الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا مدوية لصفقة القرن بقلم:د. وائل محمود صادق

تاريخ النشر : 2020-01-29
لا مدوية لصفقة القرن بقلم:د. وائل محمود صادق
لا مدوية لصفقة القرن
د. وائل محمود صادق

لقد تنبه الفلسطينيون إلي الخطر المحدق بهم منذ اللحظة الأولي لوصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسدة الرئاسة الأمريكية في 20 يناير 2017 وما صدر عنه من قرارات تعادي الشعب الفلسطيني، بل وتنتقص حقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، من خلال الانحياز الواضح للجانب الاسرائيلي علي حساب الحق التاريخي للشعب الفلسطيني .

وقد تمثلت أخطر هذه القرارات والتي صدرت في – ديسمبر 2017 باعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل فيما أُعتبر بمثابة وعد بلفوري جديد ، زاد من خطورته نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلي القدس، مبتعداً بذلك عن الخط الذي انتهجته الإدارات الأمريكية السابقة والمتعاقبة بعدم تنفيذ هذه الاجراءات لما فيها من خطورة علي مسار التفاوض الفلسطيني _ الإسرائيلي، ومتجاهلة ماتحظي به القدس من أهمية كبيرة في الوعي الديني والتاريخي والسياسي لدي الفلسطينيين، وما تمثله من كونها أهم محاور الصراع بين الجانبين، ويبدو أن هذا القرار لم يكن مفاجئاً لدي الفلسطينيين حيث سبقه صمت أمريكي مطبق علي مجموعة من القرارات الاستيطانية الإسرائيلية والتي تمس مدينة القدس بشكل خاص ومحافظات الضفة بشكل عام ومحاولات إسرائيلية مستمرة لفرض الأمر الواقع علي الأرض من خلال الاقتحامات المستمرة للمستوطنيين الاسرائيليين لباحات المسجد الأقصي  وإقامة الصلوات التلمودية في محيطه.

كما لم تكتفي الادارة الأمريكية وعلي رأسها ترامب بذلك بل عملت علي وقف التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مما دفع الوكالة إلي تقليص العديد من الخدمات المقدمة للمخيمات الفلسطينية، في محاولة من الادارة الأمريكية لإسقاط ملف اللاجئين والقفز علي استحقاقات الشعب الفلسطيني الثابتة والنافذة بالقرار الأممي بالحق في العودة والتعويض.

وقد سعت الإدارة الأمريكية علي معاقبة السلطة الفلسطينية بوقف الدعم المالي والذي تزامن مع رئاسة ترامب، بل وحجبت المساعدات عن العديد من المستشفيات الفلسطينية في مدينة القدس والمؤسسات الفلسطينية الأخري في الضفة وغزة، وتعدت ذلك بإغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة والطلب من السفير الفلسطينية بالمغادرة، وذلك رداً علي المحاولات الفلسطينية للانضمام للمنظمات الدولية وعلي رأسها المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما أعتبر محاولة من الولايات المتحدة للتغطية علي الجرائم الاسرائيلية التي انتهكتها بحق الشعب الفلسطيني خلال الحروب والاعتداءات المتكررة، هذا الأمر وصفته منظمة التحرير بأنه صفعة أمريكية لعملية السلام برمتها.

لقد استمرت المحاولات الأمريكية المتكررة لفرض الحلول في معزل عن القرارات الأممية أو مسارات التفاوض من خلال ما روجت له وساقته تحت ما يسمي صفقة القرن أو العصر، في محاولة أخيرة لتصفية القضية الفلسطينية وإفراغها من مضمونها وعمقها، بل وإعتبارها أنها قضية إنسانية أو إقتصادية يمكن حلها من خلال مجموعة من الإجراءات المعيشية تطرأ علي حياة الفلسطينيين _ التي باتت صعبة ومعقدة بفعل الحصار الذي يُمارس علي الشعب الفلسطيني، مع سماح جانب الاسرائيلي للفلسطينيين بالسيطرة علي بعض الأجزاء من الضفة الفلسطينية في مقابل احتفاظ اسرائيل بكافة المستوطنات الموجودة بالضفة وبالقدس عاصمة لهم،  وهو ما يمثل حلاً أسرائيلياً يُقدم للفلسطينيين مغلفاً بغشاء أمريكي قد يبهر بعض المتصهينيين أو الموتورين من راغبي الصعود السريع للحكم.

إن التحول في السياسات الأمريكية إلي الإنحياز الواضح والصريح والمعلن لم يكن وليد الصدفة بل سبقه العديد من المقدمات أهمها حالة التشرذم والتفكك التي تعاني منها الدول العربية نتيجة لما تمر به من ظروف داخلية متشابكة منذ العام 2010 وحتي الآن، أو نتيجة لصراعات وتنافسات إقليمية أججتها الأطماع الإيرانية والتركية للتوسع وتعزيز النفوذ في المنطقة نتيجة لحالة الضعف العربي المتواصل، في الوقت الذي تعمد فيه الولايات المتحدة الأمريكية علي تعظيم حالة التنافس ودفع المنطقة إلي مزيد من الصراعات بعيداً عن الصراع الأساسي العربي / الإسرائيلي فيما يمكن وصفه بالملهاة الأمريكية.

كما أن وجود الإنقسام السياسي الفلسطيني بما يمثله من خطر كبير يُداهم الهوية الفلسطينية من الداخل، حيث يعتبر البعض أن الهوية الفلسطينية باتت مأزومة نتيجة لهذا الصراع بين حزبين فلسطينيين مهمين هما حركتي فتح وحماس، حيث أسهم في تفكك الفلسطينيين وأضعف من شوكتهم وتأثيرهم وساهم في تراجع قضيتهم بشكل واضح منذ العام 2007 وحتي الآن، وقد عززت المحاور الإقليمية من هذه الخلافات الحاصلة وبات جزء كبير من القرار الفلسطينية تتجاذبه مصالح هذه الدول.

ربما مع صبيحة هذا اليوم نجد أنفسنا علي اعتاب استهداف جديد يتمثل في صفقة القرن والتي وصفها الفلسطينيون بصفقة العار والتي وقفت السلطة الفلسطينية ضدها منذ اللحظة الاولي لتسويقها وأظهرت رفضها لها بل والوقوف سداً منيعاً دون تحقيقها وتنفيذها، وقامت باستنهاض الأدوات لضمان عدم تمريرها.

إن الفلسطينيين يملكون الكثير من أدوات القوة التي تعزز من صلابة موقفهم رسوخهم في وجه المؤامرات التي تحاول أن تعصف بهم، منها شحذ الهمم للدفاع عن الحقوق والثوابت الفلسطينية، وهو ما يمكن أن يتحقق بشكل سريع وعاجل من خلال الوحدة وجمع الشمل الفلسطيني والإلتفاف حول قيادة الشعب الفلسطيني متمثلة في الرئيس محمود عباس أبو مازن، مع إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يضمن تحقيق الوحدة والشراكة السياسية.

وكذلك تعزيز المواقف الثابتة للفلسطينيين عبر الدعم والاسناد السياسي العربي، متمثلاُ في تشجيع الدول العربية علي اتخاذ قرارات موحدة ترفض صفقة القرن جملة وتفصيلاً بل وتدعم حق الشعب الفلسطيني الذي أقرته المواثيق والقرارات الأممية في تقرير مصيره وبناء دولته.

ولازلنا بحاجة لاستغلال المواقف الأوربية والروسية المعتدلة تجاه قضيتنا العادلة بما يضمن تنفيذ حل الدولتين وتصويب كل القرارات الأحادية سواء من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي، مع استغلال التعاطف الدولي العالمي مع قضيتنا الفلسطينية العادلة.

ولا زال الشعب الفلسطيني علي عهد جديد يبهر العالم من خلاله بتمسكه بحقوقه الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف، والاصطفاف خلف قيادته متجاوزاً آلام الانقسام ومتجها نحو الوحدة بخطاً ثابتة مع إطلاق صيحة مدوية برفض صفقة القرن وكل المؤامرات التي ستنكسر حتماً علي صخرة الصمود الفلسطيني.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف