بعد الإعلان عن " صفقة القرن " !!
هل يفعلها محمود عباس ويقلب الطاولة في وجه الجميع !!
في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993م وقعت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات اتفاقية "أوسلو" برعاية أمريكية، منهية بذلك حوالي سبعة سنوات من الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي والتي سُميت " انتفاضة الحجارة " .
في ذلك الوقت كانت المعارضة لهذا الاتفاق كبيرة جدا سواء على المستوى الداخلي أو في أوساط الجماهير العربية والإسلامية على امتداد العالم ، وحينها كيلت الاتهامات لأبو عمار من كل حدب وصوب، ووصلت إلى حد اتهامه بالخيانة والتفريط وبيع الأرض والتنازل عن المقدسات، ولم يشفع له تاريخه النضالي الكبير الممتد منذ عام 1959.
بعد سنوات من ذلك الاتفاق المشئوم اكتشف أبو عمار وهو صاحب الخبرة الكبيرة في الحرب والسياسة، بأن ما كان يعتقد بأنه حل مرحلي ومؤقت قد يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م ما هو إلا مصيدة لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، وشرك يؤدي إلى مزيد من التشرذم والاختلاف، ومدخل لتحويل " إسرائيل" من دولة محتلة منبوذة من جميع جيرانها إلى كيان طبيعي يمكن التعامل معه وبناء العلاقات الديبلوماسية والثقافية والتجارية والامنية معه .
حينها بدأ أبو عمار بتغيير تكتيكاته وإن بشكل غير مباشر ومن تحت الطاولة ،وحاول الانقلاب على الاتفاقات والمعاهدات الظالمة والمجحفة، فشجع ودعم انتفاضة الأقصى ، وفتح قنوات اتصال مع معظم فصائل المقاومة ، ودعم بعضها بالمال والسلاح ، وأصبح عدوا بكل ما للكلمة من معنى لإسرائيل ومن ورائها أمريكا ، فحوصر في المقاطعة عسكريا ، وقوطع من معظم الدول بما فيها دول عربية سياسيا ، حتى انتهي الأمر لأن يُصفى جسديا في عملية اغتيال جبانة لم يستطع أحد أن يكشف تفاصيلها حتى الآن .
ولكن لماذا نستذكر هذا التاريخ الآن ، ولماذا نعيد نبش الماضي بعد هذه السنوات الطوال ، وهل استدعاء التاريخ وتجاربه يفيد في مواجهة المصائب والملمّات التي يعيشها شعبنا وأمتنا في هذه الأوقات !!
في الحقيقة المرحلة الآن تشبه إلى حد كبير مرحلة اكتشاف الشهيد أبو عمار فشل مشروع التسوية الذي راهن عليه في وقت ما ، فإعلان الرئيس الامريكي " دونالد ترامب " عن الشق السياسي من " صفقة القرن " قد غيّر كل المعادلات ، وقلب كل الموازين ، وكشف عن الوجه الحقيقي لأمريكا ومشروعها في المنطقة .
وعلى ما يبدو فإن البعض وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" وكثير من أركان سلطته باتوا متيقنين بان كل ما راهنوا عليه خلال السنوات الماضية لم يكن سوى وهما وسرابا ، فلا دولة مستقلة قامت ، ولا حقوق اللاجئين عادت ، ولا أي وعد أو عهد وجد طريقه للتنفيذ على أرض الواقع !!
كل الأوهام تبددت ، وكل الأقنعة سقطت ، وكل ما كان يُعتقد بأنه حقائق ذهب أدراج الرياح !!
فماذا هم فاعلون الآن !! هل يحذو أبو مازن حذو الشهيد أبو عمار ويقلب الطاولة في وجه الجميع لا سيما الامريكي والإسرائيلي !! هل يتنصّل من الاتفاقات الامنية التي كسرت ظهر المقاومة في الضفة الغربية ويمد يده للمخلصين بشكل جدي وحقيقي وليس من خلال التصريحات واللقاءات !!
هل يوقف مشاركته في فرض الحصار على قطاع غزة المنكوب ،ويبادر إلى تصحيح العلاقة مع باقي مكونات الشعب الفلسطيني !! هل يُعيد حقوق الموظفين المؤيدين والمعارضين على حدٍّ سواء ويوقف معاناتهم المستمرة منذ سنوات !!
هل يغير أبو مازن قناعاته بأن المحتل لا تُجدي معه لغة الحوار والمفاوضات، وان 27 عاما من تلك المفاوضات العبثية تكفي !! هل آن الأوان لأن يصبح أبو مازن رئيسا لكل الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته وتوجهاته كما كل رؤساء العالم وليس لفئة او حزب أو جماعة !!
هل يفعلها محمود عباس وهو الذي جاوز الثمانين من عمره ويختم حياته بعمل سيُكتب له في التاريخ !!
الأيام والاسابيع القادمة قد تشهد الكثير من المتغيرات سواء على المستوى السياسي أو المستوى الميداني !! ولكن ما نحن متأكدون منه ان الشعب الفلسطيني الأصيل مسنودا بالمخلصين من أبناء أمته العربية والإسلامية هو الذي سيحدد مصير صفقة العار !!
فالشعب الذي صمد في وجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة، وقهرها وأرغمها على التراجع في أكثر من مواجهة ،قادر بهمة أبناءه ،وصلابه وعنفوان شبابه ان يُفشل هذه المؤامرة ، وأن يُلحقها بغيرها من المشاريع والمخططات التي سقطت تحت أقدام هذا الشعب العظيم .
هل يفعلها محمود عباس ويقلب الطاولة في وجه الجميع !!
في الثالث عشر من سبتمبر عام 1993م وقعت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات اتفاقية "أوسلو" برعاية أمريكية، منهية بذلك حوالي سبعة سنوات من الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي والتي سُميت " انتفاضة الحجارة " .
في ذلك الوقت كانت المعارضة لهذا الاتفاق كبيرة جدا سواء على المستوى الداخلي أو في أوساط الجماهير العربية والإسلامية على امتداد العالم ، وحينها كيلت الاتهامات لأبو عمار من كل حدب وصوب، ووصلت إلى حد اتهامه بالخيانة والتفريط وبيع الأرض والتنازل عن المقدسات، ولم يشفع له تاريخه النضالي الكبير الممتد منذ عام 1959.
بعد سنوات من ذلك الاتفاق المشئوم اكتشف أبو عمار وهو صاحب الخبرة الكبيرة في الحرب والسياسة، بأن ما كان يعتقد بأنه حل مرحلي ومؤقت قد يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م ما هو إلا مصيدة لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، وشرك يؤدي إلى مزيد من التشرذم والاختلاف، ومدخل لتحويل " إسرائيل" من دولة محتلة منبوذة من جميع جيرانها إلى كيان طبيعي يمكن التعامل معه وبناء العلاقات الديبلوماسية والثقافية والتجارية والامنية معه .
حينها بدأ أبو عمار بتغيير تكتيكاته وإن بشكل غير مباشر ومن تحت الطاولة ،وحاول الانقلاب على الاتفاقات والمعاهدات الظالمة والمجحفة، فشجع ودعم انتفاضة الأقصى ، وفتح قنوات اتصال مع معظم فصائل المقاومة ، ودعم بعضها بالمال والسلاح ، وأصبح عدوا بكل ما للكلمة من معنى لإسرائيل ومن ورائها أمريكا ، فحوصر في المقاطعة عسكريا ، وقوطع من معظم الدول بما فيها دول عربية سياسيا ، حتى انتهي الأمر لأن يُصفى جسديا في عملية اغتيال جبانة لم يستطع أحد أن يكشف تفاصيلها حتى الآن .
ولكن لماذا نستذكر هذا التاريخ الآن ، ولماذا نعيد نبش الماضي بعد هذه السنوات الطوال ، وهل استدعاء التاريخ وتجاربه يفيد في مواجهة المصائب والملمّات التي يعيشها شعبنا وأمتنا في هذه الأوقات !!
في الحقيقة المرحلة الآن تشبه إلى حد كبير مرحلة اكتشاف الشهيد أبو عمار فشل مشروع التسوية الذي راهن عليه في وقت ما ، فإعلان الرئيس الامريكي " دونالد ترامب " عن الشق السياسي من " صفقة القرن " قد غيّر كل المعادلات ، وقلب كل الموازين ، وكشف عن الوجه الحقيقي لأمريكا ومشروعها في المنطقة .
وعلى ما يبدو فإن البعض وعلى رأسهم رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" وكثير من أركان سلطته باتوا متيقنين بان كل ما راهنوا عليه خلال السنوات الماضية لم يكن سوى وهما وسرابا ، فلا دولة مستقلة قامت ، ولا حقوق اللاجئين عادت ، ولا أي وعد أو عهد وجد طريقه للتنفيذ على أرض الواقع !!
كل الأوهام تبددت ، وكل الأقنعة سقطت ، وكل ما كان يُعتقد بأنه حقائق ذهب أدراج الرياح !!
فماذا هم فاعلون الآن !! هل يحذو أبو مازن حذو الشهيد أبو عمار ويقلب الطاولة في وجه الجميع لا سيما الامريكي والإسرائيلي !! هل يتنصّل من الاتفاقات الامنية التي كسرت ظهر المقاومة في الضفة الغربية ويمد يده للمخلصين بشكل جدي وحقيقي وليس من خلال التصريحات واللقاءات !!
هل يوقف مشاركته في فرض الحصار على قطاع غزة المنكوب ،ويبادر إلى تصحيح العلاقة مع باقي مكونات الشعب الفلسطيني !! هل يُعيد حقوق الموظفين المؤيدين والمعارضين على حدٍّ سواء ويوقف معاناتهم المستمرة منذ سنوات !!
هل يغير أبو مازن قناعاته بأن المحتل لا تُجدي معه لغة الحوار والمفاوضات، وان 27 عاما من تلك المفاوضات العبثية تكفي !! هل آن الأوان لأن يصبح أبو مازن رئيسا لكل الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته وتوجهاته كما كل رؤساء العالم وليس لفئة او حزب أو جماعة !!
هل يفعلها محمود عباس وهو الذي جاوز الثمانين من عمره ويختم حياته بعمل سيُكتب له في التاريخ !!
الأيام والاسابيع القادمة قد تشهد الكثير من المتغيرات سواء على المستوى السياسي أو المستوى الميداني !! ولكن ما نحن متأكدون منه ان الشعب الفلسطيني الأصيل مسنودا بالمخلصين من أبناء أمته العربية والإسلامية هو الذي سيحدد مصير صفقة العار !!
فالشعب الذي صمد في وجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة، وقهرها وأرغمها على التراجع في أكثر من مواجهة ،قادر بهمة أبناءه ،وصلابه وعنفوان شبابه ان يُفشل هذه المؤامرة ، وأن يُلحقها بغيرها من المشاريع والمخططات التي سقطت تحت أقدام هذا الشعب العظيم .