الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوسف فاضل يروي حياة الفراشات

يوسف فاضل يروي حياة الفراشات
تاريخ النشر : 2020-02-08
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط –إيطاليا، الرواية الجديدة للروائي المغربي يوسف فاضل، بعنوان: "حياة الفراشات". جاءت الرواية في 384 صفحة من القطع الوسط، حيث سيتزامنُ إصدارها مع المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء المُنظَّم في الفترة من 6 إلى 16 فبراير 2020.

يشيِّدُ يوسف فاضل في روايته "حياة الفراشات" حياةً بأكمَلها، وإن بدت ناقصةً، إلَّا أنَّه نقصانٌ مقصودٌ تكشفهُ أيامُ الرّواية الخمسة: السبت وهو يوم الانقلاب، الأحد وهو يوم عيد الميلاد، الاثنين وهو يوم الحبّ، الثلاثاء وهو يوم النّكسة، والأربعاء وهو يوم السّفر، وقبل اليومِ الأخير، سنجدُ أنفُسَنا وقد عشنا هامشَ الهامِش، ولامسنا بأيدينا أقصى القاع في مدينةِ الدَّار البيضاء، وما من بياضٍ إلَّا لسيّارات نقل الموتى والنعوش وخِيَم الأعراس التي تتحوَّل إلى مآتم، لنتساءَل: كم هي خاسرة صفقةُ الحياة؟ وهل كلُّ شيءٍ نختاره سيكون الشيء الخَطأ؟

وتزعم منشورات المتوسط في كلمتها على غلاف الكتاب، أنَّنا ما أنْ نشرع في قراءةِ الرواية حتّى تنطلق من حولنا الموسيقى، تُداهمُنا من النَّافذة، من الجدران الصّمّاء، من ذاكرتنا المُنهكة. نتتَّبعُ خطى شخصياتٍ يتقمَّصُها الرَّاوي، بل نتشابك مع مصائر تلك الشخصيات وهي تمضي وتتقاطع وتنتهي على أرضٍ غير صلبةٍ، حيثُ الحبُّ المُشتعل، والمدينةُ المُلتهبة، والجنون المُتَّقد، حيثُ الحكاياتُ والأنغامُ والمقطوعاتُ الموسيقية الصَّاعدة مع دخَّان نادي "دون كيشوت" المحترق، والمتناثرة هنا وهناك كجثثٍ متفحِّمة.

أخيرًا، ندعوكم لقراءة الرواية ونرى ما إذا كانت مزاعم الناشر صحيحة أم لا؟!

من الكتاب:

اليوم أقدمتُ على خطوة حاسمة. بدل السير خلفها، كما دأبتُ على هذا منذ شهريْن وزيادة، انتقلتُ إلى المرحلة الثانية. دنوتُ منها، شيئاً فشيئاً. حابساً أنفاسي. متنصِّتاً على حذائي. إنه لا يُحدِث صوتاً. وعرفتُ في هذه اللحظة أنني إنسان محظوظ. لأنني في هذا الصباح انتعلتُ حذائي الرّياضيّ. ذلك أن لي خطَّتي. وأعرف أنها لن تقدر على مقاومتها. خطَّتي: 1. أسير إلى جانبها، كما لو أن الأمر حدث بالصدفة. 2. لا أنبس بكلمة، منتظراً ردَّ فعلها أوَّلاً. 3. ألتصق بها مسافة معيَّنة. 4. ثمّ أمسك بيدها. أو تمسك بيدي. على حسب. وخطر على بالي هذا الصباح أن أحمل مظلَّتي. أليس هذا أمراً عجيباً؟ نحن في الصيف ولن ينزل مطر حتَّى لو استجديناه. هذا ما قلت، وحملتُ المظلَّة مع ذلك. حتَّى وأنا أدرك أن للمظلَّة منطقها الذي يخالف منطقي. للأشياء حياتها الخاصَّة. هذا ما قلتُ. وهذا ما يجعلني أفهم السبب الذي جعل المطر ينزل في تلك اللحظة. ويفاجئنا معاً بشكل لا يخطر على البال. هل ترين أنني أحمل مظلَّة؟ واندهشتْ. وتعجَّبتْ. إنني أملك مواهب خارقة. كأن أحمل مظلَّة في الوقت الذي نكون فيه بعيدين عن الاعتقاد بأن السماء قد تمطر. إنها تنظر إليّ الآن بعين جديدة. وتتساءل مَنْ هو هذا الشّابّ المبهِر؟ وهذا ليس اعتقاداً. هذا واقع الحال. ولا أحد يستطيع حياله شيئاً. الأمر هكذا والسلام. أن أبهر الناس هو جوهر ما ظللتُ أتطلَّع إليه.

نسير جنباً إلى جنب. حسب الخطَّة التي وضعتُ. لا صوت غير صوت المطر الذي ينزل عنيفاً. في هدوء الليل وفراغ الشارع. عاصفة المطر المفاجئة دفعها للاحتماء تحت مظلَّتي. هذا هو الحظّ. إنها فعلاً التصقت بي. جذبتُها تحت مظلَّتي، ممسكاً بأصابعها برفق. وهذا دليل آخر على ما أحدثتْهُ المظلَّة في نفسها. كأنها احتمت تحت جناحَيَّ. إنه المطر، غريب الأهواء، الذي يأتي في غير وقته. الذي يأتي تارةً ليُخرِّب المُدُن، وتارةً ليبني العلاقات. يجب على المرء أن يتعلَّم من المطر. ويحمل مظلَّة عندما يرى أن السماء صافية. تمكَّنْتُ، إذنْ، أن أمسك بيدها. بأصابعها الخمسة. طيلة عشر ثوان طويلة شعرتُ فيها بقلبي يضرب بشدَّة. وحتَّى عندما سحبتْها بقي أثر مَلْمسها سارحاً على كفِّي. حارقا كأثر قنديل بحر وهو يمرُّ على جِلْدكَ. أكتشفُ أن كتفها أعلى من كتفي. إنها أطول قامة ممَّا كانت عليه وهي بعيدة. تنفَّستُ عميقاً، وتركتُ هواء الصباح يُنعش كل حيِّز في رئتَيَّ. لقد أعددتُ العدَّة المناسبة لهذا الاقتحام الحاسم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف