الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صفقة القرن والعين الحمرا بقلم: فادي أبوبكر

تاريخ النشر : 2020-01-29
صفقة القرن والعين الحمرا بقلم: فادي أبوبكر
صفقة القرن و العين الحمرا

ضجّت وسائل الاعلام العالمية مع اقتراب نهاية الشهر الأول من عام 2020، بالتسريبات الخاصة بالخطة الأميركية لحل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي التي يطلق عليها إعلامياً "صفقة القرن". خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته عرضها يوم الثلاثاء 28 كانون ثاني/ يناير 2020.

تقول التسريبات أن القدس ستبقى مدينة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، مع تشكيل إدارة مشتركة للمسجد الأقصى وباقي المدن المقدسة، على أن تضم من 30 – 40 % من المنطقة "ج" بالضفة الغربية، وستقام الدولة الفلسطينية على 70 % من أراضى الضفة الغربية، وتكون عاصمتها بلدة "شعفاط"، بدلاً من القدس الشرقية، على أن تكون هذه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ومنزوعة السيادة وبلا أي صلاحية لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية، وبسط السلطة الفلسطينية سيطرتها على قطاع غزة، ونزع سلاح حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبناء ممر آمن بين القطاع والضفة..

وفي نفس السياق، فإن ترامب هدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدفع الثمن باهظاً بعدما قام الأخير بإغلاق الهاتف وتجاهله رافضاً النقاش والحديث حول اقتراحات ترامب من "صفقة القرن". إضافة إلى ذلك فإن خطة ترامب بحد ذاتها تهدد حياة الرئيس عباس، فتسريبات الصفقة تشتمل مرحلة تنفيذية تستمر لمدة 4 أعوام تراهن فيها الإدارة الأميركية على تعديل موقف السلطة الفلسطينية خلال هذه المدة وفق تغيرات سياسية، وهذا ما أوضحه ترامب علناً بقوله: "رد فعل الفلسطينيين على الخطة قد يكون سلبيا في البداية لكنها إيجابية". أي بمعنى آخر فإن الإدارة الأميركية تراهن على مرحلة ما بعد محمود عباس، وأن خطر حقيقي يتهدد حياة الرئيس عباس.

على المستوى الفلسطيني الرسمي، وإلى جانب موقف الرئيس عباس الواضح بتجاهل ترامب وصفقته، فقد قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن: "القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية للرد على صفقة القرن". فيما قال عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "أن القيادة الفلسطينية ستتخذ قراراً عملياً يُفشل صفقة القرن".

لا بد من الخروج من مربع تحذير تل أبيب وواشنطن من تجاوز الخطوط الحمراء، إلى مربع استخدام "العين الحمرا" إذا ما أردنا مواجهة ولجم هذا الثنائي الاستعماري. حيث أن الفلسطينيين أمام اختبار مصيري، نجاحهم فيه منوط بمدى احمرار العين الفلسطينية!.

من المؤكد أن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ستكون الآن في حالة طوارئ وانعقاد دائم، لبحث أفضل خيارات المواجهة، وفي حديثنا حول سياسة "العين الحمرا"، فإن المقصود انتقال قرارات المجلس المركزي الفلسطيني من مربع وقف التنفيذ إلى مربع التطبيق والتنفيذ الفعلي، وفي مقدمتها قرار المجلس المركزي، في جلسته المنعقدة في الرابع والخامس من آذار/ مارس 2015، وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال.

على الرغم من الخيارات والبدائل التي يمكن أن تتخذها القيادة الفلسطينية، إلا أنها لا تمتلك الكفاءة والفاعلية المطلوبة لمواجهة السياسة الأميركية في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، وواقع العالم العربي المتشرذم الذي لا يملك صيغة عمل مشتركة تحت سقف جامعة الدول العربية. إذ أن "العين الحمرا" التي نشير إليها هي عبارة عن توحد عدة عوامل وحدة ومقاومة وصمود.

بما أن مبادرة السلام لعام 2002 هي مبادرة عربية، فإن العرب عليهم أن يكونوا خلف الفلسطينيين وموحدّين لهم على الأقل، إن لم يكونوا أمامهم في مواجهة هذه الصفقة.  وإذا توانوا عن ذلك فليكونوا على يقين بأن الكيان الاسرائيلي ومن وراءه اللوبي الصهيوني والصهيونية المسيحية في العالم وفي الولايات المتحدة الأميركية سيغزون العواصم العربية، إذا لم يكن هناك وعي عربي على المستوى الشعبي والرسمي بخطورة ما تقوم به الإدارة الأميركية فيما يسمى بـ "صفقة القرن". حيث أن على الذين يناضلون من أجل شعب فلسطين وأرضها ومقدساتها أن يعلموا أنهم يخوضون أشرف المعارك وأقدسها وأهمها في تاريخنا المعاصر.

فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف