الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقاومة الاستيطان الإسرائيلي ومبادرة "عالأرض" : قراءة تحليلية وتوصيات

تاريخ النشر : 2020-02-06
مقاومة الاستيطان الإسرائيلي ومبادرة "عالأرض" : قراءة تحليلية وتوصيات
مقاومة الاستيطان الإسرائيلي ومبادرة " عالأرض" : قراءة تحليلية وتوصيات

بقلم زياد مشهور المبسلط

كاتب وشاعر وباحث ومستشار إعلامي فلسطيني

***

تنص المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1947 م : " لا يحق لسلطة الاحتلال نقــــل مواطنيها إلى الأراضي التي احتلتها ، أو القيام بأي إجراء يؤدي إلى التغييـــر الديمـــوغرافي فيها ".

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ؛ فقد بلغ عدد المستوطنين بالضفة الغربية 671 ألف مستوطن ، منهم 311 ألف في القدس ؛ أي ما يقارب 50% من إجمالي العدد ، وهذا له تداعياته الجيوسياسية والديموغرافية الخطيرة على مستقبل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وهذا لم يأت محض صدفة ، بل خطة منهجية مدروسة ؛ والاستيطان رأس حربتها .

ولا بد من التنويه أيضا ً لتعمد سلطات الاحتلال نقل المصانع للمستوطنات للتخلص من نفاياتها الخطرة التي تحدث تلوثا ً بيئيا ً ، وتتسبب بالكثير من الأمراض ؛ وأهمها مرض السرطان . كما أنها تستخدم أكثر من خمسين موقعا ً فلسطينيا ً لدفن تلك النفايات الخطرة فيها ..!

***

وعلى ضوء ذلك ، ووفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة المشار إليها ، واستنادا لكافة قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن ، وأمام هذا السرطان الزاحف بوتيرة سريعة مبتلعا ً الأرض الفلسطينية ومقتلعا ً أصحابها الشرعيين ومقطّعاً أوصال الدولة الفلسطينية وضارباً بالقرارات الدولية عرض الحائط ، فمن حقنا كفلسطينيين رفض ومقاومة الاحتلال وإجراءاته العدوانية؛ ومنها  الاستيطان وتبعاته وآثاره الخطرة على أبناء شعبنا وأرضنا ومواردنا الطبيعية.

ولمواجهة هذه الهجمة الاستيطانيــــة الشرسة ، وفي سبيل المشاركة بالتصدي لها ومقاومتها برؤية متميزة وآليات تنفيذية على الأرض ، أطلق رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري مبادرة " عالأرض " لتكون إحدى الروافع الفلسطينية للعمل على مواجهة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي المتسارع في وتيرته، ووقف ظواهره العدوانية الخطرة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية والتعليمية والبيئية والإنتاجية ؛ وما يتخلل ذلك من طرد وتهجير وقتل وجرح واعتقال ومصـــــادرة الأراضي وهـــــدم البيوت وحجز المواشي وفرض غرامات عليها ..الخ . كما تسعى المبادرة لتعزيز ثقافة الوعي بخطورة الاستيطان .

ولتحقيق رؤيتها ورسالتها الوطنية واقعا ً ملموساً على الأرض ، فقد فتحت الباب على مصراعيه أمام الأفراد والمؤسسات لرفدها بأفكار إبداعية خلاقة تطرح حلولاً من شأنها المساهمة في التصـــــدي والمواجهة والمقاومـة لهذا هذا الانتشار والتغلغل والزحف الاستيطاني اللاشرعي ؛ حيث أن الأفكار التي تختارها لجنة التحكيم الخاصة بالمبادرة ستحصل على دعم مالي ومهني ولوجيستي تتراوح قيمته من ألف - نصف مليون شيقل .

