صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط –إيطاليا، الرواية الجديدة للروائي المغربي عبد القادر الشاوي، بعنوان: "مرابع السّلوان". جاءت الرواية في 160 صفحة من القطع الوسط. حيث يتزامنُ إصدارها مع المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء والذي تشارك فيه منشورات المتوسط، في الفترة من 6 إلى 16 فبراير 2020، بأكثر من 300 عنوان وتتواجد في الجناح (A56).
ينتصرُ عبد القادر الشاوي، في روايته «مرابع السّلوان»، لأصوات الضحايا، عبر رحلة لوحة الفنان فريد بلكاهية النُّحاسية التي تُخلِّد الواقعة التشيلية في (متحف الذاكرة)، إنَّها بمثابةِ تجسيدٍ للتَّضامن والتعبير عن المصائر المرتبطةِ بالوجع ذاتهِ، العابرِ للقارات، من مغربِ سنوات الرَّصاص إلى انقلاب بينوشيه.
وحسب كلمة الناشر على غلاف الكتاب، فإنَّ رواية عبد القادر الشاوي الجديدة، تقتفي أثرَ المُعذَّبين في المَغرب، خلالَ مرحلة العدالة الانتقائية في مقابل محاولات الإنصاف، تحكي قصصهم في ذلك الماضي، بخجلٍ ربّما، لكن على إيقاع الفضح وكشفِ المسكوت عنه. فهل يكون الإفصاح عنها أثقل وطأةً من تلك الفظاعات التي ارتُكبت؟ سيَرُ أناسٍ ماتوا، وآخرينَ أصيبوا بالجنون، لكنَّهم واصلوا السَّير في البراري والسِّياط تجلِدُهم. وإنْ كان للماضي ذاكرة فالحاضر هو مستودع تلك الذاكرة.
يخاطبُ الناشر القارئ زاعماً: لا تحتاجُ للتورُّطِ في هذه الرواية، والإحساسِ بمذاقِ النُّحاس على لسانكَ، سوى قراءةِ الجملة الأولى: «سمعتُ يومًا من يقول: إنَّ الذاكرة ليست متحفًا فقط، بل تعزية أيضًا»، لكنَّها لم تعد مكانًا للاستراحة وتخفيف الألم؛ هيَ سلاحُ الضَّحايا الأخير، فكيف لها أن تخبو؟
إلى مرابعِ السلوان تدعوكم منشورات المتوسط، فمن يشدُّ الرِّحال؟
من الكتاب:
... صحيح أنني أنقذتُ نفسي، فيما بعد، عندما تعرَّفتُ إلى هند في الاتِّجاه الذي لم أكن أتوقَّعه. هذه كانت سيِّدة رائعة، ولكنها مستحيلة. هي التي أرشدتْني إلى قراءة معاناة المعتقلين الذين تعوي ذاكرتهم في براري المغرب المستباح، فيما كان عليَّ أن أقعَ في حُبِّها أو تقعَ في إعجابي. لا مفاضلة بين الألم والحُبِّ، لأنها مستحيلة. مثلاً. أعرف أنني لا يمكن لي أن أُجبِرَ امرأة كارهةً على الحُبِّ، أو أيَّ كاره على الحُبِّ. أعرف، أيضاً، أن الحُبَّ لا يكون إلَّا في تجاوُب مع محبوب. هند لعلَّها كانت في شأنها تغيب كثيراً، وحضورها عابر. كانت في الألم الذي نما معها منذُ الطفولة، هذا أكيد. في اليُتم الذي أوجده القمع، هذا واضح كذلك، ولكنَّ قلبها، فيما يبدو، لم يكن ليتَّسع أكثر لما احتواه من حكايات وعواطف وارتباطات. أنا على الهامش، أيضاً، من الألم. كنتُ أقول إنني لستُ من القبيلة، وفي ذلك عزائي. هم لهم آلامهم مع أنهم لا يُدركون أن لي آلامي. لا يهمُّ، إذ المعروف أن كل قوم بما هم فيه فرحون. السجن مكان. أنا نفسي، بأحد المعاني التي أُحبُّها في الوصف، مكان أيضاً.
ينتصرُ عبد القادر الشاوي، في روايته «مرابع السّلوان»، لأصوات الضحايا، عبر رحلة لوحة الفنان فريد بلكاهية النُّحاسية التي تُخلِّد الواقعة التشيلية في (متحف الذاكرة)، إنَّها بمثابةِ تجسيدٍ للتَّضامن والتعبير عن المصائر المرتبطةِ بالوجع ذاتهِ، العابرِ للقارات، من مغربِ سنوات الرَّصاص إلى انقلاب بينوشيه.
وحسب كلمة الناشر على غلاف الكتاب، فإنَّ رواية عبد القادر الشاوي الجديدة، تقتفي أثرَ المُعذَّبين في المَغرب، خلالَ مرحلة العدالة الانتقائية في مقابل محاولات الإنصاف، تحكي قصصهم في ذلك الماضي، بخجلٍ ربّما، لكن على إيقاع الفضح وكشفِ المسكوت عنه. فهل يكون الإفصاح عنها أثقل وطأةً من تلك الفظاعات التي ارتُكبت؟ سيَرُ أناسٍ ماتوا، وآخرينَ أصيبوا بالجنون، لكنَّهم واصلوا السَّير في البراري والسِّياط تجلِدُهم. وإنْ كان للماضي ذاكرة فالحاضر هو مستودع تلك الذاكرة.
يخاطبُ الناشر القارئ زاعماً: لا تحتاجُ للتورُّطِ في هذه الرواية، والإحساسِ بمذاقِ النُّحاس على لسانكَ، سوى قراءةِ الجملة الأولى: «سمعتُ يومًا من يقول: إنَّ الذاكرة ليست متحفًا فقط، بل تعزية أيضًا»، لكنَّها لم تعد مكانًا للاستراحة وتخفيف الألم؛ هيَ سلاحُ الضَّحايا الأخير، فكيف لها أن تخبو؟
إلى مرابعِ السلوان تدعوكم منشورات المتوسط، فمن يشدُّ الرِّحال؟
من الكتاب:
... صحيح أنني أنقذتُ نفسي، فيما بعد، عندما تعرَّفتُ إلى هند في الاتِّجاه الذي لم أكن أتوقَّعه. هذه كانت سيِّدة رائعة، ولكنها مستحيلة. هي التي أرشدتْني إلى قراءة معاناة المعتقلين الذين تعوي ذاكرتهم في براري المغرب المستباح، فيما كان عليَّ أن أقعَ في حُبِّها أو تقعَ في إعجابي. لا مفاضلة بين الألم والحُبِّ، لأنها مستحيلة. مثلاً. أعرف أنني لا يمكن لي أن أُجبِرَ امرأة كارهةً على الحُبِّ، أو أيَّ كاره على الحُبِّ. أعرف، أيضاً، أن الحُبَّ لا يكون إلَّا في تجاوُب مع محبوب. هند لعلَّها كانت في شأنها تغيب كثيراً، وحضورها عابر. كانت في الألم الذي نما معها منذُ الطفولة، هذا أكيد. في اليُتم الذي أوجده القمع، هذا واضح كذلك، ولكنَّ قلبها، فيما يبدو، لم يكن ليتَّسع أكثر لما احتواه من حكايات وعواطف وارتباطات. أنا على الهامش، أيضاً، من الألم. كنتُ أقول إنني لستُ من القبيلة، وفي ذلك عزائي. هم لهم آلامهم مع أنهم لا يُدركون أن لي آلامي. لا يهمُّ، إذ المعروف أن كل قوم بما هم فيه فرحون. السجن مكان. أنا نفسي، بأحد المعاني التي أُحبُّها في الوصف، مكان أيضاً.