من روايتي
" الطريق إلى سدات "
فالشقفة أصبحت بلا حلم ، و قد ماتت الطموحات في قلوب أبنائها ، و لم يعد لديهم إحساس أو شعور بالرغبة في الحياة ، مادام فيها أربابا توارثوا الالوهية من عهد الثورة ، و اعتقدوا أن الحياة في القرية رهن إشاراتهم في استعباد الناس و إذلالهم ، بوسعيدية ، اعميرة الفن ، الميهوب ، اللعباوي ، ولم يبق لهم سوى الإفصاح عما يجول في خاطرهم من حقد و أنانية حتى لبعضهم البعض ، تذكر عمي الشريف بن عميرش حادثة استشهاد بومسلات وقد قال لهم بوشليح خلال كلمة التأبين ، نحن من يحكمونكم و أبناؤنا يحكمون أبناءكم و نساؤنا تحكمن نساءكم ثم طوى الورقة و اختفى
قال لمبارك بلعويفري :
كان شارع فازة قبل أن يمضغه الإسمنت أو قبل أن ينتهي إلى الحالة التي هو عليها الآن ، كان مزيجا من الذكريات الجميلة التي عاشها الأهالي و النصارى مناصفة رغم التمايز و التعالي ، و رغم الاختلافات الكثيرة ، كانت مدام جورج رمزا من رموز الشقفة فهي من استقدمت طاحونة القمح إليها ، و هي من فتحت أول مخمرة بها و بنت النزل الوحيد ، وقد حول فيما بعد إلى مقر للبلدية ثم مكتب لحزب الميهوب و الزوبير طرطاق اللذان مارسا الجرائم الفظيعة في حق المدنيين
تسلل خيط الوهن إلى قلبه ، و أحدث فيه شرخا عميقا ، انفلت الصبر و تدحرجت الفرحة خلفه
قال عمي الشريف بن عميرش :
لم تعد صدور البنادق تحمل مزيدا من الزيف و التملق ، فالزناد ذبل و لم يستجيب للصمود و المقاومة أو لاسترجاع ما فات من همم ، و الثورة التي هزمت الحلف الأطلسي ، هرمت و عادت معبرا لكل الويلات و مكسبا للانحراف و تجار الشرف و الأخلاق ، وأصبح الحركى و الخونة سندا و مسندا في قلبها
صمت عمي المختار المربو صمتا موحشا و مرعبا ، تأمل في الذبابة التى علقت في شباك العنكبوت و أخذت تحاول الخلاص بأزيزها المقزز ، أشار إلى منحدرات أولاد عبد الله و تنهد كأنه يقول لهم :
كيف تأتي الحرية من أنين الأموات ،،،؟؟؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي
" الطريق إلى سدات "
فالشقفة أصبحت بلا حلم ، و قد ماتت الطموحات في قلوب أبنائها ، و لم يعد لديهم إحساس أو شعور بالرغبة في الحياة ، مادام فيها أربابا توارثوا الالوهية من عهد الثورة ، و اعتقدوا أن الحياة في القرية رهن إشاراتهم في استعباد الناس و إذلالهم ، بوسعيدية ، اعميرة الفن ، الميهوب ، اللعباوي ، ولم يبق لهم سوى الإفصاح عما يجول في خاطرهم من حقد و أنانية حتى لبعضهم البعض ، تذكر عمي الشريف بن عميرش حادثة استشهاد بومسلات وقد قال لهم بوشليح خلال كلمة التأبين ، نحن من يحكمونكم و أبناؤنا يحكمون أبناءكم و نساؤنا تحكمن نساءكم ثم طوى الورقة و اختفى
قال لمبارك بلعويفري :
كان شارع فازة قبل أن يمضغه الإسمنت أو قبل أن ينتهي إلى الحالة التي هو عليها الآن ، كان مزيجا من الذكريات الجميلة التي عاشها الأهالي و النصارى مناصفة رغم التمايز و التعالي ، و رغم الاختلافات الكثيرة ، كانت مدام جورج رمزا من رموز الشقفة فهي من استقدمت طاحونة القمح إليها ، و هي من فتحت أول مخمرة بها و بنت النزل الوحيد ، وقد حول فيما بعد إلى مقر للبلدية ثم مكتب لحزب الميهوب و الزوبير طرطاق اللذان مارسا الجرائم الفظيعة في حق المدنيين
تسلل خيط الوهن إلى قلبه ، و أحدث فيه شرخا عميقا ، انفلت الصبر و تدحرجت الفرحة خلفه
قال عمي الشريف بن عميرش :
لم تعد صدور البنادق تحمل مزيدا من الزيف و التملق ، فالزناد ذبل و لم يستجيب للصمود و المقاومة أو لاسترجاع ما فات من همم ، و الثورة التي هزمت الحلف الأطلسي ، هرمت و عادت معبرا لكل الويلات و مكسبا للانحراف و تجار الشرف و الأخلاق ، وأصبح الحركى و الخونة سندا و مسندا في قلبها
صمت عمي المختار المربو صمتا موحشا و مرعبا ، تأمل في الذبابة التى علقت في شباك العنكبوت و أخذت تحاول الخلاص بأزيزها المقزز ، أشار إلى منحدرات أولاد عبد الله و تنهد كأنه يقول لهم :
كيف تأتي الحرية من أنين الأموات ،،،؟؟؟
.../...
يتبع
شقيف الشقفاوي