وضمن رؤيتها ؛ فإنها ترحب بالأفكار التي تطرح مبادرات بيئية ، اقتصادية ، قانونية ، تكنولوجية ، إعلامية ، اجتماعية ، إبداعية ، إضافة لأفكار كفيلة بحماية أراضينا الزراعية ومواردنا الطبيعية ؛ فعلى سبيل المثال ، تدعو " عالأرض " لتقديم فكرة ناجعة كحل لمواجهة المياه العادمة التي يتم تصريفها من المستوطنات في أراضي الضفة الغربية ؛ خاصة الزراعية منها ، حيث تبلغ كمية هذه المياه ( 40) مليون م3 سنويا ً .

ومن الجدير بالذكر، أنه وبالتعاون مع البلدية – فإن السيد بشار المصري يعتزم تطبيق مبادرة "عالأرض " بمسافر يطا في محافظة الخليل .

*** 

واستناداً لخبرتي في مجال صياغة أهداف و مبادئ وأدبيات ورسائل ورؤى وآليات إطلاق المبادرات ومتابعة تنفيذها وتقييم وتصويب الأداء وفق تغذية راجعة Feedback ، وكذلك تحديد الشرائح المستهدفة ؛ اقترح على الأخوة القائمين على مبادرة " عالأرض " بعض التصورات والتوصيات ؛ من ضمنها مايلي :

ü     تأسيس وحدة متابعة ورصد وتقييم وتصويب لمراحل تنفيذ كل فكرة معتمدة من خلال متخصصين ؛ وخاصة فيما يتعلق بالسقف الزمني الافتراضي ومراحل الخطة التنفيذية والعوائق والعراقيل التي تواجهها والعمل على دراستها وتذليلها . وتشمل مهام هذه الوحدة أيضا معالجة ما يظهر من فرق مادي بين الميزانية المعتمدة وما يطرأ من احتياجات مالية خلال عملية التنفيذ .  

ü     إطلاق وحدة إنتاج إعلامي صوتي مصور بمادة فلمية منهجية توثيقية تحليلية بعيدة عن السردية والخطابية والإنشائية باللغتين العربية والإنجليزية ؛ إضافة لمداخلات ولقاءات المسئولين والمختصين بالشأن الاستيطاني من النواحي القانونية والبحثية والوثائقية والإعلامية والصحية والبيئية والنفسية والاقتصادية وما في حكم ذلك . كما تقوم هذه الوحدة بعرض إخباري يومي عن كافة المستجدات الخاصة بالاستيطان .  

ü     تأسيس وتعزيز علاقات تشابكيه تشاركيه مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة وكافة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والدولية بهدف خلـــــق " شبكة مواجهة "  متعددة الأطراف والتخصصات والمجالات .

ü     فتح وتعزيز قناة اتصال وتواصل مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية والمتضامنين الأجانب - من أفراد ومؤسسات - المناهضين للاستيطان والمشاركين بفعاليات المقاومة الشعبية بهدف تعزيز " شبكة المواجهة " .

ü     الاتصال والتواصل مع المنظمات  الدولية التابعة للأمم المتحدة وثيقة الصلة بالآثار السلبية الناتجة عن الممارسات العدوانية الإحتلالية الاستيطانية ؛ ومن ضمنها منظمة الصحة العالمية WHO، منظمة الأغذية والزراعة  FAO، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة  UNESCO ، منظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF ، وغيرها من المنظمات ذات العلاقة لتكون شريكا ومراقبا ً وداعما ً على الأرض وفي المحافل الدولية .

ü     التنسيق لإطلاق " بث فضائي موحـّد " لتعميم رسالة ورؤية وفعاليات المبادرة ومستجدات حراكها على الأرض .

ü     تعزيز ثقافة الوعي بمخاطر الاستيطان وضرورة المشاركة بمواجهته من خلال ندوات ومحاضرات وأحاديث تلفزيونية وعبر كافة وسائل الإعلام ؛ ومن ضمنها مواقع التواصل الاجتماعي .

***

وفي النهاية ، نرفع القبعة لكل فكرة ومبادرة تسعى لمواجهة ومقاومة الاحتلال ومن ضمنه الاستيطان . التحية كل التحية لصاحب مبادرة " عالأرض " السيد بشار المصري ، ونأمل أن تحقق هذه المبادرة رسالتها ورؤيتها بواقع ملموس على الأرض.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف