الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

غافلتها الأيام ترجمة : حماد صبح

تاريخ النشر : 2020-02-05
قصة / غافلتها الأيام ترجمة : حماد صبح
عاشت في سالف الزمان خادم فقيرة عرفت بالمثابرة وحب النظافة ، فكانت تكنس البيت يوميا ، وتفرغ ما تكنسه فوق كوم القمامة الكبير أمام بابه . وصباح يوم ، لحظة عودتها إلى عملها ، وجدت رسالة فوق كوم القمامة ، فوضعت مكنستها في ركن ، وحملت الرسالة إلى سيدها وسيدتها لجهلها القراءة . وبان أن الرسالة دعوة من أقزام يطلبون فيها من الخادم العناية بطفل لهم عند تعميده . فتحيرت ماذا تفعل إلا أنها وافقت في النهاية على الذهاب إليهم بعد طول تفكير وطول إغراء ، وبعد إقناعها بخطأ رفض دعوة من هذا النوع . وقدم ثلاثة أقزام قادوها إلى جبل مجوف يعيشون داخله ، وكل ما فيه صغير إلا أنه ألطف وأجمل من أن يوصف . وكانت أم الطفل راقدة في سرير من الأبنوس المزين باللؤلؤ، ومغطاة بألحفة مطرزة بخيوط الذهب ، أما سرير الطفل فكان من العاج ، وكان الحمام من الذهب . وعملت الفتاة عندهم أشبينة للطفل ، ثم رغبت في العودة إلى البيت الذي تعمل فيه إلا أن الأقزام توسلوا إليها ملحين لتكمل عندهم ثلاثة أيام ، فبقيت ، وقضت الأيام الثلاثة في سرور خاصة أنهم فعلوا كل ما في طوقهم لإسرارها وإسعادها . وفي الختام عزمت على العودة ، فملؤوا جيوبها بالمال . وبعد أن عادت أرادت بدء عملها ثانية ، فالتقطت المكنسة التي كانت في ركنها ما تزال ، وراحت تكنس . فتفاجأت بخروج غرباء من البيت سألوها من تكون وماذا تفعل ، فاكتشفت لدهشتها أنها لم تقضِ عند الأقزام ثلاثة أيام ، بل سبع سنين مات فيها سيدها وسيدتها .
*الأخوان جرم .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف