتها الخاصة عبر نمط الشعر الكلاسيكي، ومن هنا توسلت بما يلي لتجد لها مكاناً لافتا على خريطة الشعر المحلي على الأقل:أ- حاولت الكتابة في موضوعات معاصرة، تتناول مستجدات الواقع ، وبخاصة ما له له علاقة بالفكر العربي والحضارة العربية والظروف السائدة ، ومثال ذلك القصائد : ( بغداد ، هنا شعبي ، حلم ، صدام ...الخ) ، فهذه القصائد تحيل إلى مرجعيات معينة منها الوضع العربي في العراق ، والربيع العربي والهزائم المتتالية للعرب، وسعت لتمجيد بعض الأبطال العرب ، والتوكيد على أهمية الشعوب العربية، ودورها في الفعل التحرري، أو الظلم الذي يقع على الشعوب ..الخ) ونمثل على ذلك من قصيدة حلم ، عند قولها:
يُـــــنادي حلْمـــــــنــا زمـــــــنًا جميلَ الهَــدي قــَـــــدْ يبـــــــدو فــــــــلا حقـــــــــد ٌ
يُفـَــــرّقُـــنا ويفـْـــنى بيـــــــننا الـحـــــــدُّ
ب- سعت الشاعرة في اتجاه يجمع بين البعد الإنساني والاجتماعي، حيث الحس الاجتماعي نتاج منظومة لها مرجعيات إسلامية عربية، وعادات وقيم وأعراف تحترمها الشاعرة وتنتمي إليها، هذا البعد يسهم في التوكيد على معالجات معينة ، ومن هنا تحاول الشاعرة لفت الانتباه لها وتعزيزها، وفي الوقت نفسه تحاول نقد بعض التفاصيل الحياتية وتقدم تجاهها رؤية معينة ووجهة نظرها. ومن هذا النمط نجد القصائد :
( فطر يا أيها المجروح، و نسيم ) ونمثل منهما بهذه الأبيات:
كفى يا أيّــها العــــــادي لعــمــــري فـلـنْ أخشـــــى لأحلامــي انـتــزاعا
ولنْ أرضى لمجرى النّهــــــرِ ســدًا فـفـــضْ بالعـــزم يا نهـــر اندفاعــا
فطـِــرْ يا أيها المجـــــروح صبْحـــًا وطــر ْ، تأبــى السّمــا إلّا ارتفاعـــا
ج – بقي نمط أخير ،وقد كثر في هذه المدونة الشعرية ، الذي يشكل ارتياحاً للذات الإنسانية، إذ يتداخل النص الشعري ليتشرب من موضوعات تحيل إلى الغزل ، وينهل أسلوبياً من الرومانسية، فقصائد الحب تجد مكاناً لها لدى جيل الشباب من الشعراء، وهو أمر طبيعي، لا سيما وأننا مع شاعرة شابة، لكنها بحق تحاول بعناية وثقة شق طريقها بين الشاعرات لتكن مثالاً جيدا على الأدب النسوي المحلي والشعري منه خاصة. ومن هذه القصائد نجد نوعين : نمط كانت اشتغالاته الأسلوبية والموضوعية تحيل إلى المعاصرة ومعطياتها، رغم أنها تتلبس الثوب الكلاسيكي القديم من الشعر العامودي، لكن لغتها ومضموناتها لا تنفصل عن الواقعي والمعيش والمعجم اللغوي المعاصر،كما في القصائد الموسومة : ( في كفها حناء شمس ،وترفق، ورق القلب ..الخ ) وفي مثل هذه القصائد لن تجد لغة صعبة ولا أنساق ثقافية مربكة باعثة على الإغراق في التحليل ، وانما هي أقرب للتداول، ولهذا جاءت الصور والأخيلة فيها سهلة ، ويمكن تفكيك مضامينها الداخلية بيسر ، ونمط آخر، راح ينهل من مرجعيات لغوية وأسلوبية تحيل إلى المعجم اللغوي القديم. والطرائق القديمة في التعبير، ولعل الشاعرة هنا ذهبت لهذا المنحى، نوعاً من الانسجام مع رغبتها ، ومحفوظاتها من أشعار درستها، واطلعت عليها ضمن قراءاتها في الشعر العربي الكلاسيكي، فشكل لها هذا الأمر، نوعا من الحنين للماضي والارتباط به، وأرادت إضافة لذلك أن تفيد من الشعر القديم عبر المتناصات المتعددة مع حكايات التاريخ القديم وأحداثه ، وتسقطها على ما نعيشه من ظروف وأحوال، فجاءت هذه المتناصات لخدمة النص من حيث شحنه بمعطيات تدفع المتلقي للمقارنة والتأمل بين أكثر من زمن وأكثر من حدث، وصولاً للإفادة من الماضي وأخذه بوصفها عبرة لنا. ونمثل على هذا النمط بالسياقات الشعرية التالية، من قصيدة ( كؤوس الأندرينا ) ، وهي كما هو معلوم تتقاطع وتتعالق نصياً مع قصيدة عمر بن كلثوم، المعلقة الشهيرة التي تبدأ بالمطلع : ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا ... ولهذا تكون هذه القصيدة وحكايتها مهمة في عبورها لسياق النص الشعري المعاصر،عند الشاعرة ردينة ، ونقتطف من القصيدة السياق التالي:
ألا نبكـــي أيـــا شعــب الســنـينا ألا نبكــــي عــروس الأرض فينا ؟
فسلمى خلف سور القدس صاحتْ:
متى تصحــــو عــيون النائمــينا ؟
متى تعـــــلو مـــآذننا بأقـــصى ؟
أيبقى الدّمع في المسرى رهينا ؟
ألا نبكـي العـِــــقال وكــل عُـرْبٍ
وبعد البـأْسِ مــــن أمسى عـنينا؟
نؤكد أن في هذه السياقات تتضح موضوعة الحرب، وقصة العرب الحالية وتخاذلهم وتراجعهم، في حين تود الشاعرة المقارنة مع النخوة العربية والهمة العربية ، في نفسية الفارس العربي من أمثال، عمرو بن كلثوم، فتسريد النص وعبور جنس القص على الشعر هنا جاء لاستنهاض الهمم أمام ضياع الأرض العربية والمقدسات، ومن هنا يجري تبرير مثل هذه النصوص في مدونة الشاعرة ردينة الشعرية.
وبعد ،أرى في هذه الشاعرة امتلاكها لأدواتها الشعرية، ووعيها لذاتها ، ووعيها للواقع الذي تعيش، ولها قدرة على استشراف الأبعاد التي تكلمنا عنها، اجتماعيا وسياسيا وإنسانيا، ويبدو جليا تمسكها بتراثها وتاريخها ، وهذا ما تمثل بتوسلها نمطية القصيدة القديمة ،لا سيما الكلاسيكية منها، ومن هنا تشكل هذه المنطلقات للشاعرة أرضاً خصبة للتحول والتطور مستقبلاً، لتكون شاعرة واعدة، شاعرة يمكن أن تتطور وتشق طريقها في مساحة ليست سهلة ، في حقيقة الأمر، ولكم نحتاج إلى إثراء هذه المساحة، لأننا أمام تراجع لافت لإسهام المرأة بالإبداع قياساً مع الجنس الآخر، ولهذا لا بد من الأخذ بيدها نحو درب نأمل أن يكون مشرقاً لها بحول الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
أن تتناول شاعراً أو شاعرة بالتقديم ، فذلك يعني أننا أمام أمر ليس من السهولة بمكان، لا سيما في هذا العصر الذي نعيش، حيث تتزاحم فيه الأنماط والأجناس الأدبية والإبداعية تزاحماً مبرراً أحيانا ، وغير مبرر أحياناً أخرى، فنحن نشهد تقدماً حضارياً لافتاً ، لا سيما في ظل ثورة المعرفة وثورة ( الإنفوميديا/ الاتصالات) ، ومن هنا يكون على المبدع أن يسير في فضاءات متعددة ومحيرة، بحثاً عن خصوصيته، التي يود أن ينجزها عبر نصه الإبداعي أنى كان.
وقبل الشروع في مسائل تتعالق مباشرة مع المدونة الشعرية التي نحن بصددها الآن ، للشاعرة ردينة آسيا، أرى من الجدوى الإشارة إلى قلة الكتابات النسوية في عالم الشعر والأدب، على خريطة الشعر المحلي، على الأقل، وهذا يعطي حافزا كامناً لدى المتلقين للإطلاع على الأدب النسوي ، وصولاً إلى الوقوف على المنتج الإبداعي الخاص بهذا النوع من الكتابات. لقد اختارت الشاعرة ( ردينة) في هذه المدونة شكلاً شعرياً، يمكن تصنيفه بسهولته في شجرة الأجناس والأنماط الإبداعية، فقد اختارت جنس الشعرالعربي العام، واختارت نمطا تقليدياً معروفاً من الشعر العربي، وهو الشعر الكلاسيكي، القائم على الالتزام بالوزن والقافية وتحديدا العامودي منه.
السؤال يبقى لافتا عن هذه الشاعرة، والذي يثير السبب وراء كتابة هذا النمط الكلاسيكي من الشعر، لعلها هنا تود القول أن الشعرية والشعر موجودة في الإبداع منذ القدم، ولسنا بصدد موت الشعر القديم، حيث يذهب كثرة من الشباب والمبدعين إلى العزوف عن الكتابة الكلاسيكية لهذا النمط، فتحاول الشاعرة إثبات عكس مثل هذه المقولات، ولقد تمكنت بحق من الإجابة عن ذلك ، من خلال إظهار قدرتها على الكتابة بهذه الطريقة، فاعتمدت أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي، وقامت بالتنويع على البحور فلم تلتزم بحراً واحداً، لتثبت وجودها وحضورها وتمكنها. ردينة الشاعرة إذاً، كانت واعية لذاتها ولشعرية القول في كتاباتها، وأدركت أن الشعرية ليست فقط في النمط بقدر ماه في مكونات الشعرية، فاعتمادها هذه الطريقة حمّلها عبئا إضافياً لتأسيس شعريتها الخاصة عبر نمط الشعر الكلاسيكي، ومن هنا توسلت بما يلي لتجد لها مكاناً لافتا على خريطة الشعر المحلي على الأقل:أ- حاولت الكتابة في موضوعات معاصرة، تتناول مستجدات الواقع ، وبخاصة ما له له علاقة بالفكر العربي والحضارة العربية والظروف السائدة ، ومثال ذلك القصائد : ( بغداد ، هنا شعبي ، حلم ، صدام ...الخ) ، فهذه القصائد تحيل إلى مرجعيات معينة منها الوضع العربي في العراق ، والربيع العربي والهزائم المتتالية للعرب، وسعت لتمجيد بعض الأبطال العرب ، والتوكيد على أهمية الشعوب العربية، ودورها في الفعل التحرري، أو الظلم الذي يقع على الشعوب ..الخ) ونمثل على ذلك من قصيدة حلم ، عند قولها:
يُـــــنادي حلْمـــــــنــا زمـــــــنًا جميلَ الهَــدي قــَـــــدْ يبـــــــدو فــــــــلا حقـــــــــد ٌ
يُفـَــــرّقُـــنا ويفـْـــنى بيـــــــننا الـحـــــــدُّ
ب- سعت الشاعرة في اتجاه يجمع بين البعد الإنساني والاجتماعي، حيث الحس الاجتماعي نتاج منظومة لها مرجعيات إسلامية عربية، وعادات وقيم وأعراف تحترمها الشاعرة وتنتمي إليها، هذا البعد يسهم في التوكيد على معالجات معينة ، ومن هنا تحاول الشاعرة لفت الانتباه لها وتعزيزها، وفي الوقت نفسه تحاول نقد بعض التفاصيل الحياتية وتقدم تجاهها رؤية معينة ووجهة نظرها. ومن هذا النمط نجد القصائد :
( فطر يا أيها المجروح، و نسيم ) ونمثل منهما بهذه الأبيات:
كفى يا أيّــها العــــــادي لعــمــــري فـلـنْ أخشـــــى لأحلامــي انـتــزاعا
ولنْ أرضى لمجرى النّهــــــرِ ســدًا فـفـــضْ بالعـــزم يا نهـــر اندفاعــا
فطـِــرْ يا أيها المجـــــروح صبْحـــًا وطــر ْ، تأبــى السّمــا إلّا ارتفاعـــا
ج – بقي نمط أخير ،وقد كثر في هذه المدونة الشعرية ، الذي يشكل ارتياحاً للذات الإنسانية، إذ يتداخل النص الشعري ليتشرب من موضوعات تحيل إلى الغزل ، وينهل أسلوبياً من الرومانسية، فقصائد الحب تجد مكاناً لها لدى جيل الشباب من الشعراء، وهو أمر طبيعي، لا سيما وأننا مع شاعرة شابة، لكنها بحق تحاول بعناية وثقة شق طريقها بين الشاعرات لتكن مثالاً جيدا على الأدب النسوي المحلي والشعري منه خاصة. ومن هذه القصائد نجد نوعين : نمط كانت اشتغالاته الأسلوبية والموضوعية تحيل إلى المعاصرة ومعطياتها، رغم أنها تتلبس الثوب الكلاسيكي القديم من الشعر العامودي، لكن لغتها ومضموناتها لا تنفصل عن الواقعي والمعيش والمعجم اللغوي المعاصر،كما في القصائد الموسومة : ( في كفها حناء شمس ،وترفق، ورق القلب ..الخ ) وفي مثل هذه القصائد لن تجد لغة صعبة ولا أنساق ثقافية مربكة باعثة على الإغراق في التحليل ، وانما هي أقرب للتداول، ولهذا جاءت الصور والأخيلة فيها سهلة ، ويمكن تفكيك مضامينها الداخلية بيسر ، ونمط آخر، راح ينهل من مرجعيات لغوية وأسلوبية تحيل إلى المعجم اللغوي القديم. والطرائق القديمة في التعبير، ولعل الشاعرة هنا ذهبت لهذا المنحى، نوعاً من الانسجام مع رغبتها ، ومحفوظاتها من أشعار درستها، واطلعت عليها ضمن قراءاتها في الشعر العربي الكلاسيكي، فشكل لها هذا الأمر، نوعا من الحنين للماضي والارتباط به، وأرادت إضافة لذلك أن تفيد من الشعر القديم عبر المتناصات المتعددة مع حكايات التاريخ القديم وأحداثه ، وتسقطها على ما نعيشه من ظروف وأحوال، فجاءت هذه المتناصات لخدمة النص من حيث شحنه بمعطيات تدفع المتلقي للمقارنة والتأمل بين أكثر من زمن وأكثر من حدث، وصولاً للإفادة من الماضي وأخذه بوصفها عبرة لنا. ونمثل على هذا النمط بالسياقات الشعرية التالية، من قصيدة ( كؤوس الأندرينا ) ، وهي كما هو معلوم تتقاطع وتتعالق نصياً مع قصيدة عمر بن كلثوم، المعلقة الشهيرة التي تبدأ بالمطلع : ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا ... ولهذا تكون هذه القصيدة وحكايتها مهمة في عبورها لسياق النص الشعري المعاصر،عند الشاعرة ردينة ، ونقتطف من القصيدة السياق التالي:
ألا نبكـــي أيـــا شعــب الســنـينا ألا نبكــــي عــروس الأرض فينا ؟
فسلمى خلف سور القدس صاحتْ:
متى تصحــــو عــيون النائمــينا ؟
متى تعـــــلو مـــآذننا بأقـــصى ؟
أيبقى الدّمع في المسرى رهينا ؟
ألا نبكـي العـِــــقال وكــل عُـرْبٍ
وبعد البـأْسِ مــــن أمسى عـنينا؟
نؤكد أن في هذه السياقات تتضح موضوعة الحرب، وقصة العرب الحالية وتخاذلهم وتراجعهم، في حين تود الشاعرة المقارنة مع النخوة العربية والهمة العربية ، في نفسية الفارس العربي من أمثال، عمرو بن كلثوم، فتسريد النص وعبور جنس القص على الشعر هنا جاء لاستنهاض الهمم أمام ضياع الأرض العربية والمقدسات، ومن هنا يجري تبرير مثل هذه النصوص في مدونة الشاعرة ردينة الشعرية.
وبعد ،أرى في هذه الشاعرة امتلاكها لأدواتها الشعرية، ووعيها لذاتها ، ووعيها للواقع الذي تعيش، ولها قدرة على استشراف الأبعاد التي تكلمنا عنها، اجتماعيا وسياسيا وإنسانيا، ويبدو جليا تمسكها بتراثها وتاريخها ، وهذا ما تمثل بتوسلها نمطية القصيدة القديمة ،لا سيما الكلاسيكية منها، ومن هنا تشكل هذه المنطلقات للشاعرة أرضاً خصبة للتحول والتطور مستقبلاً، لتكون شاعرة واعدة، شاعرة يمكن أن تتطور وتشق طريقها في مساحة ليست سهلة ، في حقيقة الأمر، ولكم نحتاج إلى إثراء هذه المساحة، لأننا أمام تراجع لافت لإسهام المرأة بالإبداع قياساً مع الجنس الآخر، ولهذا لا بد من الأخذ بيدها نحو درب نأمل أن يكون مشرقاً لها بحول الله